موسكو: صرح نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية توم كيسي بان المدراء السياسيين في وزارات الخارجية بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا سيجرون محادثات عبر الهاتف اليوم الخميس حول الملف النووي الإيراني ، في الوقت الذي أعلنت فيه شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية المكلفة بتشغيل مفاعل بوشهر النووي أن المفاعل لن يكون جاهزا للتشغيل قبل نهاية العام المقبل. ونقلت وكالات الأنباء الروسية "نفوستي" عن سيرجي شماتكو، رئيس شركة أتوم ستروي إكسبورت، قوله إن وضع مفاعل بوشهر قيد التشغيل قبل أواخر السنة المقبلة هو أمر غير وارد. وقال شماتكو، الذي يقوم حاليا بزيارة للصين:" أستطيع القول يقينا إن المفاعل (بوشهر) لن ينطلق قبل أواخر العام 2008". جاء إعلان شركة أتوم ستروي إكسبورت بعد يوم واحد من حث واشنطنلإيران على عدم المضي قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم بعد أن بدأت روسيا بتسليم الوقود النووي اللازم لمفاعل بوشهر. لكن طهران قالت إنها لن توقف برنامج تخصيب اليورانيوم بالرغم من العقوبات التي يمكن أن تفرض عليها من قبل الأممالمتحدة. وجاء وصول شحنة الوقود النووي إلى إيران بعد أيام من اتفاق موسكووطهران على جدول لإكمال بناء مفاعل بوشهر بعد سنوات من التأخير الروسي في الانتهاء من بناء المفاعل. وكانت هي المرة الأولى التي تستلم فيها إيران وقودا نوويا من موسكو. وفي حين تواصل الأممالمتحدة في مطالبة طهران بإيقاف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وافقت المنظمة الدولية على شحنات الوقود النووي الروسي إلى إيران. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أن روسيا أبلغتها بتسليمها الوقود النووي لإيران، وقد رحب الرئيس الأمريكي جورج بوش "بتزويد إيران باليورانيوم الروسي المخصب لاستخدامه في أغراض سلمية"، قائلا إنه:"" لم تعد هناك حاجة كي تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم". وكانت روسياوإيران قد توصلتا في وقت سابق هذا الشهر إلى تسوية خلافاتهما بشأن محطة بوشهر إذ اتفقتا على استكمال بناء المنشأة ضمن جدول زمني محدد وذلك بعد سنوات من التأجيل. وتزامن الإعلان عن تسوية الخلاف بشأن مفاعل بوشهر مع محادثات أجراها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. وكانت إيران قد اشتكت مرارا من تأخر روسيا في استكمال بناء مفاعل بوشهر الواقع في منطقة جنوبي البلاد بينما اشتكت روسيا من تأخر إيران في سداد مستحقاتها المالية المتعلقة بالمشروع. ورفضت روسيا في السابق دعوات من قبل واشنطن بتعليق العمل في مفاعل بوشهر وذلك بسبب شكوك الولاياتالمتحدة في طموحات إيران النووية. إلا أن موسكو توسطت في النزاع الدائر بين إيران والمجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتخشى الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأوروبية من أن تكون إيران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، لكن طهران تقول إن برنامجها مخصص بالكامل لإنتاج الطاقة لأغراض سلمية.