نشرت هذة المقالة فى العدد الأول من مجلة الزهور الصادر فى اول مارس سنة (1910)وكانت تهتم بالموضوعات الأدبية والفنية والعلمية وفيها يدلل الكاتب على اهمية الصحافة والصفات الواجب توافرها فى الصحافى الناجح ولحضراتكم نص المقالة :- - كان حامل القلم كحامل السيف فى يمين كليهما سلاح ماض...وأصبح حامل القلم فى العصر الحديث كالقابض على الصولجان : كلاهما نافذ الكلمة مرعى الجانب . - ولكن لايتم ذلك للكاتب الا اذا فهم حقيقة مهمتة وادرك شرف مهنتة.
فاذا لم يكن( كل من هز الحسام بضارب، فكذلك ليس كل من اليراع بكاتب). -وابعد حملة الاقلام نفوذآ الأن هم الصحافيون ، بفضل انتشار الصحف واقبال الكبير والصغير عليها . وعلية يجب ان تكون الصحافة كما قال احد المفكرين - شجرة الحقيقة يغرد على فنائها الكتاب الصادقون. - ويسرنا ان ندون كلمتين فى هذا الموضوع : احداهما لأمير شرقى كبير ، والثانية لشريف غربى
*** اولآ *** -قام دولة الامير الجليل حسين باشا كامل عم الخديوى عباس حلمى الثانى فى احدى جلسات ( مجلس شورى القوانين) ووجة الى رجال الصحافة كلمات قال فيها:- - ان كل امة متمدنة يجب عليها ان تحترم الصحافة ونود ان تكون معها يدآ بيد لتتعلم منها وتستفيد مماينشر فيها من الفوائد. - مكثت نحو الثمان سنوات تلميذآ فى اوروبا فرأيت ان تنور العامة جاء من مطالعة الصحف. - الجرائد اكبر من ان تكون مهنة لتعيش اصحابها بل هى أشرف من ذلك ولها فوائد عامة عديدة.
*** ثانيآ *** - وعقد مؤخرآ فى انكلترا( مؤتمر الصحافة ) فألقى اللورد مورلاى خطابآ نقطتف منة الفقرات الأتية :- - الانشاء هو تأليف المقالات والكتب الضارة والفيدة وهو كالتصوير اليدوى يأتى بالصور الجميلةوالقبيحة. - مهنة الصحافة شريفة وشاقة والصحا فى سواء كان قائدآ للرأى العام أم لم يكن ، أليس هو واحدآ من حكام العالم؟ - ولا يفهم بالصحافى من يحسن اللغة جيدآ ولا من هو كثير التأنق ولا من يرسل الكلام على عواهنة بل الصحافى الحقيقى المفيد هو الذى يحافظ على ادب الكتابة وأداب الأجتماع ويكفى ان تجتمع فى المنشىء فضيلتان ( معرفة الحقوق والبساطة )وجوهر الصحافة والانشاء قائم فى ثلاثة أشياء حسن النية - والخبرة - والمقدرة .
- الصحافة والانشاء يحتاجان الى روية أكثر من الخطابة لان مايقولة الخطيب ينسى حالا . ةأما مايقولة الصحافى فيبقى مكتوبآ ليطالع وينتقد ومثلة كلام المنشىء : - والصحافى يحتاج الى ذكاء متقد والى رزانة اعظم مما يحتاجة المنشىءلان هذا يمكنة ان يراجع وان يشاور اما الصحافى فليس لة من الوقت مايمكنة من المراجعة والمشاورة . - والمنشىء ينشىءفى موضوع او فن واحد أما الصحافىفتعرض لة كل المواضيع وكل الفنون. فيجب ان يكون راجح العقل كثير الادراك سريع التحصيل ذا حنكة وحكمة ليحصل على رضى الجمهور ويكون رأية هو الاصح وحزبة هو الاقةى ويكون هو المحور الذى تدور حولة الاراء.
- وعلى الصحافى ان يكون فوق الطبيب والفقية والصناعى والعالم والجندى والسياسى والملك وان يكون بعيدآ عن اغراض الجميع ولا يتخذ الا الحق لة غرضآ. - والصحافى ليس خادمآ فى مكتب ، بل هو مدير الافكار بوجة عام واذا خطر لة مرة ان يفضل الجزئى على الكلى والعرض على الجوهر والغرض على الحقيقة ، فليتصور ان امامة الرأى العام يكذبة. وحينذاك تتضح لة المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقة ، ويفهم اهمية مركزة فيحافظ علية .
- الانشاء كلام منزل كالناموس اذا قيل مرة فلا يجوز بعد ذلك ازالة حرف منة .هكذا يجب ان تكون الصحافة لتكون مفيدة . والصحافى المفيد هو الذى يقرأ ويحسن الاستنتاج ، ويفهم معنى الاستقلال والمسؤولية وليس الانتقاد فى شيىء من الطعن . ولا يجب ان يخاطب المنتقد بلهجة العداء والهجو هو ما يلجأ الية الاعداء وذلك محط من شأن الصحافة - والصحافة الحديثة تستدعى العناية بالتهذيب والتهذيب هو عماد السلم والاتحاد والسياسة والاجتماع العصرى ولا يحافظ على الحقوق الا المهذبون. ------------------ (تمت )
- اشعر أن هذة المقالة هى ميثاق للعمل الصحفى فى ذلك الوقت ويجب ان تكون فى كل وقت ولدى استفسار بسيط ياترى كم صحفى فى زماننا شايف فى نفسة كام صفة من صفات الصحفى المفيد والاستفسار الاخر من حوالى مائة عام كانوا بيعملوا مؤتمر للصحافة اين نحن الان من هذا المؤتمر يمكن يكون فية خير للصحافة وللصحافيين وللقراء . - يشرفنى استقبال ارائكم .