رفضت اسرائيل مجددا يوم الثلاثاء الانتقادات الدولية لقرارها بناء 3000 وحدة سكنية استيطانية في المنطقة الموسومة E1 الواقعة بين القدسالشرقيةالمحتلة ومستوطنة معاله ادوميم، والتي تهدد بتقسيم الضفة الغربية الى جزئين مما يجعل من المستحيل اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار. وفي خطوة اخرى في هذا السياق، اعلنت الحكومة الاسرائيلية في وقت متأخر من يوم الاثنين عن نيتها احياء خطة كانت قد جمدتها تحت ضغط امريكي تقضي ببناء 1600 وحدة سكنية لليهود في القدسالشرقيةالمحتلة. فقد أكدت ناطقة باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية ان اسرائيل قررت احياء خطط بناء 1600 منزل في حي رامات شلومو بالقدس. وقال عوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في رسالة وجهها عبر موقع تويتر هل بناء دور جديدة في عاصمتنا القدس اكثر خطورة لعملية السلام من رفض السلطة الفلسطينية التفاوض والاعتراف باسرائيل؟ وكانت الحكومة الاسترالية قد استدعت الثلاثاء السفير الاسرائيلي لديها للاحتجاج على القرار الاخير الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية بتوسيع المستوطنات اليهودية في القدس الشرقي والضفة الغربية المحتلتين، وحجب العوائد الضريبية عن السلطة الوطنية الفلسطينية. وتأتي هذه الخطة عقب قيام عدة دول اوروبية منها اسبانياوفرنسا وبريطانيا والسويد والدنمارك بخطوات مماثلة يوم امس. وجاء في تصريح اصدره وزير الخارجية الاسترالي بوب كار عقب اجتماع السفير الاسرائيلي بعدد من كبار المسؤولين في الوزارة ان استراليا طالما عارضت النشاط الاستيطاني، فهذا النشاط يهدد امكانية تحقيق حل الدولتين الذي لا يمكن لاسرائيل ان تتمتع بالامن دونه. وقال كار إن من شأن الخطوة الاسرائيلية ان تعقد استئناف المفاوضات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. واضاف لقد خاب املي جدا بهذا القرار الاسرائيلي. وكان مسؤول في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد قال يوم امس الاثنين إن اسرائيل لن تتراجع عن الخطة التي اعلنتها لبناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس. وقال المسؤول في تصريح نقلته عنه وكالة رويترز ستواصل اسرائيل اعلاء مصالحها الحيوية، وستتصدى للضغوط الدولية في سبيل ذلك. لن نغير القرار الذي اعلنا عنه. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعطت الضوء الأخضر لبناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة بعد يوم واحد من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع تمثيل الفلسطينيين في المنظمة الدولية إلى مستوى دولة مراقب غير عضو. ويطلق على المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الجديد اسم إي1 . وسوف يربط بين القدسالشرقية، الذي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المأمولة، ومستوطنة معاليه أدوميم. ومن شأنه أن يقسم الضفة الغربية الى قسمين ويعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل. وكان بان جي مون أمين عام الأممالمتحدة قد عبر عن خيبة الأمل ازاء القرار الإسرائيلي. غير أن تل أبيب أكدت انها سمتضي قدما في خطة بناء الوحدات السكنية الاستيطانية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية وزير الخارجية دأب على أن يوضح بشكل جلي أن البناء الاستيطاني، وأحد أمثلته قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بناء 3000 وحدة سكنية جديدة، يهدد حل الدولتين ويجعل تحقيق تقدم عبر المفاوضات أكثر صعوبة . واضاف دعونا الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في خطتها بناء المزيد من الوحدات السكنية في المستوطنات وأبلغناها بأنها لو مضت قدما في تنفيذ قرارها، فسوف يكون هناك رد قوي . وفي باريس، استدعت الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي للتعبير عن الشكوى من الخطط الإسرائيلية. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية في بيان رسمي الاثنين استدعي المبعوث الإسرائيلي لدى باريس لحضور اجتماع صباح الإثنين. وأرسلت فرنسا خطابا إلى الحكومة الإسرائيلية تصف فيها قرارها بأنه عقبة مؤثرة أمام حل الدولتين . وفي إسرائيل، قالت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن مستوطنين يهودا انتقلوا الى منزل في قلب حي فلسطيني في القدسالشرقيةالمحتلة لتوسيع مستوطنة صغيرة بنيت قبل عامين. وأشارت المنظمة الاثنين إلى أن المبنى المؤلف من خمسة طوابق يقع في حي جبل المكبر الذي يبعد نحو كيلومترين عن جنوب البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال البيان بنى فلسطيني المبنى قبل عدة سنوات ومن المرجح ان يكون تم بيعه الى المستوطنين. وكان مستوطنون قد انتقلوا قبل عامين الى منزل آخر في الشارع نفسه بعد ان طردت محكمة اسرائيلية عائلة فلسطينية تقيم هناك، ما دفع حركة السلام الآن للقول إن هذا يشكل بداية لمستوطنة جديدة. وفي معرض تحليله للموقف الاوروبي المنتقد للقرار الاسرائيلي، نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصدر دبلوماسي اسرائيلي بارز قوله لقد نزع الاوروبيون قفازاتهم، فلم يسبق لنا ان رأينا موقفا اوروبيا متشددا ازاء قرار اصدرته الحكومة الاسرائيلية كهذا الموقف منذ عدة سنوات. والمح دبلوماسيون آخرون تحدثت اليهم الصحيفة الى ان الدول الاوروبية ما كان لها ان تتخذ هذه المواقف المعارضة لاسرائيل لولا ان تكون قد حصلت على موافقة الادارة الامريكية. فقد كتب الصحفي شيمون شيفر في يديعوت احرنوت لقد خول البيت الابيض الدول الاوروبية مهاجمة حكومة نتنياهو ومعاقبتها. فالامر يتعلق بالقناعة التي توصلت اليها ادارة اوباما بأنه ينبغي ايجاد سبيل لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وانهائها.