تعهدت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط فى العالم الثلاثاء برفع الانتاج عندما تحتاج السوق الى المزيد، مستجيبة بذلك لنداء الرئيس الامريكى جورج بوش الى منظمة أوبك لترويض ارتفاع الاسعار. ولم يذكر وزير النفط السعودى على النعيمى ما اذا كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) سترفع المعروض عندما تجتمع فى أول فبراير، لكنه أعرب عن قلقه بشأن تدنى مخزونات الوقود. وأبلغ النعيمى الصحفيين فى الرياض أن المملكة سترفع الانتاج اذا احتاجت السوق، والسعودية هى أكثر أعضاء أوبك نفوذا والوحيدة التى بمقدورها زيادة المعروض بشكل كبير خلال فترة وجيزة. وجاءت تصريحات النعيمى بعد يوم واحد من تعليقات لامين عام منظمة أوبك عبد الله البدرى الذى قال أن المنظمة متأكدة من كفاية المعروض فى السوق. وقال محللون ان تصريحات النعيمى قد تبشر بزيادة امدادات أوبك، أو تشير الى أن المنظمة ستبقى على الاقل حجم المعروض مستقرا قبل التراجع الموسمى للطلب العالمى فى الربع الثانى من العام مع تحسن الطقس. وفى وقت سابق صرح بوش انه ناقش الثلاثاء ارتفاع أسعار النفط وخطره على اقتصاد الولاياتالمتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة فى العالم مع العاهل السعودى الملك عبد الله. وقال بوش الثلاثاء ان زيادة انتاج أوبك ستكون مفيدة ومن شأنها أن تسهم فى تخفيف أعباء ارتفاع اسعار الطاقة على المستهلكين، وحذر من أن ارتفاع تكاليف الطاقة يمكن أن يؤدى الى تباطؤ الاقتصاد الامريكى. وشاركت السعودية بوش قلقه بشأن نمو الاقتصاد الامريكى لكن وزير النفط قال ان الاداء الاقتصادى لا يتوقف على سعر النفط وحده. وقال النعيمى ان اقتصادات العالم تواصل النمو رغم تراوح أسعار النفط بين 90 دولارا و100 دولار للبرميل، وأعرب عن قلقه بشأن تدنى مخزونات النفط لكنه توقع استقرارها قرب سقف نطاق معدلاتها فى الربع الثانى. وقبل أقل من شهر وصف الوزير السعودى مستوى المخزونات بأنه "مريح جدا"، لكن مخزونات الخام الامريكية تراجعت منذ ذلك الحين ولامست فى أحدث بياناتها أدنى مستوى منذ أكتوبر 2004. وقال الوزير السعودى انه يتوقع نمو الطلب العالمى على النفط بما يصل الى 1.5 مليون برميل يوميا فى 2008، ويتجاوز هذا تقديراته الشهر الماضى عندما توقع نمو الطلب فى حدود مليون الى 1.1 مليون برميل يوميا. وتلقى أوبك باللائمة فى ارتفاع الاسعار على عوامل أخرى غير العرض والطلب مثل التوتر السياسى، ونفوذ المضاربين على صعود الاسعار، واضاف النعيمى ان المضاربين يضيفون ما بين 20 و30 دولارا لسعر برميل النفط. وقال ان الكثير من المؤسسات المالية تضارب فى سوق النفط باستخدام السوق للتحوط وان ما بين 20 و30 دولارا تمثل تأثيرا خارجيا على سعر الخام. وأضاف أن السعودية أكبر منتج فى منظمة أوبك تنفق 90 مليار دولار على تعزيز طاقتها الانتاجية من النفط والغاز والبتروكيماويات على مدى السنوات الخمس القادمة، وأوضح أن فائض الطاقة الانتاجية لدى المملكة يبلغ نحو مليونى برميل يوميا.