"ما بين تهميش المجتمع و تجاهل الحكومة، أصبحنا نعاني الأمرين، فلا نستطيع العيش في الحياة كأسوياء..ولا نستطيع إثبات إعاقتنا رسميا"، هكذا كان لسان حال عددا من قصار القامة "الأقزام" ردا على سؤال كيف تعاملهم الدولة و المجتمع، خاصة بعد إعلان الحكومة المصرية عن توفير 5 آلاف فرصة عمل لذوي الإعاقة دون أن يشملهم القرار، رغم معاناتهم اليومية، على حد قولهم. "مصراوي" أجرى مقابلات مع عددا من قصار القامة لتسليط الضوء على معاناتهم، والذين وجهوا رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالبوه خلالها بإصدار تشريعات تضمن لهم حقوقهم المهدرة، وتفعيل المادة 81 من الدستور المصري التي تنص على أن "تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والأقزام، صحيا واقتصاديا واجتماعيا،وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين، إعمالا لمبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص". أحمد: نفسي أقابل الرئيس و اشكيله .. بحلم بوظيفة أو معاش رغم إعاقته شبه الكلية بجانب قصر قامته، لم تختفي نظرة التفاؤل من وجه أحمد عبد السلام ، ذو الثلاثة والعشرين عاما، والذي رافق كرسي الإعاقة طيلة سنوات عمره، قائلا : أنا من المنصورة ، ونفسي أقابل الرئيس وأقعد معاه واشكيله.. بحلم بوظيفة تساعدني على الحياة، ولو مينفعش.. وفروا لي معاش"، مضيفا أن والده هو الذي يهتم بأمره واحتياجاته رغم كبر سنه. قدرية: ليس لي مصدر دخل و بحلم بعلاج على نفقة الدولة لم يختلف كثيرا حال "قدرية حسين" عن زملائها، ورغم معاناتها مع قصر القامة والمرض، أصرت أيضا على إظهار ابتسامتها أثناء حديثها قائلة " ليس لي أي مصدر دخل وأعيش مع والدتي في شرق الإسكندرية، وبعاني من مشكلات صحية تحتاج لتدخل جراحي، وأطلب من الرئيس معاش وعلاج على نفقة الدولة، لأن وسيلتي الوحيدة للعلاج هي أهل الخير". منال: رغم إعاقتي حصلت على وظيفة بالواسطة.. ولا نريد سوى حقوقنا الأساسية فيما قالت منال محروس :"رغم معاناتي اللي يراها الجميع، حصلت على فرصة العمل ضمن نسبة 5% لذوي الإعاقة بالعافية، والواسطة، واعتبر نفسى أكثر حظا من بعض زملائي، إلا أني أطلب من الدولة أن تنظر إلينا كما تهتم بحقوق الفئات الأخرى، لا أطلب إلا حقوقنا الأساسية، أطلب معاش استثنائي لي وزملائي لأننا تعبنا من الشغل، فأغلبنا يعاني من مشاكل صحية كبيرة بسبب قصر القامة". "كعبلة": "خلي الحكومة تهتم بينا يا ريس.. احنا برضو بشر" وبين الوجوه الآملة في تحسين أوضاعهم، وقف "أحمد السيد" الشهير وسط زملائه ب "كعبلة" وحيدا رافضا الاختلاط بأحد، فتعبيرات وجهه العابثة طغت على ملامحه الحقيقية، ليقبل الحديث أخيرا بكلمات مقتضبة قائلا" بطلب من الرئيس إن الحكومة تهتم بينا زي ما بتهتم بالناس، إحنا لا عارفين نعيش زي الناس الطبيعية ولا قادرين نثبت حقنا في معاملة البلد للمعاقين.. احنا بشر مش كلاب". رئيس جمعية رعاية الأقزام: الحكومة ترفض احتسابنا ضمن نسبة 5% من الوظائف لذوي الإعاقة من جانبه قال عصام شحاتة، رئيس جمعية رعاية الأقزام بالإسكندرية، إنه أشهر أول جمعية تتحدث عن 75 ألف قزم على مستوى مصر منذ عامين؛ نظرا للمعاناة والظلم الواقع عليهم من الحكومة التى لا تريد الاعتراف بهم كمعاقين لهم حقوق من توفير فرصة عمل، وتأمين صحي، ومعاش اجتماعي. وأضاف قائلا :قررت إنشاء الجمعية، والاجتهاد لتوصيل صوتنا للمسئولين، خاصة بمرحلة تعديل مواد الدستور"، متابعا " مشكلتنا تكمن فى أن الحكومة ترفض معاملتنا كمعاقين بضمنا لنسبة 5% من الوظائف لذوي الإعاقة، ولا تقبلنا كقصار قامة في الوظائف اليى يتم الإعلان عنها، حتى أصبح قصير القامة مواطن فاقدا لحقوق المواطنة على أرض مصر. وجدد شحاته مطالب قصار القامة للرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن يصدر قرارا بتفعيل المادة 81 من الدستور، وضرورة أخطار كل المديريات كالصحة، والقوى العاملة، والتضامن الاجتماعى؛ لاستخراج شهادة نسبة 5%؛ للحصول على وظائف وفرص عمل حقيقية دون عقبات، واستخراج كارنيهات التأهيل المهني التي توفر لهم ركوب وسائل مواصلات هيئة النقل العام مجانا. وأضاف إلى مطالبه من الرئيس بضرورة تخصيص كرسي في البرلمان المقبل لتمثيل 75 ألف قزم، نظرا لأنهم لا يملكون أموال لعمل دعاية انتخابية، كما طالب وزارة التربية والتعليم، بضرورة تخصيص صفحة إرشادية بالكتب المدرسية؛ لحث التلاميذ وتنشئتهم على عدم الاستهزاء والسخرية من قصار القامة، وكذا مطالبة صناع الفن بعد السخرية منهم.
