الرياض: أكد الدكتور على عمر بادحدح أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية أنّ الحجّ هو الرحلة العظمى لكل مسلم في حياته، كما أنه فريضة العمر، كما أنه ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائضه، لقوله تعالى: { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } . وقال في حديثه لبرنامج " الطريق إلى مكة" الذي تبثه فضائية الأقصى: إن هناك عبادات بدنية كالصلاة، وأخرى مالية كالزكاة والصدقة، ولكن الحجّ يجمع بين العبادتين لما فيه من طواف وسعي ورمي وغير ذلك، كما أنه فيه التّلبية، والدّعاء، والتّضرع، وإنفاق المال، كما أن العبادات قد تكون تركية، مثل: تركنا للطّعام والشّراب في الصّيام، وقد تكون أيضًا فعلية، مثل: ما يحدث في الصلاة، ولكن الحجّ فيه الاثنين ففيه الترك في محظورات الإحرام، وفيه الفعل كالتّلبية والطّواف وغيره . وأشار، بحسب موقع " الفقه الإسلامي"، إلى أن هناك عبادات مرتبطة بالزمان كالصيام، حيث إنه مفروض في شهر رمضان، ولا يجوز لنا أن نستبدله بشهر آخر، وكذلك الصلاة لها مواقيت معينة، وأيضًا الزكاة حيث إنها مرتبطة بحلول الحول على المال، ولكننا إذا انتقلنا إلى الحجّ سنجد أنه له ميزة مختلفة عن العبادات الأخرى، حيث إنه مرتبط بالزمان والمكان في نفس الوقت، حيث إنه مفروض في وقت معين، ولابد من أداء مناسكه في أماكن معينة، وهي الأماكن المعروفة لنا كمنى، وعرفات، والسعي بين الصفا والمروة، كما لابد أن تؤدى العبادة في بيت الله الحرام . وأوضح أن هناك العديد من العبادات المفروضة على الإنسان والواجب عليه أدائها، طالما أنه على قيد الحياة ويستطيع ذلك، بينما الحج له ميزة مختلفة، وهو أنه يجب على المسلم مرة واحدة في العمر، حتى لو ظل على قيد الحياة لمئات السنين، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : "إن الله فرض عليكم الحجّ فحجّوا، فقام رجل فقال : أكل عام يارسول الله؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأعاد الرجل سؤاله، فقال صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم، إنما هلك ما كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، فما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فدعوه ".