قال أطباء وشهود عيان ان نحو 80 شخصا أصيبوا يوم الثلاثاء في اشتباكات بين نشطاء وبلطجية في ميدان التحرير بالقاهرة. وقال السياسي الاصلاحي البارز محمد البرادعي ان "البلطجية" هاجموا المحتجين الذين دخل اعتصامهم في الميدان الان يومهم الحادي عشر. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن عادل عدوي مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية قوله ان عدد المصابين بلغ 79 وان 27 منهم نقلوا الى المستشفيات وعولج الباقون في عيادات الميدان المؤقتة. وكان النشطاء وبينهم بعض من اعتصموا في ميدان التحرير منذ 11 يوما قاموا يوم الثلاثاء بطرد الباعة الجائلين ومن قالوا انهم بلطجية من الميدان لكن من طردوا عادوا ومعهم عدد كبير من البلطجية وهاجموا الميدان من ميدان عبد المنعم رياض المجاور. وقبل أيام قال نشطاء ان شبانا غير معروفين يدخنون سجائر محشوة بالبانجو أو الحشيش أو يتعاطون حبوبا مخدرة يترددون على الميدان وانهم يخشون منهم على الاعتصام الذي يطالب بالانهاء الفوري للادارة العسكرية للبلاد. وقال النشطاء انهم عملوا على طرد هؤلاء الشبان ومعهم الباعة الجائلون الذين بدا أن بعض البلطجية يتسترون بهيئتهم. وقال التلفزيون الرسمي ان باعة جائلين طرف في الاشتباكات. وفي انتقاده للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد قال البرادعي في صفحته على موقع تويتر "البلطجية الان يهاجمون المحتجين في التحرير. والنظام الذي لا يستطيع حماية مواطنيه هو نظام فشل في أداء وظيفته الاساسية." وأظهرت لقطات تلفزيونية حية قنابل حارقة تنطلق في سماء الليل في اتجاه الميدان وتنفجر على الطريق قرب المتحف المصري بالقاهرة غير بعيد من تجمع المحتجين. وسمع احد شهود العيان عشر طلقات على الاقل مع اندلاع الاشتباكات في احد أطراف الميدان حيث يطالب المحتجون بالرحيل الفوري للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط. وقال الطبيبان ابراهيم أحمد وأحمد عزت لرويترز انهما عالجا سبعة نشطاء في عيادة مؤقتة أقاماها قرب مكان الاشتباكات بينما قال شهود عيان ان سيارات اسعاف تنقل من تلحق بهم اصابات جسيمة الى عيادات ميدانية أخرى كانت أقيمت في السابق في الميدان أو الى المستشفيات القريبة في المدينة. وقال الشهود ان المهاجمين استخدموا القنابل الحارقة والحجارة والزجاجات الفارغة في بداية الهجوم لكنهم استخدموا أيضا طلقات الخرطوش. وقال المنسق الجماهيري لحركة شباب 6 ابريل في محافظة القليوبية المجاورة والذي أصيب بطلق خرطوش في الوجه لرويترز "الهجوم تشنه عصابات منظمة وكان الغرض منه استدراج المعتصمين الى خارج الميدان." وأضاف بينما ضمادات على وجهه بعد علاجه "حين رأى البلطجية أنني أنادي على المعتصمين بألا يخرجوا خارج الميدان ضربني أحدهم بطلقة في وجهي." وقال الناشط شادي محمد انه لا يستبعد أن تكون وزارة الداخلية وراء الهجوم. ووقعت الاشتباكات مع ختام الجولة الاولى من انتخابات مجلس الشعب التي سادها الهدوء وهي أول انتخابات تجرى في البلاد منذ اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط. ويعتصم ألوف النشطاء في ميدان التحرير منذ يوم 18 نوفمبر تشرين الثاني. وقال محمد السعيد أحد قادة الجماعات التي نظمت الاحتجاج للتلفزيون المصري "الباعة الجائلون هم من يرمون كرات اللهب ومعهم أنابيب (اسطوانات) بوتاجاز وليس معهم أي أوراق تثبت هوياتهم ويريدون أن يبقوا في الميدان." وأضاف "كلهم متمركزون في (ميدان) عبد المنعم رياض (المجاور الان) ونحن نريد أن نحمي الناس والاسر التي في الميدان." وفي وقت سابق قال شهود عيان ان مشاجرات نشبت بين باعة جائلين كانوا يخدمون المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير. وقال الشهود ان اندلاع المشاجرات أدى الى تدخل المسعفين الذين يعملون في الميدان لانهائها. وكان بعض المشاركين في المشاجرات يحملون عصيا وتم اتلاف اكشاك الباعة. وعلى مدى أيام عديدة في الاسبوع الماضي كان المحتجون يشتبكون مع الشرطة في الشوارع القريبة وهاجمت الشرطة في اكثر من مناسبة الميدان في محاولة لاخلائه. وسقط في الاشتباكات 42 قتيلا وأصيب نحو ألفين. من محمد عبد اللاه (شارك في التغطية سعد حسين وليلي جريمز وعلي عبد العاطي ودينا زايد وبيتر ميلرشيب)