في صفعة قوية وجهوها إلى حزب الديمقراطيين الأحرار وزعيمه نِك كليج، رفض الناخبون البريطانيون الجمعة، وبأغلبية ساحقة، تغيير نظام الاقتراع المعمول به حاليا لانتخاب ممثليهم في مجلس العموم (البرلمان) والانتقال إلى نظام انتخابي بديل. فعلى الرغم من أن النتائج الرسمية للاستفتاء الشعبي الذي جرى الجمعة على مشروع نظام انتخابي بديل لن تُعلن قبل الانتهاء من فرز الأصوات بشكل كامل، فقد تحقق لرافضي النظام المُقترح النسبة المطلوبة من الأصوات، والتي تعني خسارة حملة مؤيدي للمشروع مهما كانت النتيجة النهائية. فقد تبين أن 9873000 مقترع ممن تم فرز أصواتهم قد صوتوا ب لا للنظام الانتخابي البديل المقترح، وهذه هي عتبة ال 50 بالمائة التي لم يعد معها لحملة المناصرين للمشروع تحقيق أي نتيجة لصالحهم، رغم أن عملية فرز الأصوات قد تستمر لفترة طويلة. وتوقع المراقبون بأن تصل النسبة النهائية لعدد المقترعين الذين سيصوتون ب لا على المشروع إلى 69 بالمائة من نسبة الناخبين. وكان القائمون على تنظيم الاقتراع المذكور قد أعلنوا أن 19.1 مليون مقترع قد صوتوا في ثاني استفتاء تشهده بريطانيا في تاريخها ويشمل كافة أراضي المملكة، وهذه النسبة أعلى من نسبة ال 41 بالمائة التي كان من المتوقع أن يبلغها الإقبال على الاستفتاء. وكان الناخبون البريطانيون قد أدلوا الجمعة بأصواتهم في الاستفتاء العام على تغيير نظام الانتخابات، والذي كان بندا أساسيا في وثيقة الائتلاف الحالي بين حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار. وتعني هزيمة مشروع نظام الاقتراع البديل أن الناخبين البريطانيين سوف يواصلون اختيار نوابهم وفقا لنظام التصويت المعمول به حاليا. وقد صوَّت الناخبون في استفتاء الجمعة على الانتقال إلى نظامٍ يخولهم ترقيم خانات المرشحين الذين يرغبون بالتصويت لهم بحسب الأفضلية، وذلك بوضع إشارة نعم أمام النظام الانتخابي البديل المقترح، أو على الإبقاء على نظام الاقتراع الحالي، وذلك بوضع علامة لا للنظام البديل المقترح. ووفقا للنظام المعمول به حاليا، يقوم الناخب باختيار مرشّح واحد، وعندما يتمّ فرز الأصوات يفوز بالمقعد النيابي المرشّح الذي ينال أكثرية الأصوات بين المتنافسين، شريطة أن تزيد هذه الأكثرية على نسبة الخمسين في المائة من مجموع الأصوات الصالحة. أما نظام التصويت البديل، فيتيح للناخبين تصنيف اختياراتهم كما يرون، إذ من حقهم أن يختاروا أكثر من مرشح على النحو التالي: في حال فضَّل الناخب المرشح أ ، مثلا، يمنحه الرقم واحد، ثم الرقم اثنان لاختياره الثاني وهكذا دواليك. فإذا تبيّن أنه ليس بين المرشحين من تجاوز نسبة الخمسين في المئة من الأصوات، يُعاد توزيع أصوات من يكون قد نال النسبة الأقل من الأصوات، لتعاد الكرّة حتى يجتاز أحد المتنافسين عتبة الخمسين في المئة المطلوبة لتحقيق الفوز. وكان حزب الديمقراطيين الأحرار قد مُني بهزيمة نكراء في الانتخابات المحلية التي شهدتها إنجلترا الجمعة. وبصورة عامة، فقد تراجعت حظوظ الحزب بتحقيق أي تقدم، ناهيك عن تحقيق مرشحي الأحزاب الأخرى المنافسة انتصارات انتخابية على حساب مرشحيه في انتخابات برلمانين جديدين لكل من مقاطعتي ويلز وإيرلندا الشمالية، بالإضافة إلى انتخابات المجالس المحلية. ويقول كليج إنه يتعيَّن على حزب الديمقراطيين الأحرار أن يلعقوا جراح هزيمتهم ويواصلوا المسيرة. أمَّا الحزب القومي الاسكتلندي، فقد حقق فوزا تاريخيا في انتخابات البرلمان الاسكتلندي. فقد أظهر فرز معظم نتائج الانتخابات البرلمانية المحلية في اسكتلندا تقدما ملموسا للحزب ذي النزعة الاستقلالية، وذلك على حساب الأحزاب الأخرى، خصوصا الديمقراطيين الأحرار الشريك في الائتلاف الحكومي مع حزب المحافظين. وقد فاز الحزب الاسكتلندي بعدد كافٍ من المقاعد يضعه على الطريق التي توصله إلى إحراز أغلبية مطلقة في البرلمان الاسكتلندي المؤلف من 129 مقعدا.