- مصر الجديدة ترصد إرتفاع نسبة قنوات الأغاني والمسلسلات والرياضة والدين على حساب القنوات التنويرية الجادة - حمدي قنديل : الوقت مازال مبكرا كي نقول أن لدينا إعلام حر - سامي عبد العزيز : البعض أساء استخدام الحرية وأتجه لإثارة التطرف والفتنة والغرائز ولكن الدولة تنبهت - حسنين كشك : هذه القنوات تتجه بالمجتمع إلى الأسوأ بفضل تركيزها على إثارة الغرائز وتغييب العقل في منتصف التسعينيات بدأ المشاهد العربي يعرف ما يسمى بالقنوات الفضائية حينما أطلق القمر الصناعي العربي " عرب سات " ثم شهد العالم العربي انطلاقة أخرى للقنوات الفضائية مع إطلاق القمر الصناعي المصري " نايل سات " في عام 1998 ثم انطلق " نايل سات 2 " ومع الألفية الجديدة صارت القنوات الفضائية واقعا ملموسا قويا في العالم العربي وفي مصر تحديدا وبدأ عصر التليفزيون الأرضي الذي كانت تسيطر عليه الحكومات في الأفول ليتيح المجال لظهور عصر الفضائيات الخاصة المملوكة للأفراد والتي بشكل ما أصبحت بعيدة عن سيطرة الدولة فيما تبث من رسائل إعلامية وهو ما أدى إلى ظهور نوع من الحرية إستفاد منه المشاهد العربي كما أضر أيضا وفي دراسة أعدها مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري عن الفضائيات المصرية جاء فيه أن عدد القنوات التليفزيونية المصرية على النايل سات 54 قناة ، وان 31 قناة منها ذات ملكية خاصة بما يمثل نحو 57 % من إجمالي عدد القنوات المصرية على النايل سات ، وأشار التقرير إلى أن قناتي المحور ودريم هما أول قناتان مصريتان خاصتان على النايل السات ، حيث انطلقا فى مايو 2001 ، وأشار التقرير إلى أن عدد القنوات الفضائية المصرية ذات الملكية الخاصة والتي لها توجه عام هي 12 قناة تمثل نحو 38.7 % من اجمالى عدد القنوات ، فى حين يوجد 19 قناة متخصصة تمثل نحو 61.3 من اجمالى عدد القنوات ، وذكر التقرير أن اغلب القنوات الفضائية المصرية ذات الملكية الخاصة هي قنوات الأغاني حيث يمثل عددها 31.6 % ثم يليها قنوات المسلسلات والأفلام وأشارت الدراسة إلى أن المصريون يزداد إقبالهم على القنوات الفضائية بمختلف اتجاهاتها خاصة تلك التي تقدم الأغاني والأفلام والمسلسلات بالإضافة إلى القنوات الإخبارية والعامة أيضا ، وأشار التقرير إلى أن نسبة الأسر المصرية التي تمتلك أجهزة تليفزيون ارتفعت فى الفترة الأخيرة من 72.2% فى عام 2008 إلى 88.3 % فى يناير عام 2010 من اجمالى عدد الأسر المصرية ، كذلك فقد ارتفعت نسبة الأسر المصرية التي تمتلك أجهزة استقبال ” الدش ” من 48.3 % فى شهر مايو 2008 إلى 69.8 % فى يناير 2010 ، جدير بالذكر انه تبث عبر أقمار نايل سات حتى يونيو 2010 حوالي 520 قناة تليفزيونية مصرية وغير مصرية ، وان عدد القنوات المشفرة يصل إلى 100 قناة فى حين يصل عدد القنوات المجانية أكثر من 400 قناة منها أكثر من 100 قناة دينية إسلامية تابعة للسنة و50 تابعة للشيعة على مختلف الأقمار تبث داخل مصر من خلال أكثر من قمر صناعي وجاء في إحصائية أخرى لإتحاد إذاعات الدول العربية أن عدد القنوات الفضائية العربية ازداد بوتيرة متسارعة خلال العام الماضي حيث وصل الارتفاع إلى 696 قناة حكومية وخاصة. وجاء في التقرير السنوي للجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية والذي وزعه إتحاد إذاعات الدول العربية الذي يتّخذ من تونس مقراً له أن عدد الهيئات العربية التي تبث أو تعيد بث قنوات فضائية على شبكاتها بلغ خلال العام الماضي 398 هيئة منها: 26 هيئة حكومية، و372 هيئة خاصة. وأضاف التقرير أن هذه الهيئات تبث على شبكاتها أو تعيد بث ما يزيد عن 696 قناة متعددة الأهداف والأصناف واللغات، وهي تستعمل لذلك 17 قمراً صناعياً منها: "عرب سات" و"نايل سات" و"نور سات" إضافةً إلى الباقة العربية الموحدة. وتشتمل الشبكات الحكومية على 97 قناة منها: 49 جامعة و48 متخصصة أي بزيادة بنسبة 28% عن تقرير 2007 - 2008، بينما تضم شبكات الخاصة 599 قناة منها: 161 قناة جامعة و438 قناة متخصصة أي بزيادة بنسبة 40%. وتتمتع القنوات التي تهتم بالموسيقى والمنوعات بأعلى نسبة من مجموع القنوات الفضائية المتخصصة في البث الفضائي العربي إذ بلغ عددها 115 قناة أي بنسبة 23.4%. لا يوجد منها سوى قناة واحدة متخصصة في الطرب الأصيل وهي قناة " ايه ار تي طرب " وكان هناك أيضا " روتانا طرب " إلا أنها قد ألغيت ويملك قطاع الدراما من سينما ومسلسلات عدداً مرتفعاً من القنوات الفضائية أي بنسبة 13.8%، فيما