محيط: ألقت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على محاولات منظمى مؤتمر "دوربان 2" لمناهضة العنصرية الذى اختتم أعماله الجمعة في العاصمة السويسرية جنيف، إبعاد الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية وتجاهل معاناة الفلسطينيين تمامًا، خشية أن يوصم المؤتمر ب"معاداته للسامية"، كما حدث فى مؤتمر "دوربان الأول" فى 2001. ونقلت الصحيفة عن إنجريد جارادات، إحدى أعضاء منظمة "بديل" للدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين، قولها بأن هذا المؤتمر، والمفترض أنه يتعلق بالعنصرية، لم يتطرق إلى ذكر سواء ضحايا أو مرتكبى أعمال عنصرية. واكتفت الوفود المشاركة بمناقشة خطوط المبادئ العامة، إذ كان همهم الأكبر هو الانتهاء بأسرع وقت ممكن من المؤتمر، لتجنب أى انفجار للوضع به. وذلك على الرغم من أن السلطة الفلسطينة لم تصعب من جانبها الأمور على منظمى المؤتمر، حيث وافقت على التزام الصمت فيما يتعلق بانتقاداتها للاستعمار الإسرائيلى، بالإضافة إلى قيام السفير الفلسطينى لدى جنيف بتسهيل اعتماد مشروع القرار النهائى الذى لم يشر سواء إلى إسرائيل أو فلسطين، على عكس البيان النهائى لدربن 2001. ونقلت وكالة "سما" عن لوموند أن هذا التنازل من الجانب الفلسطينى لم يكن كافياً لطمأنة الولاياتالمتحدة الأمريكة أو الكثير من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا، التى قاطعت المؤتمر حتى قبل افتتاحه، بسبب توقع أن يصدر نص البيان الختامى، مؤكداً على نتائج مؤتمر دوربان الأول. تشير الصحيفة إلى أن الزوبعة التى أثارها خطاب الرئيس أحمدى نجاد، وكذلك انصراف النواب الأوروبيين تباعاً أمام الكاميرات، قد ساهم أيضاً في تجنب إثارة المسألة الفلسطينية للمناقشة. فضلاً عن أنه قد تم منذ بدء المؤتمر استبعاد غالبية المنظمات غير الحكومية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي عن المساحة المخصصة لممثلى المجتمع الدولي، مما ترك المجال حراً أمام مناصري إسرائيل مثل المحامى الأمريكى آلان ديرشوفيتز ومنظمة "يو إن واتش". وقال عمر برغوثى، أحد زعماء حركة مقاطعة إسرائيل، إن مؤتمر "دوربان 2" يمثل واحدة من لحظات "الرياء الأوروبى"، وأنه على الرغم من عدم تأييده لتصريحات أحمدى نجاد السابقة حول المحرقة اليهودية وضرورة طرد اليهود من أوروبا، إلا أنه يرى أن الأمانة تحتم الاعتراف بكون تصريح الرئيس الإيرانى فى جنيف لهو أمر يعكس الحقيقة. تخلص الصحيفة إلى أن الأمر الوحيد الذى حقق رضا الناشطين الفلسطينيين هو أن المؤتمر البديل الذى نظموه تمهيداً للمؤتمر الرئيسى، قد جذب ما يقرب من 300 مشاركاً جاءوا من أنحاء القارات الخمس. وقد دعوا خلال هذا المؤتمر إلى تطبيق مبدأ المقاطعة وفرض العقوبات فى مواجهة نظام "التمييز العنصرى" الذى تمارسه إسرائيل. يذكر أن مجلس النقابات الاسكتلندى هو أحدث من انضم إلى تلك الحركة التى تعتمد على المجتمعات المدنية لتدارك جبن الحكومات.