«التجارة» تنفي صدور قرار بشأن وقف الإفراج عن السيارات الواردة للاستعمال الشخصي لمدة 3 أشهر    قرار عاجل من محافظ الإسكندرية بشأن غرامات الذبح في عيد الأضحى (تفاصيل)    مستشار الرئيس الفلسطيني: قرارات «العدل الدولية» تحتاج لتبني مجلس الأمن لتنفيذها    الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة    حسن نصر الله: إسرائيل لم تحقق أي هدف لحربها وعليها أن تنتظر مفاجآت منا    عاجل.. صدمة للترجي قبل ساعات من لقاء الأهلي على لقب دوري الأبطال    مران الأهلي - ختام الاستعدادات لنهائي دوري أبطال إفريقيا بحضور الخطيب    مباشر سلة BAL - الأهلي (0)-(0) الفتح الرباطي.. بداية اللقاء في المرحلة الترتيبية    30 ألف طالب يؤدون امتحانات الدبلومات الفنية في كفر الشيخ غدا    إعلان جوائز مهرجان كان السينمائى ال77 غدا    استشارة طبية.. مركبات ستاتن هل تصيبنا بالسكر؟    متصلة: أنا متزوجة وعملت ذنب كبير.. رد مفاجئ من أمين الفتوى (فيديو)    «العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    منتخب مصر للساق الواحدة: تعرضنا لظلم تحكيمي ونقاتل للتأهل لكأس العالم    الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثامين 3 أشخاص قتلوا في هجوم 7 أكتوبر خلال عملية بشمال غزة    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    إستونيا تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي على خلفية حادث حدودي    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    الرئيس البرازيلي: منخرطون في جهود إطلاق سراح المحتجزين بغزة    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    11 مليون جنيه.. الأمن يضبط مرتكبي جرائم الاتجار بالنقد الأجنبي    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    «دولارات الكونفيدرالية» طوق نجاة الزمالك    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    عادل عقل يكشف صحة هدف الزمالك وجدل ركلة الجزاء أمام فيوتشر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 سنوات علي رحيله .. أحمد زكي حكايات من البهجه والألم
نشر في بوابة الأهرام يوم 27 - 03 - 2011

في مثل هذا اليوم الأحد 27 مارس 2005 قبل 6 سنوات رحل النجم الكبير أحمد زكي الذي ملأ الدنيا ابداعا وفنا ولم يبلغ مكانته أحد . كنت قريبا منه ومن قبله وروحه وشاهدا علي كثير من التفاصيل والأحداث التى مر بها ..آلامه ..أفراحه ..همومه الفنية ،حتى رحله مرضه ورحيله الذي كان خسارة و فاجعة للفن الراقي المحترم .
عاش أحمد زكي سنوات عمره ليس لديه ما يشغله سوي فنه والبحث عن موضوعات حقيقية تعبر عن الناس ، وتضيف إليهمولا تسكر أو تغيب العقول
خلال سنوات عمره استمتع المقربون منه بالعديد من الحكايات والمواقف التي تؤكد علي مكانته الفنية و الفكرية وجعلت منه فنانا وطنيا يتمتع بالقدرة علي اتخاذ القرار الذي يكون دافعه الأساسي هو جمهوره العربي بشكل ،والمصري بشكل خاص.
في واحدة من الليالي التى كنت معه فيها في هيلتون رمسيس أيام تمتعه بالعنفوان و الصحة ، سألنى :"كم فيلما لي كويسين؟" .. قلت :"25 فيلما" .. يومها لم ينزعج بل وجده رقما جيدا بالمقارنة بعدد الافلام التى قدمها فهو حتى وفاتة لعب بطولة نحو56 فيلما . و أتذكر أنه أمسك بالورقة ،وبدأنا نتذكر أفلامة التى يرضي عنها ويحبها - هذه الورقه ، وهي بخط يده مازالت بحوزتي . وقد بلغ عدد الأفلام التي تذكرناها أكثر من 35 فيلما .. يومها شعرت أنه يكتبها لكي يذكر نفسه أنه كان علي الطريق الصحيح وأن ما قدمة سيبقي خالدا ضمن الأعمال المهمة التى قدمتها السينما المصرية، ومن أفلامه التى احبها : "البرئ" و"زوجة رجل مهم" و"عيون لاتنام" و"التخشيبة" و"الحب فوق هضبه الهرم" و"الباشا" و"الامبراطور" و"الراعي والنساء" و"امراة واحدة لاتكفي" و"البيضة والحجر" و"البيه البوابط و"سواق الهانم" و"الرجل الثالث" و"مستر كاراتيه" و"الليلة الموعودة" و"أرض الخوف" و"ناصر56 "و" أيام السادات" و"نزوة" و"حسن اللول" و"شادر السمك" و"الهروب" و"أحلام هند وكاميليا" و"كابوريا" و"ولاد الايه" و"معالي الوزير"و"أنا لا أكذب ولكنى أتجمل" و"هيستريا"و"النمر الأسود" و"أضحك الصورة تطلع حلوة" و"موعد علي العشاء" و"ضد الحكومة".
