انتظر الكثيرون من سكان دول مجلس التعاون الخليجي بل وعشاق الساحرة المستديرة بشكل عام انطلاق العرس الكروي الخليجي الذي تستضيفه أرض الحرمين في الفترة من 13 من نوفمبر الجاري وحتى 26 من ذات الشهر، ذلك أملا في جرعة كروية دسمة تفوح روائحها فقط كل عامين. وبالفعل بدأت البطولة بسلام وكانت أولى المواجهات لقاء الافتتاح بين المضيف الأخضر السعودي ونظيره العنابي القطري وهي المباراة التي اندرجت ضمن جدول مباريات المجموعة الأولى وانتهت بالتعادل دون أهداف، ومن بعد الأخضر والعنابي حذا اليمني والبحريني حذوهما وانتهت مبارتهما الأولى بالتعادل.
بعد انقضاء اليوم الأول من البطولة بدأت الجماهير العاشقة الارتياب في المستوى الفني الذي تقدمه المنتخبات المشاركة بالبطولة حيث كان اليوم حالياً من الدسم الكروي ومرت المباراتين مرور الكرام على المشاهد سواء المتواجد بالمدرجات أو القابع خلف تلفازه متنياً ولو هدف لصالح منتخب بلاده.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني الذي كان مقدراً فيه أن يواجه المنتخب الأبيض الإماراتي حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة نظيره العماني. والمفارقة أن الإمارات وعمان لم يستطيعا تغيير وجه البطولة المتعادل بعد نهاية ثلاث مباريات منه، أما المنتخب الكويتي فقدر له أن يكون أول الفرق التي تغير من حال التعادلات المزمن الذي أصاب عظام البطولة، ففي الدقيقة الحادية والتسعون من مباراة الأزرق أمام أسود الرافدين سجل فهد العنزي هدفاً قاتلاً اقتنص به لبلاده أول ثلاث نقاطب بالبطولة.
ومن بعد فوز الكويت عاد مرض التعادلات ينخر عظام البطولة من جديد حيث فشل المنتخب القطري في الفوز على نظيره اليمني في مباراة توقع الكثير من متابعيها إحراز العنابي نقاطها الثلاث بكل أريحىة إلا أن اليمن السعيد أبى أن يحزن جماهيره العاشقة ليحقق ثاني نقطة في البطولة من تعادلين متتاليين.
وانتفض المنتخب صاحب الأرض والضيافة معلناً عن ذاته أمام الشقيق الأصغر المنتخب البحريني في المباراة الثانية في البطولة بثلاثية نظيفة كان أبطالها دفاع المنتخب الضيف، حيث سجل هدفين من ثلاثية الأخضر لاعبين من منتخب البحرين الأول عبدالله خالد الهزاع والثاني محمد حسين محمد فيما أحرز النجم ناصر الشمراني الهدف المسجل باسم السعودية في المباراة.
ومن بعد فوز الأخضر عادت آفة التعادلات من جديد تضرب بقوة ففي المجموعة الثانية لم يستطع أي من المنتخبات الأربع أن يحقق الفوز في اللقاء الثاني بالبطولة، ففي المباراة التي جمعت الإماراتبالكويت تعادل المنتخبين إيجابياً بهدفين لمثلهما، ثم تعادل من بعدهما منتخب العراق ونظيره العماني بهدف لكل منهما. ليتأجل حسم المتأهل للدور نصف النهائي بالبطولة إلى الجولة الثالثة بالدور الأول.
وبالرغم من التكهنات التي كانت تتنبأ ببطولة قوية لا مثيل لها نظراً لسخاء الاتحادات الأهلية في تجهيز منتخباتها وعدم توفير أي جهد أو أموال للظهور بشكل مشرف في البطولة، إلا أن كل ذلك لم يحدث حتى اللحظة الآنية باستثناء بعض الحالات الفردية داخل بعض المباريات ولكن في المجمل البطولة لم ترتقي أن تكون منافسة شرفية.