منيت البورصات العالمية بخسائر فادحة خلال تعاملات الأسبوع الماضي بعد أن سجلت الأسهم الأوروبية والأمريكي أسواء أداء أسبوعي لها خلال 4 سنوات، فيما كانت حدة الخسائر أقل في الأسواق الآسيوية بعد ان سجلت أسواء أداء لها خلال 7 أشهر فقط. وجاءت هذه الخسائر بسبب انطلاق حمي لبيع الأسهم من قبل المستثمرين عبر أنحاء العالم عقب 27 فبراير الماضي بعدما وافقت الحكومة الصينية علي لجنة عمل لتحكم السيطرة علي عمليات الاستثمار غير قانونية في البورصة، وعقب هذا الإعلان منيت البورصة الصينية بواحد من أسوء أيامها خلال عقد، مما أشعل حمي البيع في مختلف أنحاء العالم. وقدر الخبراء الخسائر التي منيت بها الأسهم خلال تعاملات الأسبوع المنصرم بنحو 1.5 ترليون دولار. وول ستريت سجلت الاسهم الأمريكية أكبر تراجع أسبوعي لها منذ يناير 2003 لتمحو كافة المكاسب التي حققتها البورصة منذ بداية العام الحالي، ودعم من هذا الهبوط مخاوف المستثمرين من ان تكون الاسعار الحالية للاسهم مبالغا فيها خاصة بعد مكاسبها القوية خلال الفترة الماضية. وقاد الهبوط قطاع الأسهم المالية وعلي رأسها شركتا سيتي جروب وبنك أمريكا وذلك بعد صدور تقارير تشير إلي تراجع ثقة المستهلك الأمريكي مما اثار مخاوف من حدوث كساد بالاقتصاد الأمريكي وتراجع ارباح الشركات بالتبعية. وبهذا الأسبوع الدامي علي البورصة الأمريكية أنهت الأسهم سلسلة مكاسب لها امتدت علي مدار الأسابيع الثمانية السابقة والتي دفعت مؤشر استاندارد اند يورز 500اس اند بي لتسجل أعلي مستوياته خلال ستة أعوام، وكذلك بلوغ مؤشر داو جونز الصناعي لأعلي مستوياته علي الإطلاق. وخلال تعاملات الأسبوع تراجع مؤشر اس اند بي بنحو 4.4% ليبلغ 1387.17 نقطة مع هبوط كافة المؤشرات الفرعية ال10 التابعة له، بينما لم يرتفع سوي 19 سهما فقط من ضمن 500 سهم مسجلين به. بهذا فأن المؤشر خسر منذ بداية العام نحو 2.2% من قيمته. مؤشر داوجونز هبط هو الأخر 2.4% ليغلق علي 12114.1 نقطة فيما كان مؤشر ناسداك هو الخاسر الأكبر بعد أن هوي بمقدار 9.5% لينهي تعاملاته عند 2368 نقطة. وفي يوم الهبوط الكبير وهو 27 فبراير تراجع داو جونز بنحو 3.3% مسجلاً اسواء أداء يومي له منذ مارس 2003 ليوقف مسيرة تقدم المؤشر التي قادها الفترة السابقة. وهبط سهم ستي جروب بنحو 7.1% ليبلغ سعره 49.97 دولار مسجلاً أسواء هبوط أسبوعي له منذ ديسمبر 2002، كما هوي سهم بنك أوف أمريكا بنسبة 5.4% ليبلغ 50.01 دولار. كما تراجع سهم جنرال موتور بمقدار 11% بعد أن بلغ 30.62 دولار بعد ذكر عملاق السيارات أنه سيؤجل اعلان تقاريره المالية السنوية. وبذلك فأن السهم سجل تراجعاً علي مدار 12 يوما وهي أطول مدة من الهبوط منذ يوليو 1980. علي جانب مخالف ارتفع سهم شركة راديوشاك العالمية بنحو 6.8% ليبلغ سعره 24.56 دولار ليحل في المركز الثاني في قائمة أفضل الأسهم أداء بمؤشر اس اند بي. ويأتي هذا الانتعاش بعدما ذكرت أكبر شركة أمريكية لبيع الالكترونيات بالتجزئة أن ارباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي ارتفعت بنحو 65%. التراجع لم يكن في الأسواق الأمريكية إذا انخفض مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال ورلد الذي يقيس أداء الأسواق الناشئة عبر أنحاء العالم بنحو 4.7%، مسجلاً أسواء هبوط له منذ سبتمبر 2002. بورصات أوروبا المشهد لم يختلف كثيراً في البورصات الأوروبية بعدما دخلت دائر التراجع التي اصابت بورصات العالم، مسجلة أسواء أداء لها منذ نحو 4 أعوام وسط مخاوف من تباطؤ النمو الأمريكي. وخلال هذا الاسبوع المأسوي خسر مؤشر داو جونز ستوكس 600 ما قيمته 5.2% ليصل إلي 360.67 نقطة وهو أسواء أداء أسبوعي له منذ مارس 2003. مؤشر ستوكس 50 انخفض هو الأخر بنحو 5.3% فيما هوي مؤشر يورو ستوكس الذي يقيس اداء الأسهم في 13 دولة مشاركة في منطقة اليورو بنحو 5.5%.