طوابير طويلة أمام محلات أسماك الفسيخ والرنجة تؤكد تمسك المصريون بالعادات والتقاليد الخاصة بعيد ''شم النسيم''، وترتفع أسعارها في هذا الموسم من أعياد الربيع مقارنه بأي وقت أخر . في البداية انطلقت روائح الفسيخ والرنجة والسردين المعروفة من أمام أحد المحلات الذي اصطفت أمامه طوابير طويلة من أجل الشراء، وعلى الرغم من طول الطابور أمام المحل إلا أن الزبائن أصرت على الانتظار، حيث تعتبر الأسماك المدخنة أحد علامات الاحتفال بهذا العيد. وعلل صاحب المحل إقبال الزبائن على الشراء ''الكل زهق من السياسة وعاوز يفرح''، مضيفًا أن الأسعار لا تختلف كثيرًا عن العام الماضي، شارحًا ''سعر الفسيخ 90 جنيهًا، والرنجة 30 جنيه، والسردين 32 جنيهًا. ويرى زبائن الفسيخ أنه ''مزاج'' عند المصريين، ''وهذا هو الطبيعي ومش مهم الفلوس''، ويُكمل محمد رجب ''إن لو الفسيخ ب 200 جنيه هنشحت ونجيبه''، بينما رفض محمود سعيد ما وصفه ب''استغلال التجار''، وقال ''خلينا في الرنجة والسردين سعرهم حنين ''. ويقارن محروس صاحب محل سوبر ماركت بمدينة نصر، بين أسعار الموسم الماضي والأسعار الحالية، قائلًا ''إن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي فكيلو الرنجة كان ثمنه 18 جنيه وصل إلى 25 و30 جنيه''. ويختلف الأمر قليلًا أمام مصنع الرنجة بمنشية ناصر، حيث توجد العديد من الأنواع التي تختلف أسعارها طبقا لكل نوع، فصندوق الرنجة الذي يصل إلى 5 كيلو يبلغ ثمنه من 60 جنيه وحتي 90 جنيه، ووقف بعض التجار بسيارتهم النصف نقل يشترون منذ الصباح قبل أن يأتي موعد الغذاء كما قال احد البائعين ''عشان يسترزقوا منه النهارده ''. وعلل أحدهم أمام مصنع الرنجة ويدعى عمرو حسين سبب الغلاء هذا الموسم، قائلًا ''إن البائعين يأتون إلي المصنع لكي يشتروا بسعر الجملة لأن أسعارنا حنينة وكل تاجر بيبيع بمزاجه بعد كدة وده سبب الغلاء الموسم ده''، في حين وقف احد الشباب الذي يعمل في سوق العباسية ليشتري 10 صناديق وقال ''ده موسم واحنا عاوزين ناكل عيش مش اكتر ''. ووقفت عربات البصل والليمون بجوار محلات الفسخاني والسوبر ماركت، وعلق أحد البائعين مازحًا ''موسم الرنجة يحب البصل''، وسط تعالى لنداءات الباعة ''ايوة البصل واللمون''، ووصفت إحدى الزبائن ''الليمون والبصل'' بأنهم لا غنى عنهم في أكل الرنجة والفسيخ، واتفق معها محمود عوض ''الأكل ملهوش طعم من غيرهم'' .
