ترجمة: ابوبكر خلاف القدسالمحتلة: في صحيفة "هآرتس" العبرية وتحت عنوان "مصريون يتحدثون العبرية ولايرغبون رؤية الاسرائيليين" تطرق الكاتب الصحافي يوئاف شتيرن لتجربة اسرائيل في التطبيع الثقافي مع مصر بعد ربع قرن وفشل اسرائيل الذريع في كسب ود حتى دارسي العبرية بمصر، فكتب يقول:- "بشكل مشابه لما تأصل باسرائيل لتعلم العربية، تعلم المصريون اللغة العبرية في اطار شعار" تعلم لغة عدوك"، هذا مايؤكده المصري "منير محمود" الذي يبلغ من العمر 47عاما، ويعد احد مشاهير تدريس العبرية بمصر.يعمل "منير" اضافة لعمله كمدرس العبرية بمهنة الارشاد السياحي. وقبل عامين فقط دخل منير محمود وزملائه من خلال اتقانهم العبرية لتحد جديد، الا وهو تكوين فريق خدمة عملاء بأحدى الشركات الخاصة الكبرى المعنية بتقديم خدمة تليفونية لكبرى الشركات الدولية ومنها شركة "ميكروسوفت"، في" القرية الذكية".التي تعد احد انجازات وزير الاتصالات السابق،ورئيس الوزراء الحالي احمد نظيف، وتعد الفكرة بحق مفخرة للمصريين. الاسرائيليون واليهود عملاء "ميكروسوفت" ومستخدمي برامجها بأنحاء العالم يتصلون بهذا المركز ويتلقون الخدمة من خلال فريق مصري يتقن العبرية، ويصف "منير" هذه التجربه المصرية في التحدي فيقول:"تخوفنا في البداية من عدم قدرة خريجي الجامعة على خوض التجربة، ربما لعدم احتكاكهم باسرائيليين مباشرة من قبل، مصريون انقياء، ولم يزر منهم احد اسرائيل، واستوعبنا التجربة بسرعة مذهلة، وقبلنا التحدي". هذا نموذج لشباب مصري يتحدث العبرية اوعلى الاقل يتعلمها بالجامعة، ولعلكم تندهشون اذا علمتم ان قرابة 2000 من المصريين يدخلون قسم اللغة العبرية بالجامعات المصرية سنويا ، من خلال 8 جامعات، في مقدمتهم الجامعة الام بالقاهرة، كذلك كلية اللغات بجامعة الازهر الاسلامية، اضافة الى جامعات اقليمية اخرى.ويقدر عدد العاملين بهذا المجال بعد التخرج بحوالي 500 طالب. اعرف لغة عدوك وكما هو الحال باسرائيل ان متقني العربية يعملون بأجهزة الامن، كذلك دارس العبرية بمصر يجند بالجيش لسنة واحدة الزامية، او الخدمة بالمواقع الامنية الاخرى، اضافة الى استيعاب المؤسسات الاعلامية عددا لابأس به من خريجي هذا القسم كبرنامج "البث العبري" لقناة النيل المصرية، ومحطة الراديو المصرية التي تبث بالعبرية ( قول قاهير)، واقسام الشئون الاسرائيلية بالصحف، ومراكز الدراسات الاستراتيجية، ومراكزالترجمة للخدمات الدراسية والبحثية للطلاب دارسي العبرية. مجرد "اكل عيش" كغيره من المراقبين يرجع "منير" الموقف الشعبي العربي من اسرائيل الى" سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين، ويؤمن ايمانا تاما انه طالما لا سلام مع الفلسطينيين، فلا مجال لزيادة العلاقات او التطبيع مع العرب"، اذا ستظل العلاقة بين اسرائيل وجيرانها مجرد " اكل عيش ". مقاطعة المركز الاسرائيلي بالقاهرة اذا اقرب نقطة وصل اليها المصريون للتماس مع اسرائيل هي طابا، اما المكان الذي يتبع اسرائيل داخل القاهرة وهو المركز الاكاديمي الاسرائيلي فنادرا مايذهب اليه احد حتى متخصصي العبرية واساتذتها المصريين قاطعوا هذا المكان ، وقد اقيم هذا المركز سنة 80 19والتزمت مصر حينها باقامة مركز مقابل بتل ابيب، لكنها لم تدخل بعد ذلك حيز التنفيذ. يدير المركز البروفسير جابي روزنباوم وهو باحث متخصص في الثقافة والحضارة المصرية ومترجم ومتحدث جيد للعربية، عند دخولك للمكان ستجد حراسة امنية مشددة، فكل زائر عليه ان يمر بموظف الامن ليسجل دخوله، بالطبع اجراءات التحري عادية وليست بالضرورة مخيفة .هكذا يصف رزونباوم الوضع والمكان:"اضخم مركز بحثي عبري بمصر، كل اسبوعين تقريبا به محاضرة لباحث او اديب اسرائيلي". وطلاب مصريون يقومون بابحاث عن ادباء العبرية مثل "حنا سنش" و"يتسحاق ليئور" يجدون بغيتهم بالمكان. تل ابيب في انتظار القاهرة واذا كان الهدف من اقامة المركز الاسرائيلي بالقاهرة هو توطيد العلاقات الاكاديمية والثقافية بين كلا الدولتين، وبالرغم من التعهد المصري في اطار اتفاقية السلام باقامة مركز مماثل بتل ابيب، فلازالت مصر لاتريد اتخاذ هذه الخطوة، ولازال ابنائها يتحدثون العبرية بطلاقة لكنهم في الوقت نفسه لايفضلون رؤية الاسرائيليين!!.