قال ينس شتولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي( ناتو)، الخميس، إن الحلف يعزز قدراته للرد على التهديدات المحتملة من روسيا وذلك في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء الدفاع للموافقة على انشاء مراكز جديدة للقيادة في ست دول شرقية و تحسين اداء قوة للرد السريع. وقال شتولتنبرج أمام 28 وزيرا في محادثاتهم في بروكسل :" هذا هو أكبر تعزيز جماعي لدفاعاتنا منذ نهاية الحرب الباردة ". وكان قادة الناتو قد اتفقوا في أعقاب انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا وتصرفات الاخيرة في شرق أوكرانيا العام الماضي، على التدابير الجديدة في اجتماعهم بقمة ويلز في شهر أيلول/سبتمبر الماضي وذلك لطمأنة الحلفاء وردع المعتدين المحتملين. وقال شتولتنبرج إنه سيتم تعزيز قوة الرد الموجودة حاليا بالحلف بنحو 30 ألف جندي، مضيفا أن هذا سيشمل "قوة رأس الحربة" البالغ قوامها خمسة الاف جندي سيكون بعضهم قادرا على الرد على أي أزمة تنشأ "بعد أيام قليلة" من اندلاعها. ويوجد لدى الحلف في الوقت الحاضر، نحو 13 ألف جندي على أعلى مستوى من التجهيز بيد أن عملية تجميعهم ستستغرق وقتا أطول مما يعتبر ضروريا بالنظر لمستوى التهديد الحالي. وأضاف شتولتنبرج إن الاجراءات الجديدة تأتي "ردا على الأعمال العدوانية التي شهدناها من روسيا، والتي انتهكت القانون الدولي وضمت شبه جزيرة القرم". ومن المقرر أن يعلن وزراء الحلف اليوم الخميس عن حجم وتكوين قوة رأس الحربة، حيث من المتوقع أن تتعهد العديد من الدول بالاسهام بقوات في تلك المبادرة. وقالت وزيرة الدفاع الالمانية أورزولا فون دير لاين :" قرارات اليوم لا تهدف فقط لجعل الناتو أسرع وأكثر مرونة وأكثر حزما في ردود فعله فحسب ولكنها مهمة كذلك لعزيمة وارادة الناتو". يشار إلى أن ألمانيا والنرويج وهولندا شاركت في تشكيل نسخة مؤقتة من قوة رأس الحربة هذا العام، مع إعلان برلين اليوم الخميس انها ستساهم ب 2700 جندي في قوة رأس الحربة البالغ قوامها 6200 جندي. ويهدف حلف الناتو إلى أن تكون قوة رأس الحربة جاهزة للعمل النهائي بحلول عام 2016. وسيواصل الحلفاء تحركهم لاقامة ست مراكز إقليمية للقيادة والتحكم في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا. يشار إلى أن الفيلق الألماني الهولندي يشارك بالفعل بنحو 700 جندي في المهمة في حين تشارك الكتيبة 371 من مدينة مارينبرج بنحو ألف جندي. وقرر الناتو المشاركة بمهمة رأس الحربة على خلفية الأزمة الأوكرانية وذلك على سبيل الردع لروسيا بالدرجة الأولى. ومن المنتظر البدء في نشر قوات هذه المهمة خلال بضعة أيام في دول البلطيق على سبيل المثال حيث تشعر دول مثل لاتفيا واستونيا وليتوانيا بالتهديد من قبل جارتها روسيا.