لا تعد ظاهرة إقبال النجوم على تقديم الإعلانات التجارية ظاهرة حديثة، حيث ظهرت منذ سنوات طويلة وشارك فيها نجوم زمن الفن الجميل الذين شاركوا في تقديم الدعاية والإعلان للعديد من السلع التجارية، وهي الإعلانات التي ظهرت على صفحات الجرائد والمجلات حيث لم يكن تم إنشاء التليفزيون بعد. صابون وسجائر قدم كبار الفنانين في مصر الإعلانات وفي مقدمتهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والتي ظهرت على صفحات الجرائد وهي تعدد أسباب استخدامها لصابون ''نابلسي فاروق''، وكتب الإعلان على لسانها ''استعملوا نابلسي فاروق لأنه: مصري يحمل أكرم الأسماء، نقي يُصنع من زيت الزيتون 100%، نزيه يكتفي بالربح القليل –وكان سعره 8 قروش- وجيد يبقى في الاستعمال مدة طويلة''، كما قدمت أم كلثوم في بداية حياتها إعلان عن ''رائحة صفية زغلول'' وكُتب في الإعلان ''زعيمة مطربات الشرق تبدي إعجابها بزعيمة الروائح العطرية''. وسعت شركات السجائر والمياه الغازية والعطور إلى الاستفادة من شهرة فنانين وفنانات في الترويج لمنتجاتها، فاستعانت ''بومبيا'' بكل من تحية كاريوكا وسميرة أحمد وشادية للترويج لمنتجاتها (لوسيون- بودرة- روائح)، كما استعانت شركة ''أطلس'' بكل من سميحة أيوب، هدى سلطان، فاتن حمامة، محمود ذو الفقار للترويج لسجائرها ''كوتاريللي''، وقدم كبار نجوم زمن الفن الجميل إعلانات لإحدى شركات المياه الغازية والتي مازالت موجودة حتى الآن ومن بين هؤلاء إسماعيل ياسين، محمد فوزي ومديحة يسري، مريم فخر الدين، برلنتي عبد الحميد، لولا صدقي، وقدمت هند رستم إعلان لمستحضر ''زيت الأناضول''. إعلانات التليفزيون ومع ظهور التليفزيون ونمو حركة الإعلانات، لجأ المعلنون للوجوه الشابة والأطفال للإعلان عن منتجاتهم، إلى أن عاد المعلنون مرة أخرى للاستعانة بشهرة النجوم، وهو ما دفع كثيرون للتساؤل حول أسباب إقبال الفنانين على تقديم الإعلانات، ففي حين رفض البعض هذه الفكرة معتقدين أنها لا تضيف لهم بل تأخذ من رصيدهم الفني، رأى آخرون أن الإعلانات قطعة فنية وجزء من المهنة التي يؤدونها كممثلين. وتعد مشاركة الفنان الكوميدي الراحل حسن عابدين في تقديم حملة إعلانية لشركة مياه غازية معروفة، هي أشهر الإعلانات القديمة، التي لجأ فيها الإعلان التليفزيوني لفنان محبوب يتمتع بشهرة واسعة. انتقادات وفي الفترة الأخيرة شارك كل من شريف منير، أحمد حلمي، أحمد عز، هاني رمزي، أشرف عبد الباقي، سمير غانم، إدوارد، منة شلبي، أحمد السقا، كريم عبد العزيز، دنيا سمير غانم، هشام عباس، في تقديم الإعلانات، وعاب الكثير من الجمهور على بعض الفنانين مشاركتهم في إعلانات تجارية لا تتناسب وتاريخهم الفني، وكان من أبرز الانتقادات ما وجهه الجمهور للفنان الكوميدي هاني رمزي بعد مشاركته في حملة إعلانية لإحدى ماركات الملابس الداخلية. ومنذ أكثر من عامين وجه البعض انتقادات للفنانة الشابة دنيا سمير غانم بعدما شاركت في حملة إعلانية لشركة مياه غازية شهيرة، وقدمت من خلال الإعلانات مجموعة من الاستعراضات الراقصة، وعُرضت الإعلانات في شهر رمضان ما جعل البعض ينتقدها لأنها لا تناسب طبيعة الشهر الكريم. وأصبحت الكثير من الفنانات وجوه إعلانية للعديد من شركات مستحضرات التنظيف والتجميل وكذلك لماركات مجوهرات، ومن بينهن منة شلبي، منى زكي، نانسي عجرم، هند صبري، رجاء الجداوي، غادة عادل، وعبلة كامل. هدف تجاري وعن رأي النقاد في مشاركة الفنانين في الإعلانات منذ القدم وحتى الآن، قال الناقد الفني نادر عدلي لمصراوي '' قديما، أعتقد أن النجوم لجأوا للإعلانات كنوع من الترويج لهم وليس من أجل المال، حيث كانت تُنشر الإعلانات في الأغلب في المجلات ويصبح النجم غلاف للمجلة فكان الدافع مختلف''. وأضاف عدلي: ''أما الآن فالوضع مختلف فموافقة النجم على تقديم الإعلان تتوقف على المبلغ الذي سيتقاضاه، ولم يعد الهدف الحقيقي الترويج للسلعة وانما الحصول على مبلغ مالي كبير، دون أن يكون مؤمنا بالمنتج الذي يُعلن عنه أو لأنها سلعة وطنية مثلا، فإعلانات اليوم هدفها تجاري 100%''. وأشار عدلي إلى مشاركة النجم العالمي عمر الشريف وتقديمه لإعلانات ''برفان''، موضحا أن هذا المنتج يتناسب ونجومية الشريف، متابعا ''هذه إعلانات مباشرة لها علاقة بالنجومية، وهي إعلانات يُقبل عليها كبار النجوم العالميين، وهو ما لا يمكن أن يُقاس على إعلانات البطاطس والأدوات المنزلية التي قدمها كل من أحمد عز وأحمد حلمي''. واختتم عدلي حديثه لمصراوي لافتا إلى أن بعض الإعلانات تنتقص من رصيد الفنان التي يقدمها، ولا تمثل له إضافة، وتعد استثمار لنجوميتهم، وتكرارها يحمل تأثير سلبي على الفنان، واصفا الإعلان الذي قدمه الفنان هاني رمزي مؤخرا ''بالسخيف'' ولا يتفق مع مكانة نجم كوميدي محبوب، رافضا ما قيل وقتها بأن هناك أشخاص ضد الفنان هاني رمزي هم من يحاولون الترويج بشكل سلبي للإعلان
