بيروت: استضاف مقهى "تاء مربوطة" بالعاصمة البنانية بيروت مساء أول أمس الثلاثاء نائب رئيس تحرير مجلة لوموند دبلوماتيك آلان غريش، وذلك بمناسبة صدور كتابه "إلام يرمز إسم فلسطين؟"، ويعرف غريش بدعمه للقضية الفلسطينية، وهو من أصل يهودي ترعرع في مصر، وقد باع كتابه الجديد ستين ألف نسخة في إسرائيل وفقاً له. وبحسب صحيفة "السفير" اللبنانية، شدد غريش على أن القضية الفلسطينة ينبغي فهمها ضمن سياق فهمنا لتاريخ الاستعمار الأوروبي للعالم الثالث، مشيراً إلى أن أهم ما حدث في نهاية القرن العشرين الماضي كان إنهاء قضايا الاستعمار المباشر، بينما لم تجد قضية فلسطين والتي تعد القضية الأخيرة لتاريخ الاستعمار حلاً لها حتى الآن. وحول إمكانية التعايش بين دولة فلسطينة وأخرى يهودية رأى غريش أن فكرة الدولة الواحدة أصبحت صعبة جداً في هذه الأيام، حيث يوجد توازن ديموغرافي بين العرب واليهود على أرض فلسطين بخلاف ما كان سائداً في الهند تحت الاحتلال البريطاني أو في جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري، كذلك يرى أن الدولة الواحدة المقترحة في فلسطين ستضم عشرة ملايين فلسطيني وخمسة ملايين يهودي وهذا أمر غير ممكن ميدانياً، وأكد غريش وفق "السفير" أن الدعم لاسرائيل مازال قوياً ومتماسكاً وأن الموقف الرسمي للدول العربية ولفرنسا وأوروبا اليوم أصبح أسوأ مما كان أيام الجنرال ديغول. ويرى غريش تصاعد الحديث عن الخطر الإسلامي في أوساط اليسار الفرنسي وفي أوساط اليمين الفاشي، إلى جانب تزايد التعاطف مع الفلسطينيين في السنوات الأخيرة. كذلك لفت غريش إلى أن فرنسا دفعت الثمن في حرب الجزائر واضطرت نتيجة لذلك إلى الانسحاب، أما الوضع الراهن في فلسطين فلا تدفع فيه اسرائيل ثمناً باهظاً، وذلك من خلال المقاومة الفلسطينية اعتراف أوروبا بالدولة الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، وممارسة الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل وإنزال العقوبات الاقتصادية عليها.