الأزمة المالية تقلص إيرادات "أوبك" بواقع 600 مليار دولار
كشفت بيانات أمريكية حديثة عن توقعات بتراجع إيرادات منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" من صادرات النفط بنحو 200 مليار دولار في 2008 وأكثر من 600 مليار في 2009، مقارنة بتقديرات كانت أصدرتها في يونيو الماضي، قبل نحو شهرين من انهيار المصرف الاستثماري الأمريكي "ليمان براذرز"، الذي دفع بأزمة المال العالمية إلى آفاق مجهولة أفقدت المستثمرين الثقة في أسواق المال والسلع العالمية.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية، من صادرات النفط بنحو 200 مليار دولار في 2008 وأكثر من 600 مليار في 2009، مقارنة بتقديرات كانت أصدرتها في يونيو الماضي، قبل نحو شهرين من انهيار المصرف الاستثماري الأمريكي «ليمان براذرز»، الذي دفع بأزمة المال العالمية إلى آفاق مجهولة بعدما أثار الرعب في أسواق المال والسلع.
وتوقع الخبراء في إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية الإدارة، أحدث تقديراتها لإيرادات "أوبك" أن تبلغ إيرادات المنظمة 979 مليار دولار في 2008، فيما تصل إلى 595 ملياراً في 2009، أخذين في الاعتبار انخفاض متوسط أسعار الخام الأمريكي الخفيف التأشيري إلى 101.45 دولار للبرميل هذا العام ومن ثم إلى 63.5 دولار العام المقبل.
وفي هذا الصدد أشارت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم إلى الضغوط التي يحتمل أن تتعرض لها أسعار النفط في حال تحققت توقعات "مركز دراسات الطاقة العالمية"، بأن الطلب على النفط سينكمش في 2009 للمرة الأولى منذ ربع قرن.
شكيب خليل رئيس أوبك ومن جانبه أعلن شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري الرئيس الحالي ل"أوبك" أن المنظمة خسرت 700 مليار دولار جراء الأزمة المالية العالمية، مضيفا إن تراجع أسعار النفط بسبب الأزمة المالية وفر للاقتصاد الأمريكي أكثر من 200 مليار دولار موضحا أن "مساهمة أوبك في الحد من الأزمة كانت أكثر مما ساهمت به الخزينة الأمريكية".
ووفقا لما نقلته صحيفة الخبر الجزائرية عن خليل فقد حددت "أوبك" هدفا أساسيا لسعر النفط في حدود 85 دولارا للبرميل في الوقت الذي يقدر حاليا بحوالي 55 دولارا، واستبعد خليل مجددا أن تتخذ "أوبك" قرارات حاسمة خلال اجتماع القاهرة في ال29 من نوفمبر الجاري بسبب عدم استكمال المعطيات بخلاف اجتماع مدينة وهران الجزائرية المقرر في 17 ديسمبر القادم.
وعلى صعيد متصل أعلنت "أوبك" أمس عن تراجع سعر سلة خاماتها ال 12 بمقدار 94 سنتا لتستقر عند 46.55 دولار للبرميل بعد أن كانت 47.49 دولار في اليوم الذي سبقه.
وكان وزراء نفط المنظمة قد قرروا نهاية أكتوبر الماضي خفض معدلات الإنتاج الفعلية بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم اعتبارا من الأول من شهر نوفمبر المقبل في محاولة لمنع مزيد من تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وبذلك أصبح السقف الكلي للإنتاج بموجب هذا الخفض 27.300 مليون برميل في اليوم.
وجدير بالذكر شهدت أسعار النفط الخام هبوطا في الآونة الأخيرة بنحو 63 % مقارنة بالمستويات القياسية المحققة في يوليو الماضي حينما وصل سعر الخام لأكثر من 147.27 دولار.