مدرب شاب في العقد الثالث من عمره ينجح في الصعود بفريق ''حرس الحدود'' للدوري العام بعد غياب 39 عامًا بدوري المظاليم، حينها تقرر إدارة النادي استمراره بالجهاز الفني للفريق ولكن ليس كمديرًا فنيا بل كمدربًا عامًا للفريق مع حلمي طولان. تتوالى الأحداث على الفريق السكندري، حتى يأتي موسم 2005/2006 ليتولى مسؤولية الفريق كمديرًا فنيًا ويهزم وصيف الدوري وبطله في الأعوام السابقة الزمالك بخماسية نظيفة. يتردد بعدها اسم ''العشري'' في الأوساط الرياضية مع فريقه، الأمر الذي شكل تحديًا أمامه وأصبح بعدها بمثابة حجر الأساس لمدرب مصري من الطراز الرفيع، تتداول بين حين وآخر أنباء عن توليه تدريب المنتخب الوطني بعد تراجع نتائجه مع رحيل حسن شحاته، ولكن يرفض اتحاد الكرة ويستقدم آخر أجنبي، الأمر الذي يرفضه بقوله نصًا في أحد حواراته الصحفية: ''المدرب المصري هو الأجدر على انتشال الفريق من الانهيار الذي شهده في السنوات الأخيرة''. طارق العشري، ابن مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وُلد في شهر نوفمبر بعام 1970، تمرد على طريقة اللعب السائدة بالدوريات العربية خاصة المصري 3/5/2 ليقرر اللعب ب 4/4/2، وعنها يقول في أحد حواراته التلفزيونية: ''قررت اللعب بهذه الطريقة بمباراة بتروجيت عام 2006، وكان فريقي متخلفًا في الشوط الأول، صليت المغرب بين شوطي المباراة، وقلت للاعبين هل يمكنكم اللعب بطريقة (442)، فاستغرب الطاقم المساعد لي في الحرس واللاعبين، وشرحت لهم على السبورة كيفية اللعب بالطريقة في عشر دقائق''. حقق ''العشري'' إنجازات في النتائج والبطولات المحلية والقارية مع الحدود، فكانت بدايته الحقيقية في موسم 2007-2008، عندما احتل فريقه المركز الخامس ببطولة الدوري، ثم بطولتي كأس مصر لعامين متتالين 2008 و2009، بعد فوزه على فريقه الحالي إنبي برباعية مقابل هدف بضربات الترجيح، وبخماسية مقابل أربعة أهداف على بطل الدوري حينها، بعد تعادله بهدف لآخر مع الأهلي بموسم 2009/2010، وبطولة كأس السوبر المصري عام 2009 على حساب الأهلي، لتتولد لدى جماهير الأحمر عقدة ''العشري'' بالمباريات الهامة. بالرغم من تغلبه في أكثر من مناسبة على الساحر البرتغالي مانويل جوزيه، إلا إن البعض يرى أن مدرب حرس الحدود حينها يرتدي زي البرتغالي في اللعب، وهنا يوضح العشري: ''لا أرتدي عباءة أحد، قضيت بالنادي الأهلي 15 يومًا اكتسبت خلالها خبرة من المدرب البرتغالي''. ليرحل المدرب الشاب بعد 10 سنوات قضاها مع الحدود إلى أنبي، وينجح في تحقيق نتائج جيدة مع الفريق البترولي الذي تراجعت حينها نتائجه ويحتل معه المركز الثاني بالمجموعة الأولى بمسابقة الدوري الممتاز بعد منافسة شرسة مع الحصان الأسود حينها سموحة، ليتأهل إلى الدورة الرباعية مع الأهلي والزمالك. توقفت المسابقة حينها للأحداث السياسية فيغادر إلى ليبيا كمدير فني لفريق أهلي بني غازي، وحقق معه نتائج جيدة فيخرج الممثل المصري حينها الأهلي من البطولة ويتأهل الفريق الليبي لأول مرة في تاريخه لدوري المجموعات ببطولة أبطال أفريقيا. ويعود ''العشري'' مرة أخرى إلى الدوري المصري ويتولى قيادة الفريق البترولي إلى تحقيق نتائج جيدة واحتلال وصافة الدوري، آخرها فوزه اليوم على الأهلي بالأسبوع 19 بهدف نظيف، يُزيد به جراح المارد الأحمر، ويرفع رصيده ل41 بالمركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن الزمالك متصدر الدوري الذي سيواجهه الأحد المقبل.
