القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - انشغلت الصحافة الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، بخبر رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أقوال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقد ذكّر أبو مازن مشعل بأن السلطة الفلسطينية "اعترفت بإسرائيل عام 1993". وتابع عباس قائلا: "يوجد اتفاق بين فتح وحماس، بموجبه تعترف الحركتان بحل الدولتين. وقد صادق مشعل على هذا الاتفاق". وجاءت هذه التصريحات خلال زيارة عباس في أنقرة أمام صحافيين محليين أمس الأربعاء، وتحدث أبو مازن خلال اللقاء عن الإنجاز الفلسطيني في الأممالمتحدة، وعن احتمالية اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لمكافحة مخططات الاستيطان التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية قبل مدة قصيرة، ردا على خطوة الفلسطينيين في الأممالمتحدة. وقالت مصادر سياسية في القدس إن الفلسطينيين وعدوا الأسرة الدولية في تصريحات عديدة، العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل فور إتمام الخطوة في الأممالمتحدة، ولكنهم في واقع الأمر ما زالوا يتهربون. ويذكر أن خالد مشعل قام بزيارة لقطاع غزة نهاية الأسبوع الأخير، وألقى خطابا استفزازيا أمام جمهور غفير، في مناسبة انطلاقة حماس ال25، ومن خلفه صاروخ "م – 75"، ورفض رئيس المكتب السياسي لحماس في خطابه الاعتراف بإسرائيل، ودعا انصاره إلى اتباع المقاومة المسلحة لتدمير إسرائيل. واستهجن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية الأسبوع، صمت أبو مازن إزاء تصريحات مشعل قائلا:"نلاحظ أن أبو مازن لم يندد بالخطاب الذي يدعو إلى دمار إسرائيل... وللأسف يسعى (أبو مازن) إلى خلق وحدة مع حماس، المدعومة من إيران". وفي غضون ذلك، نقل النائب في حركة فتح، عزام الأحمد، والمسؤول عن ملف المصالحة بين فتح وحماس، أن أبو مازن ومشعل تحدثا أمس هاتفيا. وذكر الأحمد أن مشعل أطلع رئيس السلطة على تفاصيل زيارته في غزة، وقال إن الأجواء في غزة والضفة الغربية بدت إيجابية. ومن المتوقع أن يعقد الجانبان، حركة فتح وحماس، محادثات في غضون أسبوعين في القاهرة لدفع مجهود المصالحة قدما. وذكرت مصادر فلسطينية أن الجانبين ملتزمان بتسريع عملية المصالحة. وقال مطّلعون في إسرائيل على المشهد الفلسطيني، إن اتجاه رئيس السلطة الفلسطينية ليس واضحا، فهو يدفع نحو جهود المصالحة بين فتح وحماس، مع أنه يعلم أن الخلاف بين حماس والسلطة عميق، خاصة أن حماس تدعو إلى دمار إسرائيل.