دانت الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي بمن فيها الولاياتالمتحدة والصين الاربعاء قيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخ طويل المدى رغم الحظر المفروض عليها، محذرين من اتخاذ المزيد من الخطوات. وجاء في البيان الذي تلاه سفير المغرب في الاممالمتحدة رئيس المجلس لشهر كانون الاول/ديسمبر محمد لوليشكي ان "اعضاء مجلس الامن الدولي دانوا هذا الاطلاق الذي يعتبر انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الامن الدولي 1718 و1874". وكان المجلس حذر عقب اطلاق صاروخي فاشل في نيسان/ابريل من انه "سيتحرك" اذا ما قامت حكومة كوريا الشمالية باية محاولة اطلاق جديدة. واطلقت بيونغ يانغ صاروخها في وقت مبكر من الاربعاء وقالت انه حمل قمرا صناعيا الى الفضاء. وقال البيان الذي جاء عقب مشاورات طارئة ان "اعضاء المجلس يستذكرون انه في نيسان/ابريل 2012 طالبوا كوريا الشمالية بعدم اجراء اية عمليات اطلاق جديدة باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، واعربوا كذلك عن تصميم المجلس على التحرك بالشكل المناسب في حال قامت كوريا الشمالية باية عمليات اطلاق اخرى". واضاف البيان الذي تلاه لوليشكي للصحافيين ان "اعضاء مجلس الامن سيواصلون مشاوراتهم بشان الرد المناسب الذي يجب اتخاذه بشكل ينسجم مع مسؤولياته نظرا الى خطورة الامر". وكان المجلس بدأ اجتماعا طارئا الاربعاء في نيويورك بناء على طلب من الولاياتالمتحدةواليابان لبحث اطلاق كوريا الشمالية صاروخا الى الفضاء اثار حملة من الادانات الدولية. واطلقت بيونغ يانغ الاربعاء صاروخا الى الفضاء محققة بذلك "اختراقا" تكنولوجيا قبل ايام من احتفال زعيمها الجديد بالذكرى الاولى لتوليه زعامة البلاد. واثار اطلاق الصاروخ غضب الولاياتالمتحدة وحلفائها، وحتى الصين اعربت عن "اسفها" لاطلاق الصاروخ بناجح لفيما دعت جميع الاطراف الى تجنب "اشعال الوضع". وقال السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك ليال اثناء توجهه الى اجتماع المجلس ان على العالم "التحرك بسرعة وبقوة بشان هذا العمل الاستفزازي". وكان مجلس الامن فرض مجموعة من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب اطلاقها صواريخ بالستية وبرامجها النووية، الا ان ذلك لم يردعها. وتواجه كوريا الشمالية امكان تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها، الا ان الصين هددت بشكل واضح بانها ستلجأ الى حق الفيتو في مجلس الامن الدولي للحد من نطاق تلك العقوبات. وكانت مذيعة أعلنت على التلفزيون الرسمي وهي ترتدي الزي الكوري التقليدي ان "اطلاق النسخة الثانية من قمرنا الاصطناعي كوانغ ميونغ سون 3 من مركز سوهاي الفضائي ... قد تمت بنجاح، ووضع القمر الاصطناعي في المدار كما كان مقررا". واشادت وكالة الانباء الكورية الشمالية ب"الاختراق" التكنولوجي والاقتصادي للبلاد والذي تم لاهداف "سلمية". واكدت قيادة الدفاع الجوي لشمال اميركا ان كوريا الشمالية نجحت على ما يبدو في وضع "جسم" في المدار اثر اطلاق "صاروخ". وهذا النجاح يعتبر سابقة لكوريا الشمالية التي تزعم انها تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ القارة الاميركية، الا ان محاولات الاطلاق الثلاث الاولى انتهت بالفشل. وفي رد فعل اول، نددت الولاياتالمتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية بعملية الاطلاق معتبرا انها "استفزاز شديد". وطالبت الولاياتالمتحدة الاربعاء باتخاذ اجراءات ضد كوريا الشمالية بسبب اطلاقها صاروخا طويل المدى فيما اكدت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس ان المحادثات ستبدأ فورا حول اتخاذ تحرك دولي. وقالت رايس ان تصرفات كوريا الشمالية "تلقي باكثر من الشك" على التزام كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات السداسية حول ترسانتها النووية. وصرح المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور في بيان "انه استفزاز شديد يهدد