أكدت اجتماعات منتدي الابيك والتي تضم العديد من الاقتصادات والتي عقدت مؤخرا في هونولولو بهاواي ان المستقبل في مواجهة الازمات المالية التي يتعرض لها العالم يكمن في مثل هذه التكتلات حيث ناقش سبل تسريع التكامل الاقتصادي وسرعة التعافي من أزمة الديون والاستثمارات الحرة والتعاون الاقتصادي بين الدول الاعضاء خاصة وأن الابيك اتسع ليشمل 21 عضوا عبر 4 قارات وأصبح منتدي المنطقة الأكثر ديناميكية اقتصادية في العالم والتي تمثل حوالي 40% من سكان العالم وحوالي 50% من اجمالي الناتج المحلي العالمي وحوالي 44% من التجارة العالمية. وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" في تقرير لها أن الرئيس الصيني "هو جين تاو" اجتمع مع قادة الاقتصادات الأعضاء الأخري بمنتدي التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسفيك "أبيك" في هونولولو بهاواي لاستكشاف سبل تسريع التكامل الاقتصادي الإقليمي والتجارة والاستثمارات الحرة والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي. وأشار "هو" إلي أن أعضاء ابيك بحاجة إلي تنفيذ استراتيجية قادة ابيك للنمو والتي تم اعتمادها في العام الماضي في يوكوهاما باليابان وتحقيق النمو الأخضر والمبتكر. واضاف الرئيس الصيني ان الاستراتيجية التي يمثل محورها النمو الاخضر والمبتكر، ترسم خريطة نمو اقتصاد آسيا والمحيط الهادي في السنوات المقبلة، مؤكدا علي عمل اعضاء ابيك بنشاط لتعزيز فكرة التنمية الخضراء واحترام الخيارات المستقلة لاعضاء ابيك لمواصلة النمو الاخضر علي اساس الموارد الوطنية ومرحلة التنمية وقدرة الاعضاء. وتمثل منطقة آسيا - الباسفيك 70% تقريبا من التجارة الخارجية للصين وما يزيد علي 70% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين. وقد استفادت الصين كثيرا من التقدم في هذه المنطقة. ومن جانبه ذكر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن زعماء منتدي التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ "ابيك" احرزوا تقدما لتسهيل التجارة وتعزيز النمو الاخضر وانسيابية اللوائح. وأن الزعماء حققوا تقدما ايضا في مساعدة الشركات الصغيرة وصياغة مبادرات جديدة تجعل سفر رجال الأعمال أسهل وأسرع. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: أصبح من الواضح أنه في القرن ال21 سيكون محور الجذب الاستراتيجي والاقتصادي في العالم يتمثل في منطقة آسيا -الباسيفيك من شبه القارة الهندية إلي السواحل الغربية للأمريكتين، وأضافت أن أحد أهم واجبات إدارات الدول الأمريكية في العقد القادم هو زيادة تركيز الاستثمارات بشكل متواصل - دبلوماسيا واقتصاديا واستراتيجيا، وإلي غير ذلك - علي هذه المنطقة. وعلي هامش منتدي التعاون الاقتصادي اكد الرئيس الصيني هو جينتاو ونظيره الأمريكي باراك اوباما ضرورة الحاجة الي بذل جهود مشتركة في ظل الظروف الحالية لتعزيز الشراكة التعاونية الصينية -الأمريكية علي أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة. كما اجري الزعيمان محادثات عميقة وصريحة حول العلاقات الثنائية بالاضافة الي القضايا الدولية والاقليمية التي تهم الجانبان، وتوصلا الي توافق مهم. وذكرت رئيسة المركز الوطني للأبيك مونيكا والي في تصريحات ل "شينخوا" إن "النمو يكمن في منطقة آسيا-باسيفيك وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا" وتابعت القول "علي المستوي الاقليمي والعالمي، يعد هذا أحد الأوقات عبر العشرين عاما الماضية في تاريخ الأبيك الذي ينظر فيه العالم للمنتدي طلبا للقدوة"، وقد ثب صحة هذا عندما شهدت منطقة اليورو أزمة ديون وتعرضت منظمة التجارة العالمية لصعوبات في إجراء مفاوضات تجارية. وأشارت إلي أن استضافة امريكا اجتماعات الابيك لهذا العام أكدت علي أنها كانت "اقتصادا باسيفيكيا جدا". وقالت إن "مستقبلنا وازدهارنا يعتمدان علي علاقتنا مع العشرين دولة المهمة الأخري في الابيك"، وأضافت إن اقتصادات الأبيك تستطيع أن تحرز دائما تقدما عمليا في مجموعة من القضايا منها الطاقة، والأمن الغذائي، وتكنولوجيا المعلومات، وسلاسل الإمدادات، وتبادل افضل الممارسات مثل بطاقة الأبيك لسفر رجال الاعمال في ظل روح التعاون والتطوع. وقالت إن لكل اقتصاد وضعه المختلف، لكن الأبيك وفرت المنتدي الصحيح الذي تري فيه الاقتصادات المختلفة أفضل الممارسات وتتبادلها فيما بينها. وإن "الأبيك يمكن أن تدل علي الطريق". وإن التنسيق والطريقة التي تنفذ بها الأبيك الاشياء قد تمثل نموذجا لباقي أنحاء العالم. ومن جانبه قال فان قانغ، مدير المعهد الوطني للأبحاث الاقتصادية التابع لمؤسسة الإصلاح الصينية لشينخوا أنه من أجل ايجاد بيئة ملائمة للدول النامية لتحقيق نمو مستدام، يعتقد الخبير الاقتصادي أن ثمة حاجة الي تعاون وتنسيق أقوي داخل تجمع الأبيك. وقال إن الحمائية التجارية هي آخر شيء مطلوب، لاسيما في مثل هذا الاقتصاد الهش. وأضاف إن اتخاذ موقف حازم بالنسبة لجميع الاقتصادات في الابيك للتصدي لجميع اشكال الحمائية التجارية هو أمر