عبر سنوات عمره إستطاع أحمد زكي أن ينال اجماعا من النقاد والجماهير على أفلامه وحصد أكثر من 50 جائزة دولية ومحلية إضافة إلى حاله التقدير التى كانت ومازلت تلف احمد زكي بسبب قدرتة علي التنوع في الاختيارات فقد لامست أفلامه قضايا وطنية وانسانية ورومانسية وحياتية وقدم من خلالها أدوارا عن جميع الفئات والمهن من الوزير إلى البواب إلى الرؤساء والضباط والجنود وبالطبع المواطن العادي.
لقب احمد زكي بالعديد من الالقاب فهو رئيس جمهورية التمثيل وجوهرة السينما والعبقري والمندمج كما أنه أحد الفنانين القلائل الذين استطاعواالموازنة بين النوعية التجارية والفنية وحسب قوله لي في حوار انه كان يقصد هذا التنوع " وقال: "أنا عندما أوافق علي فيلم أدرك تماما قيمتة ، فعندما قدمت الراعي والنساء كنت أعرف أنه لايحقق نفس النجاح الجماهيري الذي يحققة كابوريا أو الامبراطور ،وعندما قدمت زوجة رجل مهم والبرئ كنت أدرك أنهما لا يحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل شادر السمك واللبيه البواب . .أحيانا أشعر بأن هذا العمل أو غيره " هيعجب " الناس ولهذا كنت أحرص أن العمل الذي يليه لابد أن " يعجب " الفنان الموجود داخلي.. وانا سعدت بكل اعمالي التى حققت النجاح الجماهيري ،والأفلام التى حققت النجاح البسيط لأنها أسعدتنى كفنان .. هذه الافلام عملت لي تاريخ والأخري التى حقتت الناح الكبير صنعت نجوميتى" .
كان لأحمد زكي مشروع فني عنوانه الانسان وهذا ما نلحظه في معظم أفلامه التى كان يحرص فيها علي تنوع ادائه والقضايا التى يكشفها أو يتناولها ، اضافة إلي أن له مشروع سينمائي وطنى ويتاكد ذلك من خلال فيلمى ناصر 56 وايام السادات وعنهما قال : إننى تشرفت وقدمت هذين العملين واعتبرهما خطوة كبيرة ، لأننا فتحنا من خلالهما للمرة الاولي الحديث عن الزعماء والرؤساء بالأسماء الحقيقية ونجحنا في اظهار الحقائق للاجيال بعيدا عن المهاترات الساسية" .
وبهذا بكون هو الفنان الوحيد الذي اجمع علية أنصار جمال عبد الناصر وأنصار أنور السادات
وخلال اقترابي منه شعرت أن ما حققة بتقديمه لفيلمى ناصر والسادات من نجاح لمسه بشده من الناس والشارع . وقال لي :أنا ابن الثورة سعدت لانتصاراتها وتجرعت مرارة هزائمها والبعض هاجمونى ... ولكن ما أسعدنى أثناء عرض فيلم ناصر 56 أن هناك شخصية كبيرة وقريبة من الرئيس عبد الناصر كتب لي رساله تقول :دخلت فيلم ناصر56 وأنا غير مقتنع وخرجت وأنا مقتنع " هذه الجملة أسعدتنى كثيرا ، وبالنسبة للسادات فهو بطل الحرب والسلام ولانستطيع أن ننسي أمجاده وانجازاته".
