كوالالمبور: بالرغم من التحسن الذي يشهده الاقتصاد العالمي في المرحلة الراهنة مما يعطي بارقة أمل باقتراب انحسار تداعيات الأزمة المالية إلا أن وزراء منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا الباسيفيك "ابيك" لهم رأي أخر حيث أكدوا عدم انتهاء الأزمة الاقتصادية العالمية خاصة في ضوء "هشاشة" الاقتصاد العالمي رغم التحسن الحالي. وقال وزير خارجية سنغافورة جورج يو في تصريحات له بعد اجتماع مع وزراء خارجية وتجارة دول "ابيك" على هامش قمة المنتدى التي تستضيفها بلاده حاليا أن "هناك إجماعا على أن الأزمة الاقتصادية لم تنته بعد وان التحسن الذي نراه الآن أولي وعلينا مواصلة التعامل مع الأسباب الحقيقية للمشكلة". وحث وزير المالية السنغافوري تارمان شانموجاراتنام على أهمية تأمين مصادر ذاتية للنمو بعد أن أدى ركود الاقتصاد العالمي إلى تغيير في أنماط الطلب بالأسواق الدولية. وقال تارمان أمام حلقة نقاشية على هامش القمة السنوية ونقلتها وسائل الإعلام "أن آسيا تحتاج إلى محركات استهلاكية جديدة لزيادة الطلب على منتجاتها على المدى المتوسط". وأضاف أن تعافي الاقتصاد العالمي لن يعيد أوضاع اقتصاديات آسيا إلى ما كانت عليه قبل تفجر الأزمة الاقتصادية العالمية العام الماضي مبينا أن هناك تحولا في أنماط الطلب الاستهلاكي سيستمر لعقد مقبل على الأقل. وأوضح أن التحدي الرئيسي بالنسبة لآسيا سيتمثل بتوفير مصادر ذاتية مستدامة للنمو سواء داخل الاقتصادات المحلية أو على مستوى المنطقة ويجب زيادة الطلب المحلي من خلال تعزيز الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري في اقتصاديات آسيا. وفيما يتعلق باستمرار المخاطر قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك انه يشعر "براحة نسبية بشان آفاق النمو خلال 2009 وارى بعض المخاطر في 2010 ". وقال زوليك إن احد المخاطر هو التوسع في اعتماد القطاع الخاص على المال العام نتيجة برامج التحفيز المالي التي قدمتها الحكومات خلال العام الحالي لمواجهة الركود داعيا إلى استمرار إجراءات التحفيز عام 2010 من دون طرح حزم تحفيز جديدة. وشدد على أن تعافي الاقتصاد العالمي لن يحدث بصورة متماثلة في جميع الدول وسيكون هناك تفاوت في سرعة التعافي في حين يكمن الخطر الثاني الذي يهدد الاقتصاد العالمي العام المقبل بارتفاع معدل البطالة في اغلب دول العالم وهو ما يمكن أن يؤثر على تعافي القطاع المصرفي بسبب زيادة معدلات افلاس حاملي بطاقات الائتمان او الحاصلين على قروض استهلاكية. من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" "انه على الولاياتالمتحدة والصين وبقية أعضاء (ابيك) تحويل مكافحة التغير المناخي إلى فرصة لتعزيز التجارة في الطاقة النظيفة والتنمية". وأضافت كلينتون أن "الحل الحقيقي هو حل جماعي وعالمي حيث تمثل اقتصادات ابيك حاليا نحو 60% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي فان جهودنا يمكن أن يكون لها اثر يؤدي الى تحول في المستقبل". وتبدأ قمة قادة ابيك اليوم وتستمر يومين حيث سيشارك فيها الرئيس الأمريكي باراك اوباما والرئيس الصيني هو جينتاو وستركز على النهوض الاقتصادي بعد الانكماش الدولي الذي نجم عن الأزمة المالية والاقتصادية في عام 2008. يذكر ان منتدى (ابيك) تأسس عام 1989 ويضم حاليا 21 عضوا يمثلون ما يقارب 41% من سكان العالم و56% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم وما يقرب من 49% من التجارة العالمية. وتضم القوى الاقتصادية الأعضاء ال21 في (ابيك) استراليا وبروناي وكندا وشيلي والصين وهونج كونج الصينية واندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبابوا نيو غينيا وبيرو والفلبين وروسيا وسنغافورة وتايبي الصينية وتايلاند والولاياتالمتحدة وفيتنام.