بدأت بعد ظهر الاثنين امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي محاكمة نائب الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديموقراطية جان بيار بيمبا المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تتصل خصوصا بعمليات اغتصاب ارتكبتها ميليشياته في افريقيا الوسطى. وقالت القاضية البرازيلية سيلفيا ستاينر بعيد الساعة 14,30 (13,30 ت غ) "نبدأ الجلسة الاولى"، وذلك في حضور المتهم الذي جلس وراء مستشاريه وهو يرتدي بزة كحلية اللون وربطة عنق زرقاء. وخلال الجلسة يعرض الاتهام بعد ظهر الاثنين في كلمة مقتضبة ملخصا عن التهم الموجهة الى بيمبا (48 عاما) الذي يدفع ببراءته. ويتهم المعارض الكونغولي الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2006 في جمهورية الكونغو الديموقراطية، بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تتصل خصوصا بعمليات اغتصاب ونهب وقتل ارتكبتها ميليشيا حركة تحرير الكونغو التي يتزعمها في افريقيا الوسطى في العامين 2002 و2003. وكان حوالى 1500 رجل من حركة تحرير الكونغو توجهوا الى افريقيا الوسطى في تشرين الاول/اكتوبر 2002 بطلب من رئيس افريقيا الوسطى انج فيليكس باتاسي الذي تعرض لمحاولة انقلاب قام بها الجنرال فرنسوا بوزيزيه. وارتكب هؤلاء خلال خمسة اشهر حتى اذار/مارس 2003 بحسب الاتهام عمليات اغتصاب ونهب وقتل بحق كل من كان يبدي مقاومة. واكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في مؤتمر صحافي عقده صباح الاثنين في لاهاي "انها جرائم للاذلال والسيطرة". وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية بيمبا الذي اوقف في بروكسل في 2008 ويواجه عقوبة السجن المؤبد، بصفته "قائدا عسكريا" ويؤخذ عليه انه كان يعلم بان عناصره ارتكبوا جرائم ولم يتخذ كل التدابير لمنعهم من ارتكابها. وردا على سؤال وجهه احد الصحافيين لمعرفة لماذا بيمبا هو الشخص الوحيد الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية في هذا الملف، اجاب المدعي العام ان الجرائم التي ارتكبتها حركة تحرير الكونغو هي "الاكبر". واوضح المدعي "في البداية كنا نعتقد ان بيمبا وباتاسي هما المسؤولان الرئيسيان لكن الادلة اظهرت ان القوات التي ارتكبت الجرائم كانت تحت سيطرة بيمبا". وسمحت المحكمة الجنائية الدولية بمشاركة 759 ضحية في المحاكمة وستنظر ايضا في اكثر من 500 طلب اخر كما اعلنت كاتبة المحكمة الجنائية الدولية سيلفانا اربيا. واكدت باولينا ماسيدا مسؤولة مكتب الاستشارة العامة للضحايا "انها المرة الاولى في تاريخ القضاء الدولي التي يسمح فيها لمجموعة كبيرة كهذه بالمشاركة". ويمكن ان يحصل الضحايا الذين يمثلهم محاميان من افريقيا الوسطى تبعا لانتمائهم الجغرافي، على تعويضات امام المحكمة الجنائية الدولية التي تعد اول محكمة جنائية دولية تسمح بمشاركة ضحايا في الاجراءات. وفر جان بيار بيمبا من جمهورية الكونغو الديمقراطية في العام 2007، وتم توقيفه في 24 ايار/مايو 2008 في بروكسل بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي رفع اليها القضية فرنسوا بوزيزيه الذي يتولى الحكم في افريقيا الوسطى منذ 2003. وبيمبا قيد الاعتقال الموقت منذ توقيفه ولم تقر المحكمة الجنائية الدولية بعوزه. فقد جمدت امواله وممتلكاته بطلب من المحكمة التي تقدم المال الضروري لفريق الدفاع عنه بمعدل ثلاثين الفا و150 يورو شهريا. ومحاكمة بيمبا هي ثالث محاكمة امام المحكمة الجنائية الدولية التي بدأت عملها في 2002. والمحاكمتان الاوليان الجاريتان تتعلقان بثلاثة قادة ميليشيا في جمهورية الكونغو الديموقراطية.