نيودلهي (رويترز) - حين يصل الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الهند الشهر المقبل سيواجه تحديا رئيسيا الا وهو تعزيز العلاقات الدفاعية مع نيودلهي. وتشهد العلاقات تحسنا رغم وجود شكوك سياسية بشأن الانسياق وراء المصالح الامريكية. واساس هذه الزيارة الضغط للحصول على عقود بمليارات الدولارات لتحديث الجيش الهندي المزود بأسلحة معظمها روسية وترجع لحقبة الحرب الباردة حين كانت هناك شراكة بين البلدين. وتشمل طلبات الشراء صفقة قيمتها 11 مليار دولار لشراء 126 طائرة قد تعود بالفائدة على الشركتين الامريكيتين بوينج ولوكهيد مارتن. كما تتنافس على الصفقة شركات داسو الفرنسية وميج الروسية وساب السويدية ويوروفايتر تايفون. ولكن واشنطن تواجه سلسلة من العقبات من بينها مخاوف هندية من ان تتورط بشكل أوسع مع الجيش الامريكي نتيجة توقيع الهند على اتفاقيات دفاع ضرورية لابرام صفقات اسلحة امريكية. وسعى رئيس الوزراء مانموهان سينغ للتعاون مع واشنطن خلال السنوات الست الماضية التي امضاها في السلطة الا ان كثيرين في حزبه المؤتمر وحلفاءهم في البرلمان يترددون في تأييد الاتفاقيات التي تنتظر التوقيع منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام. وقال سيدهارت فاراداراجان محرر الشؤون الاستراتيجية في صحيفة هندو نيوزبيبر في دلهي "تزن الهند الامور لترى ما اذا كانت جميع هذه الاتفاقيات تهدف لاتاحة مجال اوسع للمناورة للقوات الامريكية في المنطقة." وأضاف "ثمة عدم تطابق لتوقعات (الطرفين )لهذه العلاقة. تريد الهند النظر لمبيعات الاسلحة كعلاقة تجارية بينما تسعى الولاياتالمتحدة لخصوصية في الشراكة" مشيرا لاي رغبة امريكية لجعل الجيش الامريكي عنصرا نشطا في التوسع الاستراتيجي في المنطقة. وذكر تقرير لمؤسسة كيه.بي.أم.جي ان الشكوك بشأن الاتفاقيات " عقبات" امام الحفاظ على زخم العلاقة. ولا يتمثل التحدي الذي يواجه اوباما في الفوز بعقود بل تحسين العلاقات لتصبح شراكة عسكرية طويلة الامد في منطقة تخوض فيها واشنطن حربا وتبحث عن سبل لاحتواء صعود نجم الصين. وتبرز الاتفاقيات الدفاعية التي تريد واشنطن توقيع الهند عليها بعض هذه التحديات. واحد هذه اتفاقيات اتفاق الدعم اللوجستي الذي يسمح للجيش الامريكي باستخدام منشات هندية لعمليات مثل اعادة التزود بالوقود. ويخشى الهنود ان تستخدم بلدهم كمنصة لشن عمليات عسكرية في المنطقة. وينبغي التوقيع ايضا على اتفاقين اخرين كما تقضى القوانين الامريكية المحلية بشأن نقل تكنولوجيا دفاع امريكية حساسة. وتخشى الهند ان يفرض على جيشها اطلاع الولاياتالمتحدة على معلومات سرية. وقال مسؤول بوزارة الدفاع لرويترز "تتطلب هذه الاتفاقيات مشاورات أوسع. سيكون لها تبعات متباينة." وبعد ان كانت كل من الولاياتالمتحدة والهند تنتمي لجبهة مختلفة ابان الحرب الباردة بدات العلاقات بينهما تشهد تحسنا قبل عقد تقريبا وجاء التحول النموذجي باتفاق نووي مدني في عام2008 سعى من خلاله الرئيس الامريكي انذاك جورج بوش لانهاء عزلة الهند النووية. ويظهر التوافق المتنامي في العلاقات الدفاعية بموافقة الهند على شراء معدات عسكرية امريكية بقيمة نحو عشرة مليارات دولار في صفقات ابرمت بين الحكومتين في العامين الاخيرين. واجرت الولاياتالمتحدة مناورات عسكرية مع الهند أكثر من اي دولة اخرى. وارتفع حجم التجارة بين الجانبين لما يقرب من 50 مليار دولار من خمسة مليارات دولار فقط في عام 1990. كما كان رئيس وزراء الهند أول ضيف رسمي تستقبله ادارة أوباما في العام الماضي. وتريد الهند تأكيدات من واشنطن بان تتعامل معها كشريك تجاري بشكل جدي والا تضخي بالمصالح الهندية فيما تسعى لدعم غريمتها باكستان في حربها ضد اسلاميين متشددين وفي اطار صفقات مع الصين. وربما يساعد ذلك في تفسير تردد الهند في التعامل بشكل وثيق مع الجيش الامريكي والمخاطرة بابعاد حليقتها القديمة روسيا وقوى اوروبية اخرى مثل بريطانيا وفرنسا تسعى لتعزيز العلاقات مع الهند بما في ذلك العلاقات العسكرية. وقال ايفان فايجنباوم خبير شؤون جنوب اسيا في مجلس العلاقات الخارجية ومقره واشنطن "ينبغي ان تتوصل الهند والولاياتالمتحدة لاسلوب يقود لتحول في علاقاتهما." وتابع "لا يتعلق بصفقات شراء وعقود فحسب بل ينبغي ان يعكس الطبيعة الجديدة للعلاقة." ويمكن ان تتعزز ثقة الهند اذا اعلن اوباما تأييده لحصول الهند على مقعد دائم في مجلس الامن وخففت أكثر القيود على الصادرات الامريكية من التكنولوجيا التي لها استخدامات تقليدية ونووية.