رسالة من بريده الخاص
اذكر في ايام مرضه وقبل وفاتة بايام قليلة شعرت انه يريد ان يقول باعلي صوت الحمد لله نحجت وحققت ما أردت وأن من هاجموه بسبب فيلم أيام السادات لن يبقي من كتاباتهم شئ وانما البقاء لما قدمه من أعمال سيكون لها قيمتها التاريخية عبر كل الأزمان وذلك عندما اتصل بي في الصباح الباكر الفنان التشكيلي سمير عبد المنعم ابن خال أحمد زكي والذي كان يرافقة طوال رحله مرضه وقال لي الاستاذ يريدك فذهبت الي مستشفي دار الفؤاد وجلست يومها معه ساعات طويلة وأثناء وجودي معه طلب من سمير أن يعطينى بعض الرسائل التى جاءت له من محبيه شباب وكبار والتى كانت تحمل دعوات بالشفاء ويومها داعبنى بقوله " يا سمير خد 100 جنيه من محمود لاننى ساعطيه سبق صحفي ... وضحكنا . وبعد ذلك طلب منى قراءة رسالة بالتحديد وقرأتها وكلما انتهيت منها يطلب منى اعادة القراءة نحو 3 مرات ويومها طلب منى نشر الرساله في الاهرام وقد فعلت ونشرتها ...والرسالة من فتاة عمرها - وقتها 20 عاما- اسمها فدوي صقر من الاسكندرية وتقول " الاستاذ أحمد زكى .. إننى وجيلي لم نعاصر زعماء مصر السابيقين ولم نعرف الكثير عنهم ، ولكن ببراعتك الشديدة جعلتنا نعرفهم بل ونحبهم وأكثر من ذلك إننى شعرت وكأننى عاصرتهم .. " مع هذه الجمله معها شعرت أن احمد زكي في حاله انتصار رغم الالم.. في حالة رضا وسعادة .. شعرت ولمست مابه من نشوة وكأنه حصل علي جائزة كبيرة وهو علي فراش المرض ووسط آلامه .فهو حقق ما أراد فهذا هو ما راهن عليه عندما قدم ناصر والسادات . راهن علي الأجيال الشابة الاجيال في عصر وكل زمن الذين لم يعاصروا امجاد الزعماء ..شعرت يومها ان احمد زكي يريد ان يقول " أنا انتصرت علي الذين هاجموني وانتصرت للاجيال التى انتصرت لي "
هناك صفات كثيرة تميز بها النجم أحمد زكي وهي التي صنعت ورسخت مكانته وجعلت منه فنانا عبقريا واستثنائيا وإنسانا رائعا ويبقي قبل كل هذه الصفات تميزه بالتصالح مع النفس
* الإصرار: حقق أحمد زكي نجاحاته وتميزه بإصرار وتحد ولم يجعل العوائق توقف طموحه, ولهذا حقق ما حقق من نجومية وفرض واقعا جديدا في زمن كان للنجوم مواصفات شكلية لم تكن تتوافر له ولكن وبملامح الملايين التي تحمل البساطة وتدخل القلوب
* العطاء: أشياء كثيرة لا تجد طريقها إلي أوراق الصحف لأنها خاصة ولايعرفها إلا الخاصة.. وأحمد زكي حياته مليئة بالأشياء الخاصة الجميلة فهو من هؤلاء القلائل الذين يعطون دائما.. يداه دائما تدخل جيوبه وتخرج أموالا للبسطاء ولمن يري أنهم في حاجة إلي مساعدة ويقول: أنا لا أعطي من عندي.. إنما الله يأمرني أن أعطي فأعطي.. فهذه أموال الله.. الله سبحانه وتعالي أعطاني موهبة وفلوس.. المال مال الله وليس مالي.
* صفاء القلب: لم يقف أحمد زكي يوما ضد فنان أو ضد عمل.. وإنما كانت تخطف منه أعماله بعد أن يختارها.. ويقول: أنا باحب الناس.. الأفلام كثيرة المهم نحب بعض.. وهناك حلم عظيم داخل أحمد زكي الإنسان وهو أن يعيش العالم كله تحت علم واحد هو الحب.. الإنسان هو إنسان وكل البلاوي دي من عدم احترام الإنسان للإنسان الآخر.
