الأقصر (مصر) (رويترز) - نجح مهرجان الأقصر للسينما الافريقية في دورته الثانية المنعقدة حاليا في فتح سوق للسينما الإفريقية للمرة الأولى تسمح بعرض الأفلام الإفريقية في قنوات تلفزيونية مصرية رسمية وخاصة واقترح تأسيس صندوق لدعم إنتاج الأفلام الإفريقية قيمته 100 ألف دولار. وأعلن سيد فؤاد رئيس المهرجان في مؤتمر صحفي يوم الخميس موافقة اتحاد الإذاعة والتلفزيون بمصر على شراء حقوق عرض أبرز 12 فيلما شاركت في الدورة الحالية للمهرجان بعد أن كان المجال "مغلقا تماما" أمام عرض الأفلام الإفريقية في قنوات التلفزيون المصري التي يشاهدها نحو 250 مليونا من الجمهور العربي على حد قوله. وأضاف "تم الاتفاق مع قنوات دريم (وهي مملوكة لرجل أعمال مصري) على شراء الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان الطويلة والقصيرة... وسيتم البدء في التنفيذ فور إعلان النتائج" في حفل ختام المهرجان مساء الأحد القادم. ويقام المهرجان سنويا في مدينة الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبيالقاهرة والتي تعد متحفا مفتوحا وتضم كثيرا من كنوز مصر الأثرية الفرعونية. وتنظم المهرجان مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وهي غير ربحية وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006. ويتنافس في الدورة الحالية للمهرجان الذي افتتح يوم الاثنين الماضي 17 فيلما روائيا طويلا أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية فيتنافس فيها 30 فيلما. وتوجد أيضا مسابقة لأفلام الرسوم المتحركة. واستحدث المهرجان جائزة (الشهيد الحسيني أبو ضيف لأفلام الحريات والثورات) وتشارك فيها سبعة أفلام عربية وأجنبية من النمسا وإيطاليا واليمن والمغرب وتونس ومصر. وأبو ضيف صحفي مصري قتل في ديسمبر كانون الأول وهو يؤدي عمله قرب القصر الجمهوري في القاهرة خلال اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس محمد مرسي في نوفمبر تشرين الثاني 2012. وقالت عزة الحسيني مديرة المهرجان في المؤتمر الصحفي إن المهرجان منذ دورته الأولى العام الماضي "كان نافذة أولى على السينما الإفريقية" وشهدت الدورة الحالية اجتماعا مع صناع السينما الإفريقية اتفق فيه على خطوات تنفيذية لتوزيع الفيلم الإفريقي بمصر وفتح نوافذ للفيلم المصري في إفريقيا. وأضافت أن مصر ابتعدت سنوات طويلة عن افريقيا التي يوجد فيها مخرجون بارزون حققوا حضورا مشهودا في السينما العالمية ونالت أفلاهم جوائز في مهرجانات كبرى "وبعضهم كان معنا العام الماضي والحالي" في إشارة إلى المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عضو لجنة التحكيم العام الماضي والمخرج الإثيوبي هايلي جريما الذي كرمه الهرجان العام الماضي ويشرف في الدورة الحالية على ورشة لصناعة السينما بمشاركة 30 متدربا إفريقيا. وتحفظت عزة الحسيني على مصطلح "السوق" واستبدلت به مصطلح "ملتقى اتصال" يستهدف الإنتاج الإفريقي المشترك وتوزيع الأفلام في دول القارة وخارجها وتشجيع شباب السينمائيين من خلال صندوق دعم إنتاج الأفلام الإفريقية الذي اقترح المهرجان تأسيسه بمبلغ 100 ألف دولار. وقالت إن الاتفاق على تأسيس صندوق الدعم و"ملتقى الاتصال" تم خلال اليومين الماضيين بعد مناقشات حضرها سينمائيون منهم مونيكا رورفيك مستشارة الأفلام المستقلة في جنوب إفريقيا والمخرجة الأمريكية شيري كيانا جريما والمخرجان الألمانيان كلاوس جوستون وأوليفر أكسيسليك وخبيرة التوزيع الألمانية كاتري برونر والمخرج تشافيني وا لورولي من جنوب افريقيا وانتشال التميمي مدير برنامج الأفلام العربي في مهرجان أبوظبي السينمائي والمخرج الليبي محمد مخلوف ومن مصر المنتج شريف مندور وكمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما. وأهدى المهرجان دورته الحالية إلى اسمي كل من التونسي الطاهر شريعة (1927-2010) مؤسس مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 1966 والمخرج المصري عاطف الطيب (1947-1995) الذي أخرج أفلاما بارزة منها (سواق الأتوبيس) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(الهروب) و(البريء).