لندن: تعرضت أغلب أسواق الأسهم العالمية والناشئة خلال الأسبوع الأخير لموجة من الانخفاضات الحادة متأثرة بحالة القلق ازاء تداعيات امتداد "عدوى" أزمة ديون اليونان إلى بعض دول منطقة اليورو وبصورة تهدد فرص استمرار تعافي الاقتصاد العالمي. فعلي مستوي أوروبا قد تعرض مؤشر الأسهم الأوروبية لأكبر تراجع أسبوعي له منذ نحو 18 شهراً وذلك في الوقت الذي واصلت فيه بورصة "وول ستريت" تراجعها للجلسة الرابعة على التوالي ولتتخلي مؤشرات السوق عن المكاسب المحققة منذ بداية العام. وأشارت شبكة "بلوم برج" الاخبارية إلى انخفاض مؤشر "ستوكس يورب 600" المعني برصد أداء أسواق الأسهم الأوروبية وذلك بنحو 8.8% خلال الأسبوع الأخير وهو ما اعتبر أكبر تراجع منذ نوفمبر من عام 2008 وقد قلص المؤشر كافة مكاسبه المسجلة منذ بداية العام في الوقت الذي عمت فيه الانخفاضات جميع قطاعات الأسهم الأوروبية بحوالى 13% مقارنة بأعلى مستوياته المسجلة العام الحالى في 15 أبريل وذلك في ضوء المخاوف التي سادت الأسواق من أن لاتكون خطة الانقاذ المالى التى أقرها الاتحاد الأوروبي بمشاركة صندوق النقد الدولي وبقيمة 110 مليار يورو كافية لتجنب الاقتصاد اليونانى مخاطر الاخفاق في احتواء عجز الميزانية وتسوية الديون. وقد شهدت المؤشرات الرئيسية على مستوي جميع البورصات الثمانية عشر العاملة على مستوي دول غرب أوروبا تراجعاً خلال تعاملات الأسبوع حيث تصدر مؤشر "اى بس اى اكس" للأسهم الاسبانية الانخفاضات مراجعاً بواقع 14%، كما هبط مؤشر "ايه اس ايه" في بورصة اليونانب13% وذلك مع تصاعد المظاهرات في أثينا احتجاجاً على الاجراءات التقشفية التى أعلنتها الحكومة اليونانية. وفي بورصة لندن هبط مؤشر ال"فاينانشال تايمز 100" بنحو 7.8% وذلك في ضوء نتائج الانتخابات في بريطانيا والتى لم تسفر عن حصول المحافظين على الأغلبية المطلوبة. وفي بورصة "وول ستريت" هبط مؤشر "ستاندر آند بورز 500" في جلسة نهاية تعاملات الأسبوع بواقع 3.2% حيث اعتبر أكبر تراجع منذ نحو العام ثم سجل تراجعاً أخر بنحو 1.5% عند الاغلاق كما تراجع مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية ب1.3%. ويأتي ذلك التراجع بعد موجة عمليات البيع التي شهدها السوق في اليوم السابق حيث فقدت البورصة أكثر من تريليون دولار من قيمتها السوقية حيث فقد "داوجونز" نحو ألأف نقطة وذلك قبيل أن تبدأ الأسهم في تعويض انخفاضاتها وقد بلغت نسبة تراجع مؤشر "ستاندرز آند بورز" ب6.4% خلال الأسبوع كما انخفض مؤشر "داوجونز" ب5.7%، حيث اعتبر ذلك أكبر انخفاض أسبوعي لمؤشرى البورصة في مارس/ آذار من العام الماضي. ويشير كبير الخبراء في سوق الأسهم الأمريكي لدي مصرف "جيه بي مورجان ثير آند كورب" إلى أن هناك تصور من قبل اثنان من مديرى الشركات يرى أن الانخفاضات الأخيرة تمثل فرصة للشراء واقتناص الصفقات في "وول ستريت" على الرغم من أن الأسهم قد تتعرض لمزيد من الخسائر في ضوء التحديات التي تواجهها عدد من الدول الأوروبية لاحتواء عجز ميزانياتها. وأضاف: أن انخفاضات جعلت الأسهم الأمريكية أكثر جذباً نظراً وذلك في الوقت الذي بدأ كل من الاقتصاد وأرباح الشركات في التعافي.