العديد من المنظمات غير الحكومية البلجيكية، وهيئات الدفاع عن القضية الفلسطينية ،كشفت أن بنك "دكسيا" البلجيكى الفرنسي، لايزال مستمرا فى خرق الشرعية الدولية ، من خلال تمويل عمليات الاستيطان الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. ودعت هذه المنظمات مصرف "دكسيا" بالكف عن تمويل المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية فى الأراضى الفلسطينية . وأعربت هذه المنظمات فى بيان صدر فى بروكسل عن السخط للأنباء التى تحدثت عن نية مصرف "دكسيا لوكسمبورغ بلجيكا" ، بتمويل بناء خمس مستوطنات جديدة فى الأراضى الفلسطينية وذلك عبر فروع المصرف فى إسرائيل. وأشار البيان إلى أن الجمعيات المعنية قد حصلت على وثائق جديدة ،تكشف توقيع فرع مصرف دكسيا فى إسرائيل ،على عقد من أجل بناء خمس مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية، بناء على استدراج عروض من قبل وزارة المالية الإسرائيلية، فى شهر مارس من العام الجارى. وطالبت المنظمات غير الحكومية البلجيكية فى بيانها المصرف المذكور، بالتوقف عن عمليات التمويل "غير الشرعية" لبناء المستوطنات، تماشياً مع القانون الدولى والنظام الداخلى للمصرف نفسه . كما طالبت إدارة المصرف بنشر لائحة كاملة بمجمل القروض الممنوحة لتمويل عمليات بناء فى المستوطنات اليهودية، ووجهت الجمعيات انتقاداً شديداً لرئيس مجلس إدارة المصرف المدعو "جان لوك دوهان" الذى شغل من قبل منصب رئيس وزراء بلجيكا الأسبق " الذى سبق له أن صرح فى 13 أيار/مايو الماضي، بأن المصرف علق جميع عمليات تمويل بناء المستوطنات منذ أيلول/ سبتمبر من العام الماضى، وأنه لا نية لديه بتمويل عمليات أخرى، الأمر الذى ثبت عدم صحته فيما بعد، حسب ماجاء فى البيان. الغريب أن الاتحاد الأوروبى كان قد سبق له أن أعلن عن قلقه الشديد من قرار الحكومة الإسرائيلية ، بالموافقة على بناء مستوطنات جديدة ، واعتبرت الرئاسة السويدية الحالية للاتحاد ، ، أن بناء المستوطنات عمل غير شرعى ويتعارض مع القانون الدولى ، كما أنه يشكل عقبة على طريق تحقيق السلام فى المنطقة. وكرر الاتحاد الأوروبى من خلال بيان له طلبه من إسرائيل بالتوقف الفورى عن كل الأنشطة الاستيطانية بما فى ذلك مايحدث فى القدسالشرقية ، فضلا عن ضرورة تفكيك الحواجز الأمامية التى بدأت اسرائيل فى بنائها منذ مارس 2001. وكانت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية وسياسة الجوار " بينيتا فالدنر" قد اجتمعت فى بروكسل وكارين أبو زيد المفوضة العامة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، وفى مؤتمر صحفى مشترك عقد بعد الآجتماع أكدت المسئولة الأوروبية ، على استمرار دعم الإتحاد الأوروبى لكل جهد دولى يصب فى إطار تحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط. واشارت إلى اجتماع اللجنة الرباعية الدولية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك الشهر الجاري، وكذلك إلى مؤتمر موسكو الدولى من اجل السلام المقرر هذا العام. وقالت فالدنر أن الإتحاد الأوروبى بذل ويبذل جهوداً حثيثة لدى الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى لدفع العمل باتجاه الحل، وقالت"نحن نتكلم مع الإسرائيليين من أجل فتح المعابر ووقف الإستيطان ونأمل منهم أن يستجيبوا"، ووصفت المفوضة الأوروبية ب"الشائكة" قضية الاستيطان، منوهة برغبة التكتل الأوروبى الموحد برؤية إسرائيل تجمد كل أنشطتها الإستيطانية قريباً. أما بخصوص عمل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فقد أثنت المفوضة الأوروبية على جهودها خلال ستين عاماً من وجودها، وقالت "مع أننا نأمل بتحقيق السلام قريباً، إلا أننا سنستمر بدعم عمل الأونروا كما كنا نفعل دائما".ومن جهتها، فقد حذرت مفوضة الوكالة الأممية المعنية، من مغبة أن تصبح قضية الإستيطان "قضية أساسية" فى موضوع الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "الوضع هناك يتجاوز ذلك ويتطلب إهتمام من العالم بأسره".