تلقت إيران الجمعة شحنة روسية ثانية من الوقود النووي إلى مفاعل "بوشهر" ، في مؤشر على استمرار الزخم لبدء تشغيل أول منشأة نووية للجمهورية الإسلامية التي تتهمها الولاياتالمتحدة والغرب بالسعي لإنتاج أسلحة نووية. وقال نائب رئيس المنظمة الإيراني ة للطاقة الذرية، أحمد فايز بخش إن تسليم الشحنة تم وفق الجدول الزمني المحدد، وأن الكمية معادلة للشحنة الأولى التي وصلت في 17 ديسمبر . وستسلم روسيا ما مجموعه 82 طناً من الوقود النووي على مدى شهرين ضمن ثماني شحنات منفصلة. وكانت طهران قد أعلنت الأحد الماضي إن أول مفاعلاتها النووي سيبدأ العمل في غضون الشهور الثلاثة المقبلة، وسيزود إيران بالطاقة الكهربائية، بعد ربطها بشبكة الطاقة الوطنية في الصيف المقبل. وجاء ال إعلان عن هذا في تصريح لوزير الطاقة الإيراني ، برويز فتاح، للصحفيين في مدينة "خرم أباد" غربي البلاد، الذي قال السبت إن محطة بوشهر الذرية ستدشن في العام الإيراني المقبل، الذي يبدأ في العشرين من مارس القادم. وأوضح فتاح إن سعة محطة بوشهر الذرية تبلغ حوالي 1000 ميجا وات، مشيراً إلى أنه مع وصول الشحنة الأولى من الوقود، فإنه تم التأك من أن 500 ميجا وات من سعتها سيدخل في إطار الشبكة الوطنية للطاقة في الصيف المقبل،وقال الوزير الإيراني، إن السعة المتبقية، 500 ميجا وات، ستضاف في العام 2009. وكانت مصادر روسية على صلة بالتعاون النووي القائم بين موسكووطهران، وخاصة على صعيد تأمين الوقود للمفاعلات النووية الإيرانية، قد أكد ت في وقت سابق إن مفاعل بوشهر لن يدخل الخدمة الفعلية حتى نهاية العام 2008 على أقل تقدير. وقال سيرغي شماتكو، مدير شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية الناشطة في المجال النووي، والتي تشرف بصورة مباشرة على عمليات بناء المفاعل الإيراني، "وعدت بتحديد موعد إنجاز بناء محطة بوشهر في وقت لاحق.. ولكن بوسعي القول الآن بشكل مؤكد إن المحطة لن تشغل قبل نهاية عام 2008." وكانت روسيا قد سلمت الاثنين أول شحنة من الوقود النووي لإيران في إطار اتفاق بناء المفاعل، علماً إن موسكو كانت قد أشارت إلى إن تسليم الشحنات سيبدأ قبل ستة أشهر من موعد تشغيل بوشهر الذي يعمل بالماء الخفيف وبقوة إنتاج تبلغ 1000 ميجا وات. وكان شماتكو قد أعلن إن روسياوإيران تستطيعان إنشاء مؤسسة مشتركة تشرف على تشغيل محطة "بوشهر" التي تقوم الشركة الروسية ببنائها حاليا. وتشك الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية والكيان الصهيوني في إن طهران تسعى لامتلاك التكنولوجيا النووية لبناء ترسانة عسكرية، في حين تدفع إيران بأن المفاعل مخصص لأغراض مدنية.