القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - استهجن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قصور أبو مازن إزاء خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الذي دعا إلى إزالة إسرائيل، قائلا: "نلاحظ أن أبو مازن لم يندد بالخطاب الذي يدعو إلى دمار إسرائيل... وللأسف يسعى (أبو مازن) إلى خلق وحدة مع حماس، المدعومة من إيران". وأضاف نتنياهو في مستهل الجلسة الحكومية اليوم الأحد: "حماس لا تبدي نية في التنازل. أنها تجاهد من أجل دمار إسرائيل. وسوف تفشل بالطبع". وفي خطاب تاريخي يوم السبت على أرض غزة، أمام جمهور غفير حضر ليحتفل بانطلاقة الحركة قبل 25 عاما، أسهب رئيس المكتب السياسي لحماس في الحديث عن تدمير إسرائيل معتبرا فلسطين "من النهر إلى البحر"، وداعيا إلى المقاومة المسلحة ضد إسرائيل. وتطرق رئيس الدولة شمعون بيريس إلى خطاب مشعل كذلك قائلا: "كشف مشعل عن وجه حماس الحقيقي- إنها منظمة إرهابية تنادي إلى سفك الدماء، وتبشّر بالفقر والجوع والبؤس للشعب الفلسطيني". واعتبر بيريس أبو مازن مغايرا لتوجه حماس وقال إنه ينبذ العنف ويعترف في دولة إسرائيل. وعدّ سياسيون في إسرائيل زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وخطابه، ولا سيما الاحتفالات الصاخبة، محاولة للتغطية على الخسائر الفادحة التي لحقت الحركة عسكريا، ولصرف النظر عن المعاناة الشديدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل إرهاب حماس. وعلاوة على تجاهل مشعل للدمار الذي حل بغزة إبان عملية "عمود السحاب"، اعتبر رئيس حكومة حماس في غزة، إسماعيل هنية، الزيارة "انتصارا" آخر لحماس، مكملا للانتصار على إسرائيل في العملية العسكرية الأخيرة التي دمرت معظم المخزون الصاروخي لدى الحركة وأجبرت قادة الحركة إلى الفرار من ساحة المعركة. وبرز خلال العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد مواقع الصواريخ والإرهاب في غزة، استغلال حماس للحيز المدني لتنفيذ مخططاتها الهجومية، ولا سيما دفع الأطفال إلى القيام بعمليات إرهابية، وانتهاك حقوق الإنسان بصورة صارخة عبر مشاهد مروعة لإعدام متهمين بالتعاون مع إسرائيل من دون محاكمة. وفي غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام فلسطينية الأخبار أن زعماء من حركة "فتح" وصفوا خطاب مشعل بأنه "إيجابي جدا"، مفضلين التركيز على قضية المصالحة مع حماس واعتراف مشعل بفتح أنها الممثل الشرعي لشعب الفلسطيني، وغض النظر عن برنامج حماس السياسي الذي يناهض الأفكار السلمية التي تبنتها "فتح"، والتي تهدد سيطرة الحركة على الضفة الغربية. وتعجب محللون سياسيون في إسرائيل سائلين كيف سيقدر أبو مازن على فرض منظوره السياسي الذي يدعو إلى نبذ العنف وإقامة دولة على حدود 1967، على حركة تنادي إلى الإرهاب وإزالة إسرائيل، من أجل التوصل إلى مصالحة؟ واقترح بعضهم أن أبو مازن يطمر رأسه في الأرض بدل النظر إلى الواقع.