وسط تنامي القلق بشان ارتفاع أسعار النفط الخام نتيجة المظاهرات والاحتجاجات التى تشهدها دول الشرق الأوسط وخاصة ليبيا أحد أعضاء "أوبك" والتزامن مع ارتفاع اسعار النفط الخام بنسبة 21%منذ مطلع العام الجاري وتاثيراته على نمو الاقتصاد العالمي والطلب على الطاقة، في ضوء ذلك يجتمع وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في العاصمة النمساوية غداً الاربعاء لبحث مشروع يوصي برفع سقف انتاج المنظمة لتهدئة الاسعار المرتفعة وسط توقعات بزيادة الطلب العالمي على الخام في النصف الثاني من العام الجاري 2011. وتوقع كل من وزير النفط السعودي علي النعيمي ونائب رئيس الوزراء ووزير النفط العراقي السابق حسين الشهرستاني في تصريحات صحفية ان تتراوح زيادة في الطلب العالمي على الطاقة بين مليون ومليون ونصف برميل يوميا مؤكدين على استعداد "أوبك" لرفع انتاجها لتلبية الطلب. لكن ممثلين لدول اخرى في المنظمة لا يحبذون هذا التوجه ويتوقعون الحفاظ على معدلات الانتاج الحالية نظرا لما يصفوه "بوجود امدادات كافية من الخام في السوق"، مشيرين إلى أن اجتماع اوبك الوزاري الذي سيبدأ الاربعاء في فيينا يعقد في "ظروف حرجة للغاية". واوضح الممثلين في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ان تلك الظروف تتمثل بالاضطرابات السياسية المستمرة في المنطقة العربية وتوقف صادرات احدى الدول الاعضاء من النفط وهي ليبيا وعدم معرفة من سيمثل هذه الدولة في هذا الاجتماع لاسيما بعد انشقاق رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية شكري غانم الذي ويقوم بمهام وزير النفط. ويذكر "أوبك" قد اقرت في تقريرها الدوري لشهر مايو الماضي بان الطلب العالمي على النفط سيزيد بمقدار 1.4مليون برميل في اليوم هذا العام، مشيرة إلى قيام المنتجين برفع معدلات انتاجهم لتعويض النقص الناجم عن الاضطرابات في ليبيا. وحول اسعار سلة خامات اوبك اعلنت منظمة "اوبك" ان سعر سلة خاماتها ال12 ارتفع يوم الجمعة الماضي بحدود 53 سنتا ليستقر عند معدل 110.44 دولار للبرميل بعد ان كان 109.91 دولار للبرميل في اليوم الذي سبقه. واشارت الى ان المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 77.45 دولار للبرميل. والجدير بالذكر أن "اوبك" التي تضخ 40 % من النفط الخام عالميا ابقت معدلات انتاجها عند 24.84 مليون برميل يوميا منذ مطلع 2009 . وأكد المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، في تصريحاته لصحيفة "الاقتصادية" الالكترونية أن السعودية تسعى لاستقرار سوق النفط الدولية من حيث توازن العرض والطلب، واستقرار المخزون التجاري عند مستوياته المعتادة، لافتا إلى أن المملكة ستعمل بالتنسيق مع بقية دول منظمة الدول المصدرة للنفط من أجل تحقيق هذا الهدف. وعند سؤاله عن احتمال رفع سقف الإنتاج، قال النعيمي: "إنه من المبكر الحديث عن سقف الإنتاج بشكل قاطع، حيث إن قرارا مثل هذا سيتم اتخاذه عند اجتماع وزراء "أوبك"، وبعد استعراضهم تقريرا من الأمانة العامة للمنظمة عن أوضاع السوق حالياً وخلال بقية هذا العام". ومن المقرر ان يصل وزير النفط الكويتي الدكتور محمد البصيري مساء أمس إلى العاصمة النمساوية للمشاركة في اعمال المؤتمر الوزاري لمنظمة "أوبك" للبحث في اساسيات السوق من العرض والطلب ومدى حاجة المنظمة لاجراء تعديلات على سقف انتاجها الحالي من عدمه. يذكر ان دولة الكويت تنتج 2.3 مليون برميل نفط يوميا وتحتل المرتبة الخامسة ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط كما انها تملك 10% من احتياطي النفط في العالم. وفي ما يتعلق بموقف إيران، قال مندوبها الدائم لدى "أوبك" محمد علي خطيبي في تصريح بثته هيئة الإذاعة الإيرانية أمس، إن بلاده لا ترى حاجة إلى رفع سقف إنتاج المنظمة من النفط. وأشارت إلى أن زيادة المعروض قد تفضي إلى تراجع حاد غير مبرر في أسعار النفط. وقال خطيبي :" ليس من العدل أن تصبح السوق متخمة بالمعروض... تراجع أسعار النفط يعني أن على المنتجين توخي مزيد من اليقظة قبل إمداد السوق بمزيد من النفط". وعلى صعيد متصل، تراجعت اسعار النفط الى مادون 99 دولارا للبرميل في التعاملات الاسيوية اليوم وسط توقعات بأن تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بزيادة انتاجها اليومي خلال اجتماعها في فيينا غدا في محاولة لكبح ارتفاع الاسعار. وتراجع خام القياس الامريكي بواقع 51 سنتا ليبلغ 98.50 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية مع بورصة "ميركانتل" للنفط في نيويورك. وكانت العقود الاجلة فقدت 1.21 دولار لتبلغ 99.01 دولار نهاية تعاملات يوم امس وتراجع خام برنت بواقع 46 سنتا مسجلا 114.02 دولار للبرميل في لندن. ويلجأ وزراء الطاقة في "أوبك" إلى محاولة لخفض الاسعار بواسطة زيادة الانتاج. واعرب مسئولون في "أوبك" عن الاعتقاد بان الاسعار مازالت عالية وتشكل تهديدا على تعافي الاقتصاد العالمي.
