قال مصرفيون في عدد من البنوك، إن شهادة الادخار بفائدة 25% المطروحة في بنكي الأهلي ومصر تسببت في سحب جزء من أرصدة العملاء لدى البنوك الأخرى (ودائع أو شهادات) بما يزيد من حجم الضغوط الواقعة على هذه البنوك والاتجاه إلى طرح شهادات جديدة مرتفعة الفائدة. كان بنكا الأهلي ومصر فاجآ السوق يوم الأربعاء قبل الماضي بطرح شهادة ادخار أجل سنة واحدة بأعلى سعر فائدة يصل إلى 25% يصرف مع نهاية استحقاقها، وبسعر 22.5% يصرف العائد شهريا لتجذب مدخرات ب260 مليار جنيه في أول 10 أيام من طرحها، بحسب ما قاله مسؤولون من البنكين. وقال يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي المصري، لمصراوي، إن حصيلة المدخرات في شهادة ال 25% بلغت 170 مليار جنيه لدى البنك بخلاف بنك مصر، موضحا أن نصف الحصيلة جاءت من ودائع في بنوك أخرى وودائع في البنك الأهلي، وكذلك تناولات عن الدولار، أما النصف الثاني جاءت من كسر شهادات في مصرفه. وبسبب مخاوف البنوك الخاصة من تهديد شهادة 25% على استمرار الاحتفاظ بمدخرات عملائها، بدأ بنكا التجاري الدولي CIB وقطر الوطني الأهلي QNB- أكبر بنكين في القطاع الخاص- بطرح شهادات بعائد ثابت سنة ونصف بعائد سنوي 20% يصرف بدورية شهرية، و22.5% يصرف في نهاية الاستحقاق. والشهادة مرتفعة العائد 25% لا تحقق أي مكاسب لبنكي الأهلي ومصر بل تضغط على حجم أرباح البنكين بسبب صعوبة توظيفها، لكن الهدف منها كبح (الدولرة) السوق السوداء لتداول النقد الأجنبي بطريقة غير شرعية، وفقا لما قاله محمد الإتربي رئيس بنك مصر في وقت سابق. ويلجأ البنك المركزي إلى الاستعانة ببنكي الأهلي ومصر في أوقات الأوضاع الاقتصادية المضطربة إلى طرح شهادات مرتفعة العائد باعتبارهما ذراعيه في تنفيذ السياسة النقدية (استقرار سعر الصرف)، وكبح التضخم (تحجيم زيادة الأسعار). وقالت مصادر مصرفية، في 4 بنوك خاصة طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن الشهادة 25% أدت إلى وجود سحب من بعض العملاء لودائعهم من أجل استثمارها في الشهادة مما دفع بعض البنوك إلى طرح شهادة مرتفعة العائد أو دراسة إصدار شهادة جديدة للاحتفاظ بعملائها على حساب ربحيتها. وفضل بنكا التجاري الدولي وqnb تحمل تكلفة طرح شهادات بفائدة مرتفعة للاحتفاظ بمدخرات عملائهما في البنكين على حساب التضحية بجزء من ربحيتهما بسبب صعوبة توظيف هذا العائد المرتفع. وقال مسؤول في أحد البنوك الخاصة الكبرى، إن الشهادة 22.5% المطروحة في بنكي cib وqnb تهدف إلى احتفاظهما بمستويات السيولة ومدخرات عملائهما تحت جاذبية العائد المقدم على شهادة 25%. وأضاف أن استمرار شهادة ال 25% يهدد استمرار البنوك الخاصة في الاحتفاظ بمستويات سيولة مرتفعة لديها بما يدفعها إلى طرح شهادات أو ودائع جديدة للاحتفاظ بعملائها.
