تحل الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، غدا الاثنين، وسط تباين في رؤية المواطنين بمحافظة الأقصر لتأثيرها وأهميتها، فبينما يعتبره البعض ثورة الحرية والكرامة، يراها آخرون ثورة جاءت لتقضي على مصدر رزقهم الوحيد وهو السياحة، لتظل معاناة العاملين بها منذ سنوات، ولم يجنوا أيا من ثمارها حتى الآن. خربت بيوتنا يقول يوسف القامولي (60 سنة - صاحب بازار): "منذ قيام ثورة يناير ونحن نعاني من كساد سياحي، لتتراكم علينا الديون ولا نستطيع دفعها منذ الثورة، ووصل بنا الحال إلى بيع جميع ما نملكه، حتى نستطيع توفير قوت اليوم لأسرنا". ويتابع: الثورة خربت بيوتنا، ولم تعد علينا بأي نفع، ولم تتحسن بعدها نسبة الإشغال السياحي بالأقصر، التي كانت من أكثر المحافظات السياحية تأثرا. ويضيف القامولي، أنه منذ عمله بالسياحة في الأقصر منذ عام 1993، لم يمر بمثل تلك الظروف، إلا بعد ثورة يناير التي يقول إنها سببت لهم خسائر كبيرة، وتراكم الديون الخاصة بإيجارات البازارات منذ 5 سنوات، وتصل إلى نصف مليون جنيه، إضافة إلى الضرائب والتأمينات. يبقى الحال كما هو عليه ويقول أحمد محمود حسين (45 سنة - صاحب بازار)، إن أصحاب البازارات أصبحوا بلا عمل بعد ثورة يناير، التي أصابت الأقصر بشلل تام، حيث كان اعتمادها على السياحة، ليتحولوا من ملاك وأصحاب أموال طائلة إلى فقراء. ويضيف حسين: "احنا هنموت من الجوع" وتراكمت علينا الديون في الوقت الذي لا نجد فيه مصدرا لسدادها، والحكومة لا تساندنا، وطالبنا كثيرا بتوفير راتب شهري لأصحاب البازارات ليستطيعوا الإنفاق على أسرهم، لكن لا حياة لمن تنادي، ويقول: الذكرى الخامسة للثورة تحل علينا بزيادة فقر وتدهور حال العاملين بالسياحة، ليبقى الحال كما هو عليه، بل بدأ البعض إغلاق البازرات. جات على الغلبان يقول أحمد مختار (40 سنة - من أهالي الأقصر): "الثورة جات على الغلبان" المواطن البسيط لم يستفد منها شيئا، بل هو من دفع الثمن، وكانت بالنسبة له عبارة عن شعارات "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" التي لم يتحقق منها شيء، بل تحول الحال من سيء إلى أسوأ. ويشير مختار، إلى أن محافظة الأقصر من المحافظات التي كانت تعتمد على السياحة، وكان يعمل بها معظم الشباب بالقرى والمراكز، سواء بالفنادق أو سائقي التاكسي والحنطور، والمرشدين وأصحاب البازارات، كل هؤلاء بعد الثورة أصبحوا بلا عمل، لذا لا يشعرون بقيمة الثورة حتى بعد مرور 5 سنوات عليها، لافتا إلى أنه لا يؤيد فكرة الخروج بمظاهرات في ذكراها، خوفا من تكرار نفس السيناريو. رمضان أحمد (45 سنة – موظف)، يقول: "كنا نأمل أن تصنع ثورة بناير غد أفضل، لكن منذ قيامها لم نشهد أي تطور بل على العكس، الأسعار في ارتفاع مستمر، وارتفاع في نسبة البطالة، وتجاوزات من أصحاب الأعمال ضد العمال، لازلنا نرى الفساد والواسطة والمحسوبية ولم يتغير شيء. ويضيف: "كيف نحتفل بالذكرى الخامسة لثورة يناير وهي لم تحقق أهدافها ولم تنصف المواطن، بل أنصفت من قامت ضدهم، ولم نخرج منها سوى بشهداء ضحوا بأنفسهم من أجل حياة أفضل وعدالة اجتماعية، لكن على العكس تماما، قضت على الطبقة المتوسطة، لتبقى طبقتي الفقراء وأصحاب الأموال الطائلة والنفوذ". ويؤيد أحمد، الخروج للتظاهر لكن بطريقة سلمية، حتى يفهم الجميع أن الشعب فاض به الكيل ولا يستطيع التحمل أكثر من ذلك. ويقول موسى أحمد (30 سنة – مواطن)، إن ثورة يناير قضت على نظام فاسد استغل الشعب طوال 30 عاما، رغم أن أهدافها لم يتحقق منها الكثير حتى الآن، لكنها عبرت عن إرادة شعب، مضيفا أن الخروج في تظاهرات في الوقت الحالي غير مرغوب فيه وليس لمصلحة البلد، بل يثير أعمال شغب وتخريب دون فائدة.