حلمي النمنم يرصد بداية الوعي العربي بالقضية الفلسطينية محيط – شيرين صبحي ناقشت ندوة "كاتب وكتاب" التي ينظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الحالية، كتاب "الفكر العربي والصهيونية وفلسطين" للكاتب الصحفي حلمي النمنم، شارك فيها الدكتور عادل غنيم استاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، والدكتور احمد يوسف القرعي. يتناول الكتاب الوعي العربي بالقضية الفلسطينية منذ بداية المساعي الصهيونية للاستيلاء علي فلسطين منذ أواخر القرن الثامن عشر، وقد تشكل ذلك الوعي في تيارات سياسية أربعة مثلهم كلا من رشيد رضا وجورجي زيدان وشكيب ارسلان وشبل شميل. يوضح المؤلف أن أول هجرة صهيونية كانت عام 1882م وبالبحث عثر علي رسالة منشورة من فلسطين بمجلة "الهلال" في عام 1894 تحذر العرب من ان يتركوا فلسطين في يد اليهود وان العرب اذا لم ينتبهوا للهجرات اليهودية فسوف تضيع القدس. يقول النمنم: وجدت أن هناك أربعة مواقف فكرية الأول ويمثله رشيد رضا وفيه يحذر من الهجرة اليهودية إلي فلسطين ويطالب بمنعها، وظلت هذه الفكرة تتطور وتنو الدعوة حتي عام 1935م. التيار الثاني ويمثله جورجي زيدان الذي سافر إلي فلسطين لمدة شهر وزار المخيمات والمدرسة اليهودية والتي اصبحت الجامعة العبرية بعد ذلك، وقدم وصف أن هناك مشروع دولة يهودية تتكون، ووجد ان المدرسة اليهودية كان يشترط بها عدم النطق إلا بالعبرية، فحذر من أن دولة يهودية ستقام خلال سنوات قادمة إذا استمر هذا الوضع وأن فلسطين ستضيع إلي الأبد. التيار الثالث مثله شكيب ارسلان والذي كان حريصا ألا يغضب الدولة العثمانية وولاءه الحقيقي لها، وكانت الأراضي التي اشتراها اليهود تابعة للأوقاف العثمانية، فكان يقف في المنتصف ويري أن اليهود يحبون السلطان العثماني ولا ضير من إقامتهم بفلسطين ولكن دون تملك أراضي. أما التيار الرابع والأخير فمثله شبل شميل والذي كان يري أن العرب متخلفون ولم يستطيعوا الاستفادة من الأرض بفلاحتها والانتاج منها بينما نجح اليهود في هذا وعلينا أن نقبلهم بيننا ونعتبرهم اساتذة لنا نتعلم منهم. هناك أيضا الكتاب اليهود الذين يكتبون بالصحافة العربية ويسمون انفسهم كتاب اسرائيليين، فكانوا يقدموا المساعدة المالية للدولة العثمانية إذا أطلقوا أيديهم في فلسطسن. وفي دراسة لأحد المستشرقين كتبت 1898 قدمت احصائية مهمة للمستعمرات التي اقامها اليهود في فلسطين ووجد انهم يعملون علي إقامة الدولة الصهيونية. كذلك قدم عرب فلسطين عام 1892 شكاوي للوالي العثماني للمضايقات اليهودية التي يتعرضون لها وهناك رسالة مهمة للسفير الفلسطيني في فيينا ارسلها للحاخام اليهودي في باريس يقول له فيها بوضوح اننا نعرف اهدافكم ومشاكلكم القومية ولكن حلوها بعيدا عن فلسطين. عن الكتاب يقول الدكتور عادل غنيم ان فكرته جيدة وجديدة، موضحا انه فيما يخص مصر كان هناك تجاهلا من شعبها وكتابها بفلسطين حتي ثورة 19 حيث كانت كل الشعوب العربية منشغلة بقضاياها والهجرات اليهودية لم تكن كبيرة حتي ان أهل فلسطين لم يتصوروا أن تقوم دولة يهودية ولكن بوصول الحكم النازي في المانيا عام 1934 زادت أعداد الهجرة بشكل كبير وصل في أحد الأعوام إلي مائة الف. وهناك شخصيات مصرية كالزعيم سعد زغلول ومكرم عبيد ومحمد علوبة اهتموا بشكل كبير بالقضية الفلسطينية. وذكّر الدكتور يوسف القرعي باقتحام اسرائيل لبيروت في السبعينات واستيلائها علي البحوث والدراسات الفلسطينية في بيروت وكذلك سرقتها للوثائق والمخطوطات الخاصة بالأوقاف الفلسطينية، فأرادت بذلك اجتثاث جذور الفكر وألا يملك ملاك الأراضي حجج امتلاكهم للأرض. وأدعو من الآن لعمل وثيقة دفاع عن القدس حتي إذا لجأنا للتحكيم كما حدث مع طابا، نجد ما نقدمه.