بروكسل: نادي رئيس منطقة اليورو ورئيس وزراء لكسمبورج جان كلود جونكر بضرورة تضافر الأطراف الاقتصادية والسياسية الأمريكية للإسراع في معالجة الأزمة التي تعصف بأسواق المال ووضع حد لحالة التخبط التي تمر بها. وتكبدت أمريكا خلال الفترة القليلة السابقة خسائر تقدر بمليارت الدولارات جراء إفلاس "ليمان براذرز" و "ميريل لينش" و"آي إي جي". ولمواجهة الأزمة تعاونت الخزانة الأميركية والبنوك المركزية في أوروبا وبريطانيا وكندا واليابان، من أجل تنسيق عمليات التدخل وتسهيل الاقتراض في ما بينها وضخ أكثر من 200 بليون دولار في غضون الأيام الماضية لتخفيف التوتر في أسواق المال. وقال جونكر في تصريحات نشرت في بروكسل وأوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" إنه سيقدر تقديرا عاليا إذا ما بادر المسؤولون في الولاياتالمتحدة بالموافقة على حزمة الإجراءات المعلنة لإنقاذ النظام المصرفي والنقدي وبالسرعة الضرورية. وأضاف أن التردد الحالي في واشنطن باتت له آثار سلبية على عدة أصعدة خاصة بشأن حركة وتوجهات أسواق المال والأسواق النقدية وأحجام الصرف والمؤشرات الشاملة الأخرى. وأكد المسئول الأوروبي انه لا خيار آخر بالنسبة للشريك الأمريكي سوى تعبئة كافة القدرات والتحرك لحل الأزمة. ورأى خبراء أوروبيون في وقت سابق أن الأزمة التي تصيب مركز النظام المالي العالمي منذ تفجر أزمة الرهن العقاري الأميركي في الصيف الماضي، ستقود إلى إعادة هيكلة النظام المصرفي والمالي في شكل تدريجي. ولاحظ خبراء أن البنوك الأربعة الأمريكية التي أفلس بعضها وشارف بعضها الآخر علي الإفلاس، تمثل أعمدة سوق "وول ستريت" . وتهدد الأزمة ثقة المستهلكين والمستثمرين على حد سواء وتدفع نحو تسارع هبوط معدلات النمو في السوق الأوروبية وخطر الركود في الولاياتالمتحدة. وأفادت نشرة "البنك المركزي الأوروبي" في عددها هذا الشهر، أن الناتج المحلي الإجمالي ل "منطقة اليورو"، تراجع 0.2% في الربع الثاني من العام الجاري وأن معدلات النمو الاقتصادي ستكون بمستوى 1.1 % بعد توقع بلوغه نسبة 1.7 %. في حين تراجعت معدلات الاستهلاك بنسبة 0.2 % وكذلك الاستثمار.