حكايات من أيام المرض والألم
* كنت من أوائل من عرفوا بخبر مرضه ويوم أن طلب مني ألا يعرف أحد التزمت بذلك.. ولكن بعد أن علمت القيادة السياسية بخبر مرض أحمد زكي.. اضطررت للنشر.. وكان قبلها بأيام وتحديدا في22 يناير2004 ، طلب مني أن أكتب رحلة مرضه علي لسانه وقال لي يومها بالحرف الواحد " أحسست بثقل في صدري وخشونة وطلبت إجراء أشعة علي الصدر والرجلين, ثم بعد ذلك اكتشفت أنه التهاب رئوي حاد وماء في الغشاء البلوري.. وقال لي الدكاترة لازم أدخل المستشفي.. فقلت لا.. أقعد في البيت وآخذ الأدوية.. وقعدت في البيت 5 أيام ولكن تعبت .. كنت أعاني صعوبة في التنفس وآلاما فظيعة جدا.. وذهبت إلي دار الفؤاد.
وبعد الفحوصات والأشعات, وجدت من يقول لي: كيف استحملت الأيام الماضية كلها.. وبعدها عملوا بذل للماء في أول مرة لتر ونصف لتر علي الرئة ثم لترين.. إلي أن وصل إلي6 أو7 لترات.. يضحك.. أنا طول عمري كنت أسمع أن الماء علي الرئة معلقة أو أكثر قليلا.. وإنما6 لترات شيء لا يصدق.
ثم وجدته يأخذني إلي حديث فلسفي ويحمل الكثير من نقاء أحمد زكي الذي استمر حتي وفاته.. وقال: أنا مشغول بقضية الإنسان.. فكنت أتناقش مع نفسي في هذا الأمر.. وقلت عندما يكون الإنسان يطلب حقا أو شيئا من إنسان آخر.. لماذا لا يضع نفسه مكان الآخر.. ووجدت أن الإنسان لو وضع نفسه مكان أخيه الإنسان وجدت أن الزعل منه يخف لأن كل واحد عنده ظروف..
فأنا أتمني أن كل إنسان زعلان يضع نفسه مكان الآخر وهذا علي مستوي الأشخاص والدول.. وقلت أعملها علي مستوي المرض.. أنا عيان وساعات كثيرة ممكن يكون لي زميل مريض أو عنده ظروف وأكون مسافرا أو عنده تصوير.وعلشان يزور واحد مريض يقعد يبحث عن وقت علشان يزورني مثلا.. وإذا فات يوم ولم يأت هيزعل أكثر من نفسه.. الواجب والمجاملة..
ولهذا قلت أخفي خبر مرضي حتي لا أزعج الناس.. أنا عارفهم فهم بيحبوني وأنا أحبهم والحمدلله أنا مررت بتجربة جميلة واقتربت فيها من أشياء وكانت رحلة ظريفة جدا.. وبس..نجح أحمد زكي خلال أشهر مرضه في أن يتعايش معه وأن يري في مرضه ،وبثقة الفنان ،دورا سينمائيا يلعبه.. وقال لي مرة: الناس متعودة دائما أن أختار أدواري التي ألعبها..
ولكن هذا الدور الذي أعيش فيه لم أختره.. وهو دور سخيف وجاءني فجأة ولكن لابد أن أقوم به وأكمله. ويوم27 مارس2004 اتصل بي حيث كنت موجود في جريدةالاهرام وطلب منى الذهاب له الي مستشفي دار الفؤاد في مدينة 6 اكتوبر وذهبت له .. وبعد أن ركب في سيارتي المتواضعه تحدث بلهجة فكاهية وطلب مني أن أخرج بسرعة من المستشفي.. فضحكت.. وسالته لماذا وقال لي.. بسرعة لأنني عرفت أن الدكتور محمد البرادعي- كان ايامها في مازال في منصبه- جاء لمصر واننى السبب أحمد زكي في زيارته
وأضاف: آه.. أنا السبب فهو جاء من أجلي.. فأنا أملك أسلحة كيماوية داخل جسمي.. ولهذا قررت أن أترك المستشفي في هذه الليلة.. حتي لا يضربوها بسبب الكيماوي.. وضحكنا
في أيامه الأخيرة . كان في حالة إيمانية وروحية عالية.. وكان يردد يارب مافيش أحن منك علي يا الله.
اجريت مع احمد زكى خلال مشواره عدد كبير من الحوارت وفي مناسبه ذكري رحيله اخترت ان انشر بعضها لانها تظهر قيمة احمد زكي الفنان والانسان
وهذا نص بعض الاسئلة والاجوبة
متى يتوقف الابداع؟
إذا فقد الفنان أو المبدع عموما سواء كان كاتبا أو مخرجا أو ممثلا أو موسيقيا القدرة علي الدهشة واحداث شئ في النفس البشرية يتوقف ولكن لايوجد فنان يبعد.. الفنان لايبعد الا بالمرض أو الموت.
