صدر عن دار الرائد للكتاب بالجزائر الترجمة العربية لكتاب " الاستعمار .. الإبادة حول الحرب والدولة الكولونيالية " للمؤرخ الفرنسي أوليفييه لوكور جرانميزون. ويكشف الكتاب وفقاً لجريدة "الخبر" الجزائرية أن إبادة الجزائريين أثناء وبعد الغزو الفرنسي، كان بمثابة سلوك مؤسساتي، مارسه قادة الجيش بمباركة من السياسيين، وحظي بدعم من المثقفين، وقد نشر جرانميزون كتابه عقب الضجة الإعلامية والنقاش السياسي المحتدمين اللذين أثيرا حول قانون 23 فبراير 2003 الممجد للاستعمار. وجاء في قانون 23 فبراير أنه خلال مرحلة الوجود الفرنسي (استبدال الاستعمار بمصطلح الوجود) حملت الجمهورية الفرنسية إلى الجزائر كثيرا من مظاهر التحضّر منها: المعرفة العلمية، التقنية الإدارية، الثقافة واللغة، واستقر بها كثير من الرجال والنساء أسسوا عائلات وعاشوا في أرض تحولت إلى مقاطعة فرنسية. ويضيف القانون أنه بفضل هؤلاء الرجال والنساء تطورت الجزائر، وعليه يجب حسب هذا القانون، الاعتراف بما قام به هؤلاء وهذا ما سمي بإيجابيات الاستعمار. إلا أن جراند ميزون يقول العكس، ويسرد تفاصيل الحقيقة، ويدحض فكرة الاستعمار الإيجابي، فأورد في كتابه أن البرلمان الفرنسي عاش في يوم 11 يوليو 1845 على وقع الفضيحة، بعد أن تجرّأ الكونت دولاموسكوفا على فضح الجريمة التي ارتكبها جندي فرنسي في حق عدو لا يملك وسائل المقاومة. وقد قرأ في جريدة الأخبار أن الجنود الفرنسيين قاموا بإبادة قبيلة بكاملها خنقا وهم مختبئون في مغارة لجأوا إليها فرارا من الجيش الاستعماري. طلب دولاموسكوفا حسبما ذكرت جريدة "الخبر" من الحكومة الفرنسية أن تكذّب الخبر أو تقر صراحة بصحته، وبعد شد وجذب دافع الماريشال سولت رئيس المجلس ووزير الحربية عن العقيد بيليسييه الذي ارتكب جريمة الظهرة. إن طبيعة الدولة الاستعمارية، حسب لوكور جراند ميزون، تقوم على وجود حاكم عام يملك كامل الصلاحيات لاستعمال العنف ضد الأهالي وتوفير الحقوق المدنية للأقلية الأوروبية، وانتهى الأمر بالموافقة على قانون الأنديجانة العنصري سنة 1881، يذكر أن ترجمة الكتاب أنجزتها الأستاذة نورة بوزيدي، وهو متوفر في المكتبات الجزائرية.