قتل ثمانية رجال في بلدة قدسيا، ضاحية دمشق، في غارات لطائرات حربية تابعة للنظام السوري واطلاق نار الاربعاء، في خرق لهدنة تم الاتفاق عليها منذ تشرين الاول/اكتوبر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني "استشهد ثمانية رجال من بلدة قدسيا بينهم سبعة جراء غارة للطائرات الحربية استهدفتهم على أطراف البلدة، بينما استشهد رجل آخر جراء إصابته برصاص قناص من القوات النظامية". واشار الى وجود ناشطين معارضين بين القتلى. وتوصلت مجموعات المعارضة المسلحة في قدسيا الى هدنة مع قوات النظام في تشرين الاول/اكتوبر اقام على اثرها الطرفان حواجز مشتركة في المنطقة. وقدسيا واحدة من مناطق عدة في ريف دمشق تم التوصل فيها الى ما سمي "مصالحات" بوساطات من شخصيات عامة واعيان، تم بموجبها رفع العلم السوري الرسمي فوق مؤسسات عامة في المناطق المعنية وتوقف القتال مقابل ادخال مؤن وطعام وتمكين الحالات الصعبة من جرحى ومرضى من الخروج. ويعتبر الخرق اليوم من اخطر الخروقات في المناطق التي تم التوصل فيها الى مثل هذه الاتفاقات. وقال الناشط محمد علي من قدسيا لوكالة فرانس برس عبر سكايب مستغربا "لا نعرف ما الذي جرى وما سيحصل بعد هذا. هناك غموض تام". وعبر عن قلقه من احتمال حصول مزيد من التصعيد، مشيرا الى ان الهدنة كانت دفعت الاف السوريين الهاربين من مناطق عدة الى اللجوء لقدسيا. وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت يظهر "لحظة قصف الطيران الحربي" لقدسيا، وتبدو فيه سحب الدخان الابيض والرمادي وهي تتصاعد من بين المنازل ، بينما يسمع هدير الطيران واصوات الانفجارات. ونفى مصدر عسكري سوري ردا على سؤال لفرانس برس حصول غارات في المنطقة. الى شمال قدسيا، سيطرت القوات النظامية السورية الاربعاء على بلدة راس العين المجاورة ليبرود بعد ايام من استكمال السيطرة على يبرود التي كانت تعتبر اكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان وحدات من الجيش "احكمت السيطرة" على بلدة رأس العين جنوب غرب مدينة يبرود في ريف دمشق. وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت الاحد في شكل كامل على يبرود. وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا من راس العين ظهرت فيه نساء يرقصن ويغنين. وذكر مصدر امني سوري الاثنين لفرانس برس ان "الهدف النهائي" للعمليات في القلمون "هو تأمين المنطقة الحدودية بشكل كامل واغلاق كل المعابر مع لبنان" التي يستخدمها المقاتلون كطرق امداد. واوضح ان هذه العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة الى الشمال الغربي منها، وقد لجأ اليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود. من جهة ثانية، شنت قوات النظام هجوما على بلدة الحصن التي توجد فيها قلعة الحصن الاثرية والواقعة في محافظة حمص وسط سوريا. وذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "الجيش دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها"، مشيرا الى ان هذه القوات "قامت بقصف محيط قلعة الحصن من اجل السيطرة على هذه القلعة". وقرية الحصن هي المعقل الوحيد المتبقي لمجموعات المعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي. في محافظة درعا (جنوب)، سيطر مقاتلون معارضون، بحسب المرصد، على سجن درعا المركزي (غرز) بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مستمرة منذ نحو شهرين، و"لا تزال الاشتباكات مستمرة في منطقة صوامع الحبوب المجاورة للسجن". في الشمال، نفذت الطائرات الحربية السورية غارات على احياء عدة في مدينة حلب ومناطق في ريفها. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد عن سيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على قرى تل غزال مجو وفريسة الشرابيين وفريسة صوفيان وفريسة دشو وتل المها والبوغا في ريف مدينة رأس العين (سريه كانيه) الحدودية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام. واشار الى مقتل عشرين عنصرا من جماعة "الدولة الاسلامية في العراق والشام".