الامن الاقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الامن الدولي 1718 و1874 .. ويقوض نظام منع انتشار الاسلحة النووية". من جهته، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه للسلام والاستقرار في المنطقة" بعد العملية التي اعتبرها "انتهاكا فاضحا" لقرارات الاممالمتحدة. وبعد ان نددت الصين ضمنا الاربعاء باطلاق الصاروخ، اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "عن الاسف لاطلاق كوريا الشمالية الصاروخ وذلك على الرغم من المخاوف الكبيرة للاسرة الدولية". ودعت الصين حليفتها كوريا الشمالية الى "احترام قرارات" الاممالمتحدة. الا ان وكالة انباء الصين الجديدة استنكرت بشدة "الخطوات والتصريحات الحربية" الصادرة من جهات عدة، ودافعت عن حق بيونغ يانغ في اكتشاف الفضاء. في المقابل، نددت اليابان بالعمل "الذي لا يمكن السكوت عنه" بينما استنكرت كوريا الجنوبية "بشدة" عملية الاطلاق منددة ب"استفزازات" الشمال. كما استنكرت بريطانيا الاطلاق "بشدة"، واعرب وزير الخارجية وليام هيغ عن "الاسف لان كوريا الشمالية فضلت اعطاء الاولوية لعملية الاطلاق وليس لتحسين ظروف حياة المواطنين". واعربت روسيا عن "اسفها الشديد" لعملية الاطلاق التي "لن تساهم في تعزيز الاستقرار وسيكون لها تاثير سلبي" على الوضع في المنطقة. كما ندد الحلف الاطلسي "بشدة" باطلاق الصاروخ الذي اعتبره الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في بيان "انتهاكا مباشرا للقرارين 1718 و1874 ... ومن شانه تصعيد التوتر في المنطقة وزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ولوح الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان ان "الاتحاد الاوروبي سينظر في رد مناسب، بالتشاور مع شركائه الاساسيين مع الالتزام بمشاورات مجلس الامن الدولي خصوصا لجهة فرض عقوبات جديدة اضافية". اما الهند فاعربت عن "قلقها" من اطلاق الصاروخ "الذي يؤثر على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". من ناحيتها هنأت ايران كوريا الشمالية بنجاح عملية الاطلاق. وقال مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الجنرال مسعود جزائري لوكالة انباء فارس ان ايران "تهنىء شعب وحكومة" كوريا الشمالية على "عملية اطلاق ناجحة لصاروخ ينقل قمرا اصطناعيا". واضاف "تظهر الخبرة انه من خلال المقاومة يمكن للدول المستقلة ان تتجه بسرعة الى الاستقلال التكنولوجي. والدول المهيمنة مثل الولاياتالمتحدة عاجزة عن وقف تقدم هذه البلدان". وفي مواجهة الادانات اكدت كوريا الشمالية مجددا الاربعاء "حقها الشرعي" في اطلاق صواريخ لاغراض مدنية وقالت انها ستواصل برنامجها الفضائي على الرغم من عقوبات مجلس الامن الدولي الذي تعترض على سلطته في هذا المجال. وشددت وكالة الانباء الكورية الشمالية الناطقة باسم بيونغ يانغ على الطابع "السلمي" للبرنامج الفضائي الكوري الشمالي الذي يندرج في اطار خطة عامة "للبناء الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة السكان". وانتقد "القوى المعادية" لبيونغ يانغ التي تعارض "حق استخدام الفضاء لغايات سلمية (...) الذي يعترف به القانون الدولي ويعكس رغبة الاسرة الدولية بالاجماع". وتابع "لذلك هذه المسألة ليست من المجالات التي يمكن لمجلس الامن الدولي ان يقول بشأنها اي شىء". واطلق الصاروخ عند الساعة 09,49 (00,49 ت غ) من مركز سوهاي (شمال غرب كوريا الشمالية)، بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية. وكانت كوريا الشمالية اعلنت ان موعد الاطلاق سيتم بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر، ليتزامن على الارجح مع الذكرى السنوية الاولى لوفاة كيم جونغ ايل في 17 كانون الاول/ديسمبر 2011. وبعد مشاكل فنية واحوال جوية غير مؤاتية، عادت بيونغ يانغ ومددت المهلة حتى 29 كانون الاول/ديسمبر. وكانت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية اعلنت الثلاثاء ان صاروخ الاطلاق ازيل من المنصة.