طائفة البهرة في مصر انقلب الحال رأسا على عقب بمنطقة القاهرة الفاطمية وتحديدا بشارع المعز لدين الله الفاطمى.. الشارع منذ خمس سنوات كان بلا صرف صحى محلاته مهمله بيوته على جانبى الشارع خربه.. كل الشواهد تقول إن تلك المنطقة قد أعلنت أنها خارج الحياة. لكن الحال اختلف تماما فقد دخل الصرف الصحى وتم رصف الشارع بأحجار جرانيت تم جلبها من المقطم, وتم إضاءة الشارع وكأنك تسير فى أبهى شوارع القاهرة أناقة ويستطيع من يتابع سير العمل فى المنطقة أن يشاهد من يشرف على تلك الأعمال سواء فى الشارع أو مسجد الحاكم بأمر الله أن يتعرف على من يقوم بالصرف على المنطقة. يقول أحمد أمين صاحب مقهى أمام المسجد البهرة: قلبوا الشارع رأسا علي عقب منذ قدومهم فى التسعينيات لكنهم بدأوا أعمال الترميم والاصلاح فى المسجد منذ حوالى خمسين عاما, ولكن الغريب فى الأمر كما يقول أحمد أمين هو عدم اعتراض أى من المسئولين على اقتطاع البهرة لأجزاء من المسجد سواء كانت الجانب الايسر للصلاة أم المدرسة القديمة الملحقة بالمسجد والتى استخدموها للراحة.. وهناك من يؤكد أنها مكان لإدارة أعمالهم بالمسجد وليست لإقامة شعائرهم. عمال المسجد أشاروا إلينا بعدم الاحتكاك بهم فهم لا يحبون الصحافة بتعليمات من كبيرهم جلال الدين دراز فهم - كما يقول العامل- أناس فى حالهم لا يحبون سوى إقامة شعائرهم فقط " ويضيف أن هذا البئر وأشار الى مكان للوضوء فى وسط المسجد يعتقدون انه متصل ببئر زمزم لذلك فقد كان أول أولوياتهم هو حفر البئر وتجديده, كما أنهم اتخذوا من قطع من كسوة الكعبة تعود الى العصر الفاطمى وأضفوا عليها شيئا من التقديس ووضعوها فى قبلة المسجد. ويؤكد حسام عبد الله .. صاحب محل للتحف بالمنطقة أن للبهرة نشاطا تجاريا لا يخفي على احد فهم يقومون بشراء عقارات ومحلات بالشارع ويكتبونها بأسماء مصريين من نفس طائفتهم تخوفا من بطش الحكومة. أما من الناحية العقائدية فيقول الدكتور مصطفى الشكعة أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر: إن البهرة تعنى التاجر بالهندى، وهم طائفة من الشيعة الإسماعيلية ويحبون مصر بشدة ويعتقدون اعتقادا راسخا أن الإمام الغائب سوف يعيد دولة الخلافة الفاطمية وسوف تسود الأرض عدلا على يديه لذلك فهم يركزون على مصر دون غيرها من الدول. ويضيف أن للشيعة اهتماما بأهل البيت فهم يذهبون ليلا وقبيل صلاة الفجر من أجل التقرب إلى الحسين ويصرون على إحضار أطفالهم تنظيف المكان ورشه بماء الورد وأغلى أنواع العطور.. كما أنهم يتقربون لأهالى المنطقة بالخدمات فهم لا يحبون السياسة ولا الاختلاف مع الآخر.