واشنطن: فى الوقت الذي تعاني فيه أغلي اقتصادات العالم وكبرى المؤسسات المالية الدولية من أسوأ أزمة مالية منذ ثلاثينيات القرن الماضي حث مسئول دولي بارز المجتمع الدولي على اغتنام الفرصة لاصلاح النظام المالي العالمي الذي بدت عيوب فى جوانب محورية لهمع بزوخ الأزمة. وقال مدير صندوق النقد الدولى دومينيك ستراوس- كان فى مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) يجب عدم تفويت هذه الفرصة كما يتعين مشاركة مؤسسات مالية عالمية فيها مثل صندوق النقد الدولى". واقر ستراوس بالضرر الذى الحقته الأزمة لكنه أضاف إن الأزمة تتيح فرصة لتحقيق تقدم في شؤون يبدو انها عسيرة لأنها كشفت عن عيوب فى جوانب محورية للهيكل المالي العالمي الحالي، مؤكدا أنه "يجب عدم تفويت الفرصة." وذكرت الوكالةأنه باستعراض ما مضى، فإن صندوق النقد الدولي لم يستطع التنبؤ بتفشى الأزمة واستخف بتأثيرها، وبينما كان الصندوق يركز بشكل مفرط على سعر صرف (عملات) الاقتصادات الناشئة خلال السنوات القليلة الماضية، الا انه فشل في تحقيق رقابة كافية على الاقتصادات المتقدمة، وبخاصة صاحبة عملات الاحتياطي الرئيسية. يذكر ان صندوق النقد والبنك الدوليين, المؤسستين الرئيسيتين اللتين تم اقامتهما بعد مؤتمرات بريتون وودز فى 1944، تخضعان لسيطرة الاقتصادات المتقدمة ويرأسهما ايضا اعضاء من الدول الغربية. ومن الواضح ان المؤسستين العالميتين لا تستطيعان القيام بما يلزم فى الوقت الحالى، وتعوقان جهود العالم لمكافحة الازمة المالية العالمية لان الهيكل الاقتصادى العالمى تغير بشكل كبير مع ظهور اقتصادات جديدة. واجتماع جلسة الربيع للبنك الدولى وصندوق النقد الدولى التى انتهت مؤخرا، حث تشو شياو تشوان محافظ بنك الشعب (البنك المركزى) الصينى الصندوق على دفع اصلاحاته الى الامام وتعزيز مراقبة سياسات الاقتصاد الكلى لاقتصادات صاحبة عملات الاحتياطى الرئيسية. وقال تشوان "حان الوقت للاطراف المعنية لاغتنام الفرصة لاصلاح النظام المالى الدولى باسلوب شامل ومتوازن وتدريجى وفعال من أجل تجنب تكرار الازمة". ومن جانبها اكدت مجموعة ال20 تعهدها بمواصلة تعزيز إصلاح صندوق النقد والبنك الدوليين فى بيان مشترك خلال قمتها فى لندن اوائل ابريل الجارى. وقال بيان المجموعة "سنعمل على إصلاح تفويضاتها (الدول النامية) ونطاقها وادارتها لتعكس التغيرات في الاقتصاد العالمي", مضيفا ان "الاقتصادات الناشئة والنامية, بما في ذلك الأفقر, يجب أن تتمتع بصوت وتمثيل اكبر". وقال البيان ان تعزيز التنظيم والاشراف سوف يعمل ايضا على تدعيم الوحدة والشفافية في المؤسسات, وتحسين قدراتها على التعامل مع الأزمات, وخاصة تلك التي وقعت في بعض كبرى الدول المتقدمة. وفي خطوة رئيسية, وافقت مجموعة ال20 أيضا في قمة لندن علي زيادة موارد صندوق النقد الدولى بمقدار ثلاثة أمثال لتصل الي 750 مليار دولار امريكي، وهذا يعني أن الصندوق سوف يلعب دورا أكبر باعتباره وصى النظام المالي العالمي. وقد ظهرت مختلف السلبيات والممارسات الخاطئة الموجودة في النظام المالي الحالي خلال الأزمة الاقتصادية التي تواصل اجتياحها للعالم ،حيث أبرزت ضرورة وحتمية اقامة نظام مالي عالمى جديد عادل ومتكافئ وشامل يتمتع بادارة جيدة.