الفنان تحكمه اختياراته فهي التي تحكم وجوده ولهذا لابد ان يسبب الدهشة في كل عمل يقدمه من أجل ضمان الاستمرارية.
* كيف توازن بين اختياراتك للأفلام التي تحمل قضايا كبري والأفلام التي تحقق البهجة والسعادة؟
أنا أحب عملي ومهنتي جدا وردود الأفعال تكون أكثر مما اتوقعه, والأساس عندي دائما هو الموضوع فأنا عندما أوافق علي فيلم ادرك تماما قيمته.. فعندما قدمت مثلا الراعي والنساء كنت أعرف انه لايحقق نفس الإقبال الجماهيري الذي يحققه كابوريا أو الامبراطور.وعندما قدمت زوجة رجل مهم أو البرئ كنت أدرك انهما لايحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل شادر السمك والبيه البواب.. احيانا أشعر بأن هذا العمل أو غيره هيمشي مع الناس ولكن لازم العمل الثاني يعجب الفنان اللي بداخلي وأنا لوكنت قدمت فقط أفلاما ذات نوعية واحدة وتحقق ايرادات فقط كنت أصبحت من غير تاريخ فني وسينمائي.. فإذا الأعمال التي حققت ايرادات كبيرة اسعدتني والأفلام التي حققت نجاحا بسيطا وقتها اسعدتني وعملت لي تاريخا في قلوب الناس وهي افلام منورة في تاريخي وأصبح لها جمهور أكثر من الأفلام الجماهيرية مثل زوجة رجل مهم والبرئ وغيرهما.
* بشكل مباشر ما الذي يحكم اختياراتك؟
انا لا اختار.. دائما الفنان الموجود داخلي هو الذي يختار ويبدو أنه حيموتني شحات لأنه أبعدني عن المسرح منذ25 عاما, وعن التليفزيون منذ18 عاما.. وهذا الفنان الموجود داخلي وافق قبل سنوات علي مسلسل اذاعي, لأنه لمسني من داخلي وأحببته رغم ان الاجر المادي كان ضعيفا جدا, وانما الفنان الموجود داخلي أحب العمل في الاذاعة بأجر أقل مائة مرة من السينما والتليفزيون ولهذا فإن حبي للفن وليس للفلوس هو الذي يحكم اختياراتي. وأنا أريد ان أذكر الناس بفيلمين أحبهما جدا هما هيستريا وأضحك الصورة تطلع حلوة لأنهما عن الناس البسطاء, عن المواطن المصري بكل مايحمل من بساطة وكبرياء.
* كيف ننظر الي التنافس بين النجوم؟
الفنان وحده لا يعيش واذا شعر بأنه الأوحد فإنه لايمكن ان يقدم فنا لأن حماسته ستقل.. والفنان يعيش بالفنانين الموجودين حوله فأنا أحب كثيرا أن أري زملائي يقدمون أفلاما جميلة ساعتها أشعر بأنه يحفزني للتنافس الحلو وأقول أنا نفسي أعمل فيلم زي فلان, فالتنافس يجعل عندي هذا الدافع للإبداع لكي أجود ادائي واختياراتي.
* هل الزمن يمثل أزمة للفنان؟
طبعا.. لانني لما كنت في سن صغيرة في سن الشباب الموجودين حاليا كنت اعمل ادوارا تليق بعمري, فعملت الحب فوق هضبة الهرم شاب يبحث عن فرصه عمل.. وعملت البريء عسكري في الامن المركزي... والنمر الاسود... ولد سافر بره علشان يشوف حظه في الحياة... وبعدين اعمل انا لااكذب ولكني اتجمل يعني كنت اعمل افلاما تليق للعمر ده وتناقش هموم الشباب في هذه الفترة.
وكان المنتجون لايطلبوني في أدوار أكبر سنا لأن سني صغيرة.. فأنا في تلك الفترة كنت اعبر عن شريحة كبيرة تطابق السن, وبعد ذلك انتقلت الي مرحلة عمرية أخري, وكنت محروما وانا صغير من مثل هذه الادوار وهي ادوار الرجل وقدمتها في زوجة رجل مهم والامبراطور والهروب وضد الحكومة والراعي والنساء وبعد ذلك قدمت الرجل الناضج, ومع كل مرحلة اصبح فيها وجها جديدا أيضا اقدم مايليق لسني وعمري ومشاكل عصري.. وقدمت ارض الخوف واضحك ومعالي الوزير وعبدالناصر والسادات..
