شيع نحو ثلاثة الاف شخص على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير جثمان الرئيس السوداني السابق جعفر النميري في مدينة أم درمان. وتوفي النميري أمس الأول بالمستشفى العسكري في أم درمان عن 79 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وفق ما اعلنت الرئاسة السودانية في بيان بثته وسائل الاعلام المحلية. وبدأت مراسم التشييع صباح أمس في القصر الجمهوري في الخرطوم حيث اقيمت له جنازة رسمية ومن ثم حمل على ناقلة عسكرية تحرسها عربات مدرعة وناقلة اخرى على ظهرها مدفع، وسارت الجنازة مسافة 5 كلم عابرة نهر النيل من الخرطوم الى ام درمان على الضفة الغربية للنهر. وعند وصول الشاحنة التي تحمل الجثمان الى ملعب كرة قدم قرب مقبرة احمد شرفي بأم درمان، كان في الانتظار مئات من الرجال والنساء. وحمل ستة من كبار ضباط القوات المسلحة الجثمان الذي وضع على سرير سوداني تقليدي (عنقريب) وغطي بالعلم السوداني. واصطف المئات للصلاة على جثمان الرئيس الراحل وجلست زوجته بثينة خليل في مواجهة الجثمان وهي ترتدي ثوبا سودانيا تقليديا باللونين الأبيض والأسود. وعقب الصلاة على الجثمان، حمل الجثمان برفقة الموسيقى العسكرية وخلفه سار الرئيس البشير وعدد من الوزراء اضافة لبعض الوزراء الذي خدموا في فترة النميري. ووري جثمان النميري التراب في مقبرة احمد شرفي بمدينة أم درمان. وحكم النميري السودان بين الأعوام 1969 و1985 عقب انقلاب عسكري على حكم الرئيس السوداني المنتخب اسماعيل الازهري. وبدأ النميري حكمه كيساري معجب بحكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لكنه تحول تدريجيا لليمين ليصبح حليفا للولايات المتحدة ويسحق تمردا للجماعات الإسلامية واليسار. وطبق النميري الشريعة الإسلامية في السودان في عام 1983. ولكن مشكلات النميري تفاقمت في أوائل عام 1985 بسبب دين خارجي بلغ تسعة مليارات دولار وتدفق اللاجئين من الدول المجاورة وجفاف مدمر. وطلب النميري مزيدا من المساعدات من الولاياتالمتحدة أثناء زيارة لواشنطن قبل أقل من شهر من الإطاحة به واندلعت أعمال شعب انتهت بالإطاحة بحكمه. و فى عام 1985 أطيح بالنميري عبر انقلاب قادة الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب الذي فتح الباب أمام انتخابات ديموقراطية اوصلت الى الحكم رئيس حزب الامة صادق المهدي. ولكن سرعان ما اطيح بالاخير العام 1989 عبر انقلاب جديد قاده الرئيس السوداني الحالي عمر البشير. وشددت الاجراءات الأمنية في العاصمة السودانية وخرج الوف المواطنين الى الشوارع حاملين صور النميري ومرددين الهتافات. وأثنى الرئيس السوداني السابق محمد حسن سوار الذهب على الأعمال والخدمات التي قدمها النميري لبلاده، وقال "شيع الشعب السوداني هذا الصباح رئيسه المغوار البطل الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري. هذه المواكب الهادرة التي خرجت لتشييع الرئيس البطل المشير جعفر محمد نميري تفعل ذلك وفاء لهذا الرئيس الذي قدم للسودان أعمال واسعة يشهد له بها التاريخ." واضاف ان البلاد فقدت أخلص رجالها. واستطرد "هو الذي بنى أو مهد لهذا الشعب ليسير في هذا المسار الطيب في هذه الايام عندما يسير سيرا طيبا في مجال التنمية وذلك بدعوى الرئيس جعفر محمد نميري الذي وهب حياته لهذا الشعب فكان وفيا. ونحن اليوم كشعب سوداني واسع نوفي له بما قدم وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبله بقبول حسن."