وصل عدد القنوات الرياضية إلى 56 قناة من مجموع القنوات المتخصصة أي بنسبة 11.4%، ووصل عدد القنوات الفضائية الإخبارية إلى 34 قناة أي بنسبة 7%، في حين بلغ عدد القنوات الدينية والعقائدية 39 قناة أي بنسبة 8%. وتتركز ملكية هذه القنوات الفضائية العربية بين 4 هيئات خاصة من عمالقة البث الفضائي العربي هي: شبكة "راديو وتلفزيون العرب" ب 88 قناة، وشبكة "شو تايم" ب 48 قناة، وشبكة "أوربيت" ب 33 قناة، وشركة "المجد" للبث الفضائي ب 13 قناة. وتبث هذه القنوات الفضائية العربية بلغات عدة منها: العربية بنسبة 74% "515 قناة"، والإنكليزية بنسبة 20% "142 قناة"، والفرنسية بنسبة 2%، والهندية "14 قناة "، والأمازيغية "4 قنوات "، والإسبانية "3 قنوات"، والعبرية "قناتان"، والفارسية "قناتان"، والأوردو "قناة واحدة"، والماليزية "قناة واحدة". وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية باتت تستقبل أيضاً العديد من القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية والموجهة خصيصاً للمشاهد العربي منها قنوات من الصين وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وألمانيا وروسيا وتركيا وإيران، وغيرها من القنوات الأخرى ما يعكس الأهمية الإستراتيجية للمنطقة العربية. ويرى الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن الحرية لها ثمن وهذا ما بدأ يدفعه المشاهد العربي والمصري ... فالحرية التي كفلها الرئيس مبارك للإعلام بإطلاق " النايل سات " على قدر ما استفاد منها المشاهد العربي من إتاحة الفرصة لكل التيارات الثقافية والدينية والفنية للوصول إلى المشاهد إلا انه تضرر أيضا من استغلال بعض رجال الأعمال الذين لا يهدفون إلا الربح السريع للحرية المتاحة من إطلاق قنوات تبث مواد لا تعبر ولا تتناسب مع الذوق العربي أو المصري مثل قنوات " الفيديو كليب " المنتشرة بكثرة والتي اغلبها لا يهدف إلا الإثارة وأيضا القنوات الدينية التي بدأت تنشر التطرف وتسير الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط وبين المسلمين السنة والشيعة والمسلمين الصوفية والوهابية ... وهو ما تنبهت له الأجهزة الحكومية فكان القرار بإغلاق عدد منها سواء كانت دينية أو فيديو كليب لحين تعديل أوضاعها وهي خطوة مهمة كان لابد منها لان الحرية لابد من وجود من يحميها ومن يحمي الناس منها أحيانا لأننا لو تركنا الفاسد حرا لعاث في الأرض فسادا فإذا الحرية لابد وأن تقف عند احترام حرية الآخرين وليس معنى أن الدولة تكفل الحرية للجميع للتعبير عن أنفسهم أن يستغلوا تلك الحرية في تشويش الذوق العام أما الإعلامي حمدي قنديل فيرى أن تجربة الفضائيات العربية الخاصة لازالت إلى الآن غير حرة لان الدولة هي التي تمتلك الأقمار الصناعية وبيدها أن توقف بث أي قناة لا ترضيها أو تهاجمها ولذلك فان هذه القنوات وان كان الظاهر أن بها حرية في التعبير فان الواقع يقول غير ذلك حيث لا يجرؤ احد في تلك القنوات أن ينتقد رئيس الدولة بشكل مباشر أو أن ينتقد مسئولين بعينهم ولكن يجوز أن نتحدث عن الصرف الصحي وعن الطرق والكباري وعن حرية المرأة ... بالإضافة إلى منع شخصيات بعينهم من الظهور في تلك القنوات لان الدولة لا ترضى عنهم .. ولذلك فانه من المبكر جدا أن نقول أن في العالم العربي إعلام حر !! أما عن التأثير الاجتماعي لتلك القنوات فيرى الدكتور حسنين كشك أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن المجتمع يتجه إلى الأسوأ وهذه القنوات لها دور مهم في هذا الاستياء وذلك لان اغلب هذه القنوات يخاطب الغرائز ولا يخاطب العقل والبعض الآخر يشجع على التطرف الديني والفتنة الطائفية والبعض الآخر يعمل كمخدر للمجتمع المحبط الملئ بالمشاكل لإلهائه عن البحث عن حل جذري لمشاكله .. أما البرامج التي تدعي أنها ساهمت في طرح قضايا الناس على الشاشات فإنها لا تعدو أسلوب من أساليب التنفيس عن الغضب الذي يجيش داخل صدور المجتمع المحتقن لكي لا يحدث انفجار اجتماعي من الممكن أن يؤدي إلى الإطاحة بالنظام الحاكم ومع هذا الكم الهائل من القنوات التي أرى أن تأثيرها سلبي على الناس لا أجد قناة تهتم بالارتقاء بثقافة المجتمع أو الذوق العام .. فالإعلام في النهاية من المفترض أن يكون له رسالة تنويرية وهذا ما نفتقده في إعلامنا العربي الذي جعل العلماء والمفكرون والمثقفون هم آخر الشخصيات ذات الحضور والتأثير عند الناس أم دعاة الانحلال ودعاة التطرف فهم النجوم وهم أصحاب التأُثير