واضاف أنا في كل مرحلة اكون وجها جديدا فيها وعملت بانوراما من الادوار الشعبية مثلا في أحلام هند وكاميليا وكابوريا وكمان أدوار فيها سياسة زي زوجة رجل مهم وادوار اجتماعية مثل نزوة والراعي والنساء... والبيه البواب وشادر السمك.. وقدمت في كل مرحلة عمرية ما بها من افلام شعبية وسياسية واجتماعية.. ولهذا عندما يأتي لي موضوع لايتناسب مع المرحلة العمرية لازم انصرف عنه.. لانني مع كل مرحلة احتاج فيها لعمل يغطي جموع الناس التي تكون علي شاكلة هذا العمر... وممكن يكون معايا مجموعة من الشباب لكي يحدثهارموني وانسجام لاننا نعبر عن الشارع والبيت وده فيه الرجل والشاب والشيخ... فانا راجل عملت افلام كثيرة وزملائي ايضا عملوا افلام وأثروا السينما باعمال عظيمة ولهم تاريخهم... وأتمني من الشباب أن يعملوا تاريخا فنيا.
* هل كل شخصية تقدمها لابد أن تحبها؟
عندما أوافق علي تقديم شخصية افتح لها ملفا وأسلط الضوء علي دماغي.. وانا الحقيقة سعيد بافلامي ويحضرني الان فيلم انا لااكذب ولكني اتجمل.. فيه ناس عايشة وسط المقابر وكانوا متضررين من الواقع بتاعهم وانهم عايشين في مثل هذا المكان وحصل لما نزل الفيلم واثناء سيري في المنطقة دي وجدت كثيرا منهم فرحانين لان الناس تعاطفت مع الشخصية التي قدمتها... فالواقع ليس ذنبهم.. وان الانسان ليس بالمكان واعتقد ان الافلام قد تحدث حالة من التصالح للنفس البشرية مع الواقع
وعندما قدمت الحب فوق هضبة الهرم بعض الشباب قالوا لي احنا عندنا نفس المشكلة.. فقلت لهم لم تعد مشكلتكم وحدكم.. طرحت امام الرأي العام, فالفن ممكن يقدم حلول.. وممكن يعرض لمشكلة دون حل... وانا سعدت جدا عندما علمت ان زوجة رجل مهم يعرض علي طلاب الشرطة علشان يعرفوا مشكلة الضابط ايه.. ولايقلدوه.. فاذن الفن مرآة للمجتمع والوطن.
* لماذا أنت متواضع.. وهناك من هم اقل منك يشعرون بانهم أهم النجوم؟
لو وضعت في دماغك حكاية نجم النجوم.. مش هتفن ثم يعني أيه نجم.. انا في النهاية فنان.. ومهنتي أن أقدم شخصيات.. فلماذا أتغر... ثم أتغر علي ايه وليه.. دا الحياة فيها من الرصد الانساني في الشارع المصري من شخوص وشخصيات وكل يوم تصرفات الناس واسلوبهم.. وكل ده محتاج رصد, والفنان يترك الدنيا وناقصه ادوار كثيرة.. يبقي ايه لازمة الغرور هنا.. الفنان عايز يمسك الشمس ومستحيل يمسكها... والفنان ممكن يترك الدنيا وسايب ادوار كثيرة جدا...فاذن الغرور هنا علي ايه... لماذا الغرور
واضاف :"الفنان يقعد طول حياته يلهث ويجري وراء الشخصيات ووراء الحياة لغاية لما يموت.. ويموت وهو بيحلم بشخصيات جديدة يضحك.. لماذا الغرور؟.. ومن يصيبهم الغرور عليهم ان يقعدوا في بيوتهم.. لان الغرور نوع من انواع القتل والموت للفنان.. فالغرور يجعل الانسان ذاتي قوي, وغرقان في نفسه.. طيب كيف سيقدم الفن.. الفنان لازم يكون بره نفسه قوي علشان يلتقط الاشياء من الحياة ويقدر يبثها طول الوقت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.