بمناسبة موسم المدارس والاستعداد لها نجد الكل يلهث ويجري هنا وهناك لا فرق بين طبقة وأخري أو غني وفقير... فالمدارس همٌ يطول الجