رئيس جامعة المنيا يشهد اجتماع المجلس الأعلى للجامعات    السيطرة على تسرب للمياه بطريق النصر بالشهداء    إزالة 3190 حالة تعدٍ ضمن المرحلة الثالثة من الموجة 22 في القليوبية    الشركة المالكة لجوجل تستعيد مكانتها في نادي ال 2 تريليون دولار    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    محلل سياسي: إسرائيل مستمرة في تنفيذ كل أنواع الجرائم ضد الفلسطينيين    الرئيس الفلسطيني يصل إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    عمر جابر: مواجهة دريمز قوية.. وسنبذل قصارى جهدنا لحسم التأهل للنهائي    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    تستمر لمدة 6 أيام.. ظاهرة تضرب المحافظات حتى الجمعة 3 مايو ماذا يحدث ؟    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    في اليوم الثاني.. حضور جماهيري ضخم بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    حكم الاحتفال بشم النسيم وهل ذكر في القرآن الكريم؟.. «كريمة» يوضح    مجلة «رولنج ستون» تختار «تملي معاك» كأفضل أغنية في القرن ال21    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد خلال الفترة الحالية    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها وتأثرها الحلقة الأخيرة من مسلسل صلة رحم .. ما القصة؟ (فيديو)    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء تراب وتراث مصري منذ الأزل‏ / د‏.‏ علي رضوان
نشر في محيط يوم 27 - 03 - 2008


سيناء تراب وتراث مصري منذ الأزل‏
د‏.‏ علي رضوان
تناولنا في مقال أمس كيف ان شبه جزيرة سيناء تعد جزءا اصيلا من التراب المصري عبر الأزمنة التاريخية ونعرض هنا لوضع سيناء عبر العصور القديمة والحديثة‏.‏
سيناء في الدولة القديمة نحو‏(2682‏ 2145‏ ق‏.‏م‏)‏
نعرف موظفا مصريا يدعي أي كانجس كان يعيش في الأسرة الثالثة‏,‏ وكان يعمل‏,‏ علي حد قوله‏,‏ مرشدا للقوافل التجارية في ونت والتي كانت متجهة إلي أو قادمة من البلاد الأجنبية‏,‏ وونت هذه عبارة عن اسم للقلعة الحصينة عند مدينة رفح الحالية‏,‏ وكانت قلعة عسكرية أخري بجوارها تسمي إدا هي مناطق الحدود المصرية في أقصي الطرف الشمالي الشرقي‏,‏ وكان التحكم فيها يتم عن طريق الحاميات المصرية‏(‏ سلاح الحدود حاليا‏),‏ وذلك بحسب ما ورد في النصوص المصرية‏,‏ منذ الأسرة الخامسة منذ نحو‏2480‏ ق‏.‏م علي أقل تقدير‏,‏ وفي منطقة المغارة وادي المغارة في الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة‏,‏ حيث مناجم الفيروز‏,‏ نجد اهتماما مصريا كبيرا‏,‏ وذلك منذ عهد الملك زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة‏,‏ والعديد من ملوك الدولة القديمة من بعده سخم خت سانخت سنفرو خوفو ساحورع ني أو سررع جد كارع‏/‏ إسيسي ببي الأول‏,‏ وذلك بأن صور الواحد منهم وهو يضرب آسيويا‏,‏ في اشارة إلي نفس المعني السابق شرحه عندما تكلمنا عن بطاقة الملك دون من الأسرة الأولي‏,‏
وهناك نصوص أخري ومناظر تسجل اهتماما ملحوظا بنفس المنطقة من قبل الملك من كادحور من الأسرة الخامسة‏,‏ وبما يتطابق مع ما ذكرناه آنفا عن الاستحكامات العسكرية عند رفح منذ أيام هذه الأسرة‏.‏ ويحدثنا القائد المصري وني الذي عاش في الاسرة السادسة عن قيامه في عهد الملك ببي الأول بحملة لتأديب كل من يعترض طرق القوافل التجارية المصرية إلي بلاد الشام‏.‏
سيناء في الدولة الوسطي آلان جاردنير‏(‏ نحو‏2119‏ 1793‏ ق‏.‏م‏)‏
في دراسة للعالم الانجليزي آلان جاردنير‏Alangardiner‏ نعرف أن العمل في مناجم الفيروز والنحاس في سيناء كان مستمرا منذ نهاية عصر الاضطراب الأول في الأرض المصرية‏(‏ نحو‏2145‏ 2020‏ ق‏.‏م‏)‏ ومع بداية عصر الدولة الوسطي نعرف من نقوش وادي المغارة أن الملك العظيم امنمحات الثالث وابنه من بعده الملك امنمحات الرابع الأسرة الثانية عشرة كانت لهما اهتمامات كبيرة بهذه المنطقة إلا أن الاهتمام الأكبر كان موجها لمنطقة سرابيط الخادم التي استغل مناجمها المصري القديم منذ عصور ما قبل الاسرات‏,‏ حيث اقيم المعبد العظيم هناك للربة حتحور سيدة الفيروز في سيناء‏,‏ وذلك مع بداية الأسرة الثانية عشرة أمنمحات الأول والثاني‏.‏ وهناك بعض النصوص التي تنتمي لعهود ملوك الدولة الوسطي عثر عليها في منطقة روض العير غربي سرابيط الخادم بنحو‏1.5‏ كم‏,‏ ويعثر علي لوحة للملك سنوسرت الأول في وادي خريت‏,‏ حيث مناجم أخري للفيروز‏.‏ وفي وادي نصب إلي الغرب قليلا من روض العير‏,‏ يتم العثور علي لوحة من العام العشرين من حكم الملك امنمحات الثالث مع مجموعة كبيرة من نصوص ترجع إلي عهود الدولة الوسطي وأخري من عصر الرعامسة في الدولة الحديثة‏.‏
سيناء في الدولة الحديثة‏(‏ نحو‏1550‏ 1070‏ ق‏.‏م‏)‏
وتعاني مصر فترة احتلال الهكسوس لمناطق شرق الدلتا بصفة خاصة من بعد نهاية الدولة الوسطي‏.‏ وسرعان ما خرجت الجيوش المصرية من معقلها الأول في طيبة‏(‏ الأقصر الحالية‏),‏ لكي تزيح عن أرض الحضارة ذلك الهوان‏,‏ فتكون الغلبة لأبناء مصر‏,‏ ويطرد الهكسوس من أرض الدلتا‏,‏ ويفرون ناحية الشرق‏,‏ عندها يتعقبهم بطل التحرير الفرعون أحمس حتي يخرجوا من حدود مصر بالكامل‏,‏ فنراه يحاصرهم عند شاروهين‏(‏ وهي تل الفرعة عند غزة الحالية‏)‏ ولمدة ثلاثة أعوام إلي أن تم القضاء نهائيا علي آخر جحافلهم وتعيش مصر في عهودالدولة الحديثة عصر رخاء وانفتاح علي بلاد الشرق‏,‏ وتصير سيناء هي الموصل الجيد للحضارة المصرية إلي ربوع غرب آسيا‏.‏
وتشتهر منطقة الساحل الشمالي فيها بطريق حورس العظيم الذي يعتبر أقدم وأشهر طريق حربي في العالم القديم الذي كان بكل الاستحكامات العسكرية‏,‏ وكما اثبتتها الحفائر الأخيرة للمجلس الأعلي للآثار‏,‏ نموذجا رفيعا لنبوغ العسكرية المصرية في الدولة الحديثة‏.‏ ويظل الاهتمام بمناطق المناجم المختلفة في المغارة الملكة حتشبسوت والفرعون تحتمس الثالث‏,‏ وفي سرابيط الخادم حتشبسوت تحتمس الثالث أمنحتب الثاني رمسيس الأول رمسيس الثاني مرنبتاح سيتي الثاني الملكة تاوسرت ست نخت رمسيس الثالث رمسيس الرابع رمسيس الخامس رمسيس السادس‏.‏ ويتم عمل تجديدات واضافات لمعبد حتحور سيدة الفيروز هناك حتي إن العالم الانجليزي‏FLPetrie‏ يعثر هناك علي رأس تمثال صغير دقيق الملامح للملكة تي زوجة الفرعون أمنحتب الثالث وأم فرعون التوحيد إخناتون‏.‏ ومن العجيب أن ملوك الدولة الحديثة يقيمون ايضا معبدا للربة حتحور في منطقة المناجم في تمنه شمالي خليج العقبة‏,‏
حيث يتم العثور علي اسماء الملوك‏:‏ تحتمس الثالث سيتي الأول رمسيس الثاني مرنبتاح سيتي الثاني الملكة تاوسرت رمسيس الثالث رمسيس الرابع رمسيس الخامس‏.‏ ونحو‏4‏ كم إلي الشم ال من خليج العقبة يتم العثور علي نقش علي منطقة جبلية يذكر نشاطا للفرعون العظيم رمسيس الثالث‏,‏ وبما يؤكد لنا اليوم أن ما ذكره هذا الفرعون علي بردية هاريس من ارساله لحملات التعدين إلي تلك المنطقة كان دقيقا‏.‏ وهنا تحضرني مقولة سجلها هذا الفرعون علي نفس البردية هاريس التي نصها‏:‏ انني بعثت برجال البلاط والحكام إلي أرض الفيروز‏,‏ إلي أمي حتحور سيدة الفيروز‏.‏
هذه هي مشاعر الاجداد تجاه أرض سيناء الحبيبة‏.‏
عن صحيفة الاهرام المصرية
27/3/2008


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.