كوالالمبور: تستضيف سنغافورة انطلاق قمة قادة ابيك غداً والتي تستمر يومين حيث سيشارك فيها الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الصيني هو جينتاو وستركز على النهوض الاقتصادي بعد الانكماش الدولي الذي نجم عن الازمة المالية والاقتصادية في عام 2008. وأكد وزراء منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا الباسيفيك عدم انتهاء الازمة الاقتصادية العالمية وان الاقتصاد العالمي مازال هشا على الرغم من التحسن الحالي. وقال جورج يو، وزير خارجية سنغافورة في تصريحات له بعد اجتماع مع وزراء خارجية وتجارة دول (أبيك) على هامش قمة المنتدى التي تستضيفها بلاده حالياً:" إن هناك اجماعاُ على أن الازمة الاقتصادية لم تنته بعد وان التحسن الذي نراه الان اولي وعلينا مواصلة التعامل مع الاسباب الحقيقية للمشكلة". إلى ذلك حث وزير المالية السنغافوري تارمان شانموجاراتنام على اهمية تامين مصادر ذاتية للنمو بعد ان ادى ركود الاقتصاد العالمي الى تغيير في انماط الطلب بالاسواق الدولية. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قول تارمان امام حلقة نقاشية على هامش القمة السنوية ونقلتها وسائل الاعلام هنا "ان اسيا تحتاج الى محركات استهلاكية جديدة لزيادة الطلب على منتجاتها على المدى المتوسط". وأضاف أن تعافي الاقتصاد العالمي لن يعيد اوضاع اقتصادات اسيا الى ما كانت عليه قبل تفجر الازمة الاقتصادية العالمية العام الماضي مبينا ان هناك تحولا في انماط الطلب الاستهلاكي سيستمر لعقد مقبل على الاقل. واوضح ان التحدي الرئيسي بالنسبة لاسيا سيتمثل بتوفير مصادر ذاتية مستدامة للنمو سواء داخل الاقتصادات المحلية او على مستوى المنطقة ويجب زيادة الطلب المحلي من خلال تعزيز الانفاق الاستهلاكي والاستثماري في اقتصادات اسيا. وفيما يتعلق باستمرار المخاطر قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك انه يشعر "براحة نسبية بشان افاق النمو خلال 2009 وارى بعض المخاطر في 2010 ". وقال زوليك ان احد المخاطر هو التوسع في اعتماد القطاع الخاص على المال العام نتيجة برامج التحفيز المالي التي قدمتها الحكومات خلال العام الحالي لمواجهة الركود داعيا الى استمرار اجراءات التحفيز عام 2010 من دون طرح حزم تحفيز جديدة. وشدد على ان تعافي الاقتصاد العالمي لن يحدث بصورة متماثلة في جميع الدول وسيكون هناك تفاوت في سرعة التعافي في حين يكمن الخطر الثاني الذي يهدد الاقتصاد العالمي العام المقبل بارتفاع معدل البطالة في اغلب دول العالم وهو ما يمكن ان يؤثر على تعافي القطاع المصرفي بسبب زيادة معدلات افلاس حاملي بطاقات الائتمان او الحاصلين على قروض استهلاكية. من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "انه على الولاياتالمتحدة والصين وبقية اعضاء (ابيك) تحويل مكافحة التغير المناخي الى فرصة لتعزيز التجارة في الطاقة النظيفة والتنمية". واضافت كلينتون ان "الحل الحقيقي هو حل جماعي وعالمي حيث تمثل اقتصادات ابيك حاليا نحو 60 في المئة من انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون وبالتالي فان جهودنا هنا يمكن ان يكون لها اثر يؤدي الى تحول في المستقبل".