أثار إعلان كوريا الشمالية يوم الجمعة عن خطط لإطلاق قمر اصطناعي للمراقبة في أبريل موجة من الإدانات من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابانوالأممالمتحدة بسبب المخاوف من إمكانية استخدام عملية الإطلاق لاختبار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن واشنطن تشعر الآن "بقلق عميق" إزاء اتفاق وقع في 29 فبراير ووافقت بموجبه كوريا الشمالية على وقف برامجها النووية وبرامج الصواريخ طويلة المدى والخضوع لعمليات تفتيش نووية دولية في مقابل 240 ألف طن متري من المساعدات الغذائية من الولاياتالمتحدة. وتابعت نولاند يوم الجمعة "أوضحنا بشكل قاطع أننا نعتبر أن أي إطلاق لأقمار اصطناعية سيشكل انتهاكا للاتفاق" مع بيونغ يانغ. ومن المقرر إطلاق القمر الاصطناعي (كوانجميونجسون -3) الذي يحمله الصاروخ (أونها -3) خلال الفترة من 12 - 16 أبريل في الذكرى المئوية لميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج في 15 إبريل المقبل. وقالت نولاند إن اطلاق الصاروخ سيكون عملا "استفزازيا للغاية" وسيشكل انتهاكا لقراري الأممالمتحدة ومجلس الأمن 1718 و1874 اللذين يمنعان اي إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وكان اتفاق 29فبراير قد عزز الآمال بشأن إمكانية استئناف المحادثات السداسية التي تضم كل من الكوريتين والولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان والمتوقفة منذ أواخر عام 2008 بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي وبرامج الصواريخ الباليستية. وأكدت نولاند أن المسئولين الأمريكيين تشاوروا يوم الجمعة مع أطراف أخرى مضيفة أن الجميع "شعروا بدهشة شديدة" من إعلان كوريا الشمالية بشأن إطلاق القمر الاصطناعي. وتابعت: "الآن، الأمر المهم بالنسبة لكل الدول المشاركة في المحادثات السداسية هو أن توضح أنه ليس هذا هو الطريق للمضي قدما إذا أراد (الكوريون الشماليون) العمل معنا". وأضافت نولاند إن إطلاق كوريا الشمالية للقمر الاصطناعي من شأنه أن يخلق "توترات" تجعل "تنفيذ الاتفاق الغذائي صعب للغاية". ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بيانا أعربت فيه عن "قلقها الشديد" إزاء عملية الإطلاق المقررة للصاروخ مشيرة إلى أن ذلك يعد "انتهاكا واضحا" لقرار مجلس الأمن رقم 1874 الذي يحظر "أي إطلاق باستخدام تكنولوجيا صواريخ باليستية". وقالت سول إنها "ستتعاون عن كثب" مع الولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان وهي الدول الأعضاء الأخرى في المحادثات السداسية المتعثرة، "حتى توقف كوريا الشمالية هذا الإجراء الاستفزازي". في طوكيو، قال كبير أمناء مجلس الوزراء أوسامو فوجيمورا إن "اليابان ستحث كوريا الشمالية بقوة على عدم المضي قدما في عملية الإطلاق". وأضاف فوجيمورا إن الإطلاق المحتمل للقمر الاصطناعي "يقوض الجهود الرامية إلى تسوية مختلف القضايا، التي بذلت من خلال المحادثات "مع كوريا الشمالية. وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة إن كوريا الشمالية يجب أن تلغي خطة إطلاق القمر الاصطناعي لأنها ستعد خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقال بان كي مون في بيان إن برنامج إطلاق ما يسمى "قمر اصطناعي تطبيقي" لكوريا الشمالية يثير شبح صراع أخر مع مجلس الأمن والذي حظر في عام 2009 على تلك الدولة استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وحث بان كي مون جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على إعادة النظر في قرارها تماشيا مع تعهدها الأخير بالكف عن إطلاق صاروخ طويل المدى. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن متحدث باسم لجنة تكنولوجيا الفضاء في كوريا الشمالية قوله إن "هذه الخطوة ستتيح فرصة مهمة للارتقاء بالتكنولوجيا الكورية الشمالية في مجال استخدام الفضاء في الأغراض السلمية". وأوضح المتحدث أن "القمر الاصطناعي لمراقبة الأرض والمدار القطبي سيجرى إطلاقه قبالة السواحل الجنوبية من مركز سوهاي لإطلاق الاقمار الاصطناعية" في إقليم نورث بيونجان شرق البلاد والذي يقع على الحدود الصينية والبحر ونفت بيونجيانج وجود أي جوانب عسكرية تتعلق بعملية إطلاق الصاروخ.