انتقد الرئيس الامريكي باراك اوباما امس كلمة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امام الجمعية العامة للامم المتحدة والتي اتهم فيها جناحا من الحكومة الامريكية بتدبير هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام2001. بهدف انقاذ الاقتصاد الامريكي من الانهيار وتشديد قبضتها علي الشرق الاوسط لمساعدة إسرائيل. واعتبر اوباما في تعليق له علي كلمة نجاد في لقاء مع تليفزيون بي بي سي الناطق بالفارسية انه من البغيض والعدائي ان يتحدث نجاد بنظرية المؤامرة عن هجمات سبتمبر في كلمته امام الجمعية العامة, ورأي اوباما ان مثل تلك التصريحات لامبرر لها. وكان الرئيس الإيراني قد اعاد مشهد التصريحات الملتهبة السنوية في خطابه امام الجمعية العامة امس الاول وذلك علي ايقاع مظاهرات حاشدة ضد حكومة طهران خارج مقر الاممالمتحدة. ودفعت تصريحات نجاد ما لا يقل عن33 من وفود الدول الغربية والحليفة إلي مغادرة القاعة وفي المقدمة الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا وكوستاريكا وجميع الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي وممثل الاتحاد الأوروبي. وقال نجاد ان هناك ثلاث نظريات حول أصل هجمات سبتمبر, بما في ذلك أن بعض الشرائح داخل حكومة الولاياتالمتحدة دبرت الهجوم لوقف تدهور الاقتصاد الأمريكي, والسيطرة علي الشرق الأوسط أيضا من أجل إنقاذ النظام الصهيوني. واقترح نجاد أن تشكل الأممالمتحدة لجنة لتقصي الحقائق لدراسة النظريات المختلفة حول حقيقة هجمات سبتمبر.وفور انتهاء كلمة الرئيس الإيراني, أصدرت بعثة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة ردا مقتضبا قال إن نجاد وبدلا من أن يعكس تطلعات وحسن نواياه للشعب الإيراني, أقدم مرة أخري علي الانتقاء من نظريات المؤامرة الدنيئة والافتراءات المعادية للسامية البغيضة والوهمية. وأبدت وسائل الإعلام الأمريكية استغرابها من الثقة التي أكد بها نجاد أن غالبية الأمريكيين تتفق معه دون أن يقدم سندا واقعيا, وكذلك ادعاؤه ان انتعاش الاقتصاد الامريكي كان الدافع وراء الهجمات المدمرة علي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع البنتاجون. وقالت وسائل الإعلام إن الثابت اقتصاد الولاياتالمتحدة شهد تراجعا بشكل كبير بعد الهجمات. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز في عدد أمس الجمعة إن أحمدي نجاد يلعب علي وتر نظرية المؤامرة التي تجد صدي في العالم العربي. وأثناء إلقائه لكلمته, تظاهر الآلاف من المعارضين الإيرانيين والمنظمات الأمريكية ضد وجود نجاد في نيويورك لمدة أكثر من ساعتين. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد بدأت أعمال الدورة السنوية رسميا يوم الخميس بحضور عشرات من الرؤساء والملوك والوزراء. ومن جانبه, تناول رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو إنجازات الصين الداخلية في خطابه, بينما تحدث عن السياسة العالمية لبلاده في إشارات مقتضبة.وأشاد رئيس الوزراء الصيني بالتقدم الاقتصادي لبلاده, لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن150 مليون شخص لا يزالون يعيشون تحت مستوي الفقر. وقال جيا باو ان الصين عازمة علي المزيد من التقدم من خلال التعليم والعلوم والتكنولوجيا. وفي كلمته, أيد الرئيس التركي عبد الله جول الجهود الأمريكية بشأن السلام في الشرق الأوسط, لكنه انتقد اسرائيل لإصرارها علي حيازة ترسانة نووية ومهاجمتها لقافلة الحرية الانسانية التركية في مياه البحر المتوسط في مايو الماضي أمام سواحل غزة وهو ما أسفر عن مقتل تسعة أتراك, واصفا ما حدث بأنه يشكل انتهاكا للقانون الدولي.