الأولبياد تحقق 600 مليار يوان للصين من أجل البقاء تحت الأضواء خلال 16 يوما هي فترة إقامة الاولمبياد أنفق الرعاة الرسميون مئات الملايين من الدولارات أملا في الحصول على حصة في السوق الصينية، تلك السوق الهائلة التي أبهرت العالم، والتي يتوقع أن تحقق إجمالي منافع اقتصادية بسبب الاولمبياد تصل إلى ما قيمته حوالي 600 مليار يوان.
وتشير الاستطلاعات الأولية إلى أن أموال الرعاية مثلت ثلث إيرادات الحركة الأولمبية من 2001 و2004 غير أن الرعاة البالغ عددهم 60 أو نحو ذلك ركزوا على الدولة المضيفة الصين مثل تركيزهم على دورة الألعاب نفسها.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن جيهيون كوون مدير التسويق الرياضي لدى سامسونج إلكترونيكس الكورية وهي إحدى 12 راعيا دوليا دفع كل منهم 72 مليون دولار في المتوسط لحقوق الرعاية في دورتي بكين والألعاب الشتوية 2006 في تورينو "لقد حقق ذلك نجاحا كبيرا.. خاصة وأنه لم تحدث مشكلات كبرى".
ومن جانبه قال مايكل لينش مدير الرعاية العالمية لدى مؤسسة فيزا وهي إحدى الرعاة الاثني عشر أيضا 'كان الانتباه العالمي رائعا.. معدلات المشاهدة التلفزيونية بلغت مستويات قياسية".
وعلاوة على جذب المستهلك الصيني، انتهزت الشركات الفرصة لبناء علاقة قوية مع بعض أهم عملائها في العالم وهي الحكومة الصينية المتعطشة لموارد الطاقة وشركاتها، فعلى سبيل المثال كانت عملاق التعدين الأنجلو استرالية "بي.إتش.بي بيليتون" راع بدون علامة تجارية استهلاكية ولكن من أجل الرغبة في دعم العلاقات الطيبة مع الصين أكبر عملائها.
وقالت "كوكاكولا" المهتمة بالحصول على حق رعاية الدورات الأولمبية حتى عام 2020 إن مبيعاتها عادة ما تشهد نموا قصير الأجل خلال أي دورات، وقال بيترو كاكور المتحدث باسم الشركة 'لكن نتطلع في المدى البعيد إلى تعزيز وضعنا في الصين رابع أكبر أسواقنا وهذا يعني زيادة الوعي بالعلامة التجارية.
ومن الصعب على الشركات تحديد حجم العائد من الرعاية غير أن جميعها عبر عن الارتياح إزاء اتخاذ اللجنة الأولمبية الدولية وبكين إجراءات صارمة ضد استغلال شركات للعلامات التجارية لشركات منافسة.
أرباح الأوليمبياد وعلى صعيد الاقتصاد الصيني استبعد العديد من الخبراء ظهور حالة ركود في الاقتصاد الصيني بعد اولمبياد بكين مثلما حدث في دول أخرى أقامت دورات الاولمبياد السابقة وذلك يرجع إلى محورين أولهما هو أن حجم الاقتصاد في الصين أكبر بكثير من مثيله في تلك الدول التي أقامت دورات الأولمبياد من قبل كما أن هذه الاستثمارات ليست كثيرة بالنسبة إلى الصين إذا ما قورنت مع تلك الدول.
ويرجع المحور الثاني ،بحسب صحيفة الشعب الصينية، إلى أنه بعد أولمبياد بكين سوف تقيم الصين معرض شانغهاى العالمي 2010 واسياد قوانغتشو 1012 وفعاليات أخرى وكل ذلك في حاجة إلى مزيد من الاستثمارات العقارية الثابتة وعليه يمكن الإيمان بأنه لا تظهر حالة من الركود الاقتصادي في الصين بعد الاولمبياد.
وهناك توقعات بأن تحقق الدورة عائدات مباشرة للصين تبلغ حوالي ملياري دولار أمريكي، وطبقا لجمعية بحوث اقتصاد أولمبياد بكين، فان هذه العائدات ستنتج من الجهات الراعية، ومنح التراخيص، والإعلانات، ومبيعات التذاكر، وحقوق البث.
كما أن استضافة الأولمبياد أسهم بشكل ملحوظ في النمو الإقتصادى للعاصمة، حيث أظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء في بكين أن معدل النمو السنوي لاجمالى الناتج المحلي للمدينة في الفترة من 2005 إلى 2008، والتي شهدت استثمارات ضخمة من أجل الاولمبياد، سوف يصل إلى 11.8 % بارتفاع 0.8 % عن الفترة من 2001 الى 2005، وفي عام 2007 وصل اجمالى الناتج المحلي للمدينة إلى 900 مليار يوان ( حوالي 132 مليار دولار أمريكي) بارتفاع 12.3 % على عام 2006، وساهم الأولمبياد بنسبة 1.14 % في معدل النمو، طبقا للمكتب.
ويتوقع المكتب أن يسهم العامل الاولمبي، وهو مصطلح يشير إلى قوة الدفع الناتجة عن الاستثمار في البنية التحتية والمنشآت الرياضية، في إضافة 0.85 % إلى نمو إجمالي الناتج المحلي لبكين خلال العام الجاري.
وبشكل عام، فإن الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالاولمبياد ستحقق إجمالي ناتج محلي لبكين قدره 105.5 مليار يوان في الفترة من 2004 إلى 2008، طبقا لمكتب الإحصاء في بكين.
ملايين أنفقت على الاستادات استعداد للأوليمبياد وذكرت سلطات المدينة في وقت سابق أنها أنفقت ما يقل عن 13 مليار يوان على إنشاء 31 ملعبا للمسابقات الرياضية، و 45 مركزا للتدريب، و منشآت أخرى خاصة بالأولمبياد.
وعلى المستوى الوطني، يقدر أن تحقق الأولمبياد إجمالي منافع اقتصادية تصل إلى ما قيمته حوالي 600 مليار يوان، طبقا لدراسة أعدها لين شيان بنغ الأستاذ بجامعة بكين للرياضة.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية الجديدة (شينخوا) أظهرت إحصاءات رسمية حديثة أن بكين سجلت وصول 6.52 ملايين سائح إليها من بينهم 382 ألف من خارج البلاد، أثناء دورة الألعاب الأولمبية.
وسجلت المواقع السياحية بالمدينة عائدات تبلغ 162 مليون يوان ( 23 مليون دولار أمريكي)، وفقا لرصد مشترك قام به كل من مكتب الإحصاء في بكين وفريق المسح ببكين من المكتب الوطني للإحصاء ومكتب السياحة في بكين.
وتظهر النتائج أن مواقع جذب سياحي رئيسية مثل المدينة المحرمة والقصر الصيفي والسور العظيم استقبل كل منها ما يزيد على 230 ألف سائح خلال الفترة من 8 إلى 24 أغسطس.
كما استقبلت الفنادق حوالي 80 ألف نزيل يوميا، وبلغ معدل الإشغال في فنادق الخمسة نجوم 81% حيث وصل سعر الغرفة في الليلة إلى 3604 يوان ( 525 دولارا أمريكيا).