لقد أثارت تلك التصريحات التي أدلي بها نجاد أمام اللقاء السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة العديد من ردود الأفعال علي المستوي المحلي وعلي المستوي العالمي وقد وصفت الولاياتالمتحدة تصريحاته بالعدائية وانها تثير الاشمئزاز وانه كان يتوجب عليه في ذلك اللقاء أن يعبر عن تطلعات وآمال الشعب الايراني ويثبت حسن نواياه فإذا به يعود لنشر نواياه الخسيسة من خلال نظريات المؤامرة التي تظهر عداء للسامية وإذ كان ذلك هو رأي الولاياتالمتحدة ولكن ماذا عن رأي الشعب الايراني نري ذلك فيما قاله حجة الاسلام كاظم صبرقي بعد صلاة الجمعة حيث قال ان الرئيس أحمدي نجاد قد ابلغ العالم كله رسالة البطل القومي الايراني وقائدها الفذ رسالة الكرامة والحملة ضد الظلم ومقاومة الابتزاز وعدم الخنوع وتحدث بوضوح عن الملف النووي وعن تورط الولاياتالمتحدة في أحداث 11سبتمبر وهو قد كان بذلك يتحدي الولاياتالمتحدة وقد أدان أيضا حرق القرآن الكريم في الولاياتالمتحدة وان ذلك العمل الفظ يعد خطة شيطانية ومؤامرة كبري قد أحيكت من جانب الغرب والصهاينة الأقذار وقد سلط الضوء علي ضرورة أن يمد العالم يد العون لباكستان وضحايا الفيضانات التي ضربتها.. ولكن ماذا قال نجاد أمام الجمعية العامة لقد كانت تصريحاته بالفعل بمثابة طرح للرؤية الايرانية كما يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية وهو ما يستوجب تلافي العيوب التي انطوي عليها الإطار المؤسسي للنظام الدولي "الأممالمتحدة" والذي عكس توازنات وعلاقات القوة في العلاقات الدولية.. لقد قال ان القوي الكبري تحتكر مجلس الأمن نتيجة امتياز حق "الفيتو" وان المحور أو المرتكز الرئيسي للمنظمة وهو الجمعية العامة قد صارت مهمشة قد قال ذلك أمام اللقاء السنوي للأمم المتحدة وأضاف ان واحدا علي الأقل من الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن يعد طرفاً في الصراعات في هذه السنوات وأن حق الفيتو قد أدي إلي الاحتلال والعدوان إذ كيف بعد ذلك أن يتوقع أحد الكمال عندما يكون القاضي والجلاد هما طرفي الصراع.. لذلك اقترح نجاد علي دول العالم ضرورة اصلاح هيكل الأممالمتحدة بحيث يمكن لكل الدول أن تصبح طرفاً فعالاً وأساسياً في الحكومة العالمية وان الجمعية العامة هي التي يجب أن تكون هي الهيئة الرئيسية مع رفع كفاءة كافة الأنشطة والمهام التي يضطلع بها الأمين العام وانه لا يجب أن يخضع لضغوط القوي الكبري وأن يكون مستقلاً عنها كما انه لا يجب أن يرضخ للضغوط التي تمارسها الدولة المضيفة للمنظمة وذلك من أجل إعلاء شأن الحق وتحقيق العدالة وأن تكون كافة النشاطات والأوضاع التي يتخذها كل تصديق من جانب الجمعية العامة وأن توجه نحو دعم العدالة وعدم التمييز ذلك ما طرحه نجاد حول ما يجب أن يكون عليه دور الأممالمتحدة وهو في ذلك لم يأت بجديد إذ ان هناك الكثير من الدراسات والأصوات التي نادت بها العديد من المصادر الدولية من مختلف دول العالم لضرورة اصلاح الأممالمتحدة.. وبعد ذلك انتقل إلي أحداث 11 سبتمبر حيث قال ان العديد من التساؤلات مازالت تلف أحداث 11سبتمبر وعلي نحو أدق تدور حول تحديد من هو المسئول عن هذه الهجمات الارهابية علي الولاياتالمتحدة.. وقد طالب الأممالمتحدة بأن تشكل مجموعة مستقلة لتقصي الحقائق في هذه الأحداث وهو ما من شأنه ألا يصادر علي طرح وجهات النظر فيما يتعلق بأحداث 11سبتمبر وقال ان ايران سوف تستضيف في العام القادم مؤتمراً لدراسة ظاهرة وسبل مواجهتها.. وبعد ذلك انتقل إلي القضية الفلسطينية التي شكلت أحد المحاور الهامة في حديثه والتي تعبر عن موقف ايران منها وتحديه للقوي العالمية حيث قال ان احتلال فلسطين يعد أحد أوجه سوء الإدارة للقوي المهيمنة علي العالم وفي الوقت نفسه قال ان الصهاينة قد قاموا بفرض الحروب علي دول الجوار وعلي الفلسطينيين من خلال حروبهم ضد لبنان وقطاع غزة حيث اقترفوا كل الأعمال المحرمة ضد "الشعب الأعزل" وفي نهاية حديثه الذي استفز بالتأكيد كلاً من الولاياتالمتحدة وعلي نحو أكثر اسرائيل قال ان الاقتراح الايراني الواضح لحل المشكلة الفلسطينية هو بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلي وطنهم وأن يكون للفلسطينيين حق ممارسة السلطة واختيار الحكومة التي تحكمهم.. ومن المؤكد ان تصريحات ايران من خلال نجاد تأتي في إطار صراعها مع الولاياتالمتحدة والقوي الغربية واسرائيل لذا تناولت تصريحاته الثلاثة من خلال التعرض للأمم المتحدة وهيمنة القوي الدولية عليها ولاسيما مجلس الأمن والقضية الفلسطينية ووضع اسرائيل المثير للصراعات في المنطقة وحق الشعب الفلسطيني في تقريره وربط الملف النووي بحل القضية الفلسطينية وهو يعي حقيقة ما يقوله.