لم يعرف في حياته هدفاً سوي التمثيل، فقدم عدد من الروائع الكوميدية للمسرح، بعد أن جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال ''ريا وسكينة''، وبعدها ''عالرصيف، وجوز ولوز، وتكسب يا خيشة، ودستور ياسيادنا''، ورغم كل هذه الروائع فلم يكن مبدعاً للمسرح فقط، بل امتد ابداعه في التليفزيون، ليقدم ''الزيني بركات''، وأعمالاً سينمائية خالدة ك''بطل من ورق، والمغتصبون، و''الكرنك''. الفنان الكبير أحمد بدير والذي يحتفي به مصراوي في يوم مولده بهذا اللقاء الذي يتحدث فيه عن أعماله الفنية وأرائه السياسية. بداية تشارك بعرضك المسرحي ''غيبوبة'' خلال هذه الايام.. فما سر مشاركتك في مسرح الدولة ؟ هذا هو أهم شيء أردت أن أقدمه في هذا الوقت الذي تمر به البلاد، ''المسرح هو الوسيلة الأهم لتغيير الكارثة التي حدثت بعد 25 يناير من انفلات اخلاقي وديني ومجتمعي''، أمور كثيرة ظهرت فاسدة ''عشنا في غيبوبة''، وكان لابد أن يقوم كل شخص بدوره، وأن يكون هناك انحياز لمصر. هل أردت أن ترمز ب ''غيبوبة'' الي الشعب المصري أم الدولة ؟ أردت أن أظهر الغيبوبة التي عاش فيها الشعب، وأيضاً نُظهر سلبيات الدولة ان كانت هناك سلبيات، وهي التي ظهرت في فترة ما بين 25 يناير و 30 يونيو، عبارة عن مجموعة أرادت أن تسرق وتخطف مصر وتبيعها، ولكن بفضل الله رُزقنا بزعيم متدين يُحب تراب بلده، ''هو من أخرجنا من النفق المظلم، والجيش له الدور الأكبر في نجاح الثورة''، ترون الان سوريا والعراق واليمن لا يوجد بهم جيش وطني ينمتي لبلده كلهم ينتمون لحاكم''. أنت كفنان مسرحي كبير.. ما هو احساسك عندما فُتحت ''الستارة'' للجمهور في أول ليلة عرض ؟ كنت ضايع، لانني أقابل ''وحش كبير'' اسمه الجمهور، ''الشباب كانوا بيهدوني، مع إن أنا المفروض أكبرهم سناً وأكثرهم خبرة واعمل كده، لكن ذلك هو قلق الفنان''. لماذا لم يقم أحمد بدير بتكوين فرقة مسرحية مثل الريحاني وبديع خيري وغيرهم ؟ عملت مع كبار مخرجي ومؤلفي المسرح في مصر، ولكن كان الورق يعرض أمامي، وكنت أختار الدور المناسب، وهذا ما منعني من تكوين فرقة، بالإضافة الي عملي في مسرح الهواة، وأعتقد الأن من الصعب تكوين فرقة مسرحية . أشرت في ''غيبوبة'' الي الاعلاميين بمقولة ''في اعلاميين كده وكده''.. ماذا كنت تقصد بهذه التلميحات ؟ ''لو كنت اقدر اقول اسمائهم كنت قلت.. انا أكره أي اعلامي ضد البلد''، هناك من يعملون لصالح ''جيوبهم''، وأنا من وجهة نظري أن اشرف وأصدق اعلامي في مصر هو اسامة كمال''، هل تتوقع أنني من أشد المشجعين للنادي الاهلي، لكن ''بقيت أكرهه، وبتمني انه يتغلب بسبب اتنين هم أبو تريكة وعبدالظاهر اللي رفع علامة رابعة في احد المباريات، كنت بقعد أتفرج علي الماتش وبزعل انه هايتلعب بره ومش هاشوفه، وبقعد جنب الراديو عشان اعرف النتيجة، دلوقتي لو الأهلي بيلاعب شبين ببقي عايز شبين تكسب''. ''كرهت النادي الأهلي لانه خلي احمد عبدالظاهر يلعب بعد الحركة الي عملها وكرهت الادارة، لو الجمهور اللي في الاستاد أخد باله كانت بقت كارثة أكبر من بور سعيد، لكن ده ستر ربنا، وفي فنانين ورياضيين وصحفيين ودكاترة ومهندسين، بس دول قِلة، هاتلي واحد منهم زعلان علي البلد ولا دموعه بتنزل عشانها، ايام حرب 67 كنت بقعد اغني أغنية - ماتقولش ايه اديتنا مصر - واعيط زي الستات اني صعبان عليا بلدي انها مهزومة''. أشرت أيضاً في العرض الي شهيد الصحافة ''الحسيني أبو ضيف''.. تعليقك ؟ الحسيني أبو ضيف وغيرهم كثيرين، هؤلاء هم نموذج مشرف لمصر، والشيخ عماد عفت ''اللي اتقتل وسط الميدان''، هناك نماذج وطنية كبيرة، كان لابد ان تُذكر وأن يتم تخليدهم في أعمالنا الفنية. ''ما خفتش ان جمهورك يزعل من بعض مشاهد المسرحية'' ؟ ''الجزء اللي هايزعل'' هو نفس فصيلة عبد الظاهر وأبو تريكة، هو جزء قليل جداً وأنا مش عايزهم ولا عايز أعرفهم. استعنت في العرض بالمخرج شادي سرور وهو مخرج شاب وبعض الشباب الممثلين.. لماذا لم تستعن بالكبار ؟ هؤلاء هم أصحاب هذه المرحلة، يشعرون بنبض ما يحدث، تأثروا ب 30 يونيه و25 يناير، هؤلاء هم المستقبل، وطريقة الكوميديا لديهم أحدث، من الممكن أن اكون تقليدي، ولكن أنا أستفيد من ايقاعهم، وأنا سعيد بهذه التجربة، وقد استعنت بشباب هيئة المسرح، ومن خارجه لا يوجد غير ياسمين جمال ونادية نجم. ننتقل الي السينما كان أخر ما قدمته هو فيلم ''ساعة ونصف''.. أين أنت الأن ؟ بمناسبة فيلم ''ساعة ونصف'' هو فيلم ''كسر الدنيا'' ومن وقت قريب حصلت علي جائزة أفضل ممثل من المركز الكاثوليكي، وقبلها عملت ''كبارية'' مع احمد السبكي، وأنتظر الان عرض ''الليلة الكبيرة''، وليس من الضروري أن أقدم فيلم كل عام، أهم شيء أن أقدم عمل مهم. كيف تري الهجوم علي السبكية، وخاصة أنك تعاملت معهم في العديد من الأعمال ؟ مع احترامي لكل من يهاجمهم ولكن هؤلاء من قدموا أفلاماً حصدت الجوائز ''كبارية، الفرح، ساعة ونصف''، هؤلاء من قدموا أفلاماً لأحمد زكي ونور الشريف''، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ولكن الهجوم عليهم قاسي جداً. كثيرون يرددون أن السبكي لا يدفع للفنانين أجر العمل.. ما رائيك في ذلك ؟ الكلام غير حقيقي، ولكن من أجل أن أكون صادقاً معك، السبكي يجمع النجوم في أفلامه، ولو اعطي كل ممثل اجره الحقيقي سيحتاج اموالاً طائلة، وانا أراعي ذلك، وفي نفس الوقت عدد المشاهد التي يتم تصويرها تكون قليلة بالإضافة الي أجر مناسب، ''لو جالي فيلم تافه هاطلب أجري كامل، ولو جالي فيلم جيد ممكن أعمله ببلاش''. حدثنا عن الشخصية التي تجسدها في ''الليلة الكبيرة'' ؟ أقدم شخصية صاحب سيرك، لديه بنت هي سمية الخشاب، ومحمد لطفي ''الفتوة'' اللي في السيرك، ومن خلال هذا الثلاثي نقدم قصة درامية متشابكة لها بداية ووسط ونهاية، والمخرج سامح عبدالعزيز مخرج عبقري. ننتقل الي الدراما التليفزيونية.. تشارك الفنان عادل امام في مسلسل ''استاذ ورئيس قسم''.. حدثنا عن التفاصيل ؟ سعيد جدا بالتجربة، عادل امام أكبر نجم لا أحد يستطيع أن يُنكر ذلك، له قاعدة عظيمة، عملت معه خمسة أفلام، وهذا هو أول عمل تليفزيوني يجمعني معه، ويوسف معاطي كاتب شيء عبقري، يحدث صراع بيني وبين عادل امام، هو يقوم بدور دكتور في الزراعة، وأنا الدكتور ''نافع'' متخصص في القانون، وهناك اختلاف بيننا في الايدلوجية والتوجهات طوال الأحداث، وجاء ترشيحي فيه عن طريق السيناريست يوسف معاطي . ''أستاذ ورئيس قسم'' يتبع القطاع الخاص، اما مسلسلك الثاني ''دنيا جديدة'' فهو تابع لقطاع انتاج الدولة.. حدثنا عن هذا التوازن ؟ ناديت بأنه يجب علي الدولة أن تُنتج ''دنيا جديدة'' لاني أعتبره رسالة ''لو الدولة ما عملتوش هاتبقي مقصرة في حق الناس وحق البلد، علشان تعمل دعوة دينية لابد ان تقدمها من خلال عمل فني، لأنها هاتوصل أسرع، والناس هاتقتنع بيها، لما يلاقوا إن الخير بينتصر''، وستعود المكاسب للدولة عن طريق أمور أخري، سواء نبذ الارهاب والعنف، فلن يقدم القطاع الخاص عمل مثل دنيا جديدة، ''لأنه عايز يكسب فلوس''.
وماذا عن تفاصيل دورك فيه ؟ حسن يوسف وأنا ''ولاد عم'' يقدم هو دور ''رضوان'' وأنا ''عبدالجبار''، هو متدين جداً، وأنا متشدد ومتطرف، هو الدين الوسطي وأنا الارهابي، أقدم دور الرجل الذي يدمر ويُخرب في مصر باسم الدين، ويحصل على تمويلات من قطر، لكى يقوم ببعض التفجيرات وقتل المسلمين. أخيراً.. في حوار سابق أجراه الفنان حسن يوسف مع مصراوي اكد انه خفض أجره في العمل.. هل فعلت ذلك ؟ انا أريد أن أقول ''بقالي 3 سنين لم أحصل علي أجرِ من صوت القاهرة، بداية من مسلسل - ابن ليل، وحارة خمس نجوم، والحكر'' لأنني أعرف الظروف الانتاجية، وأنا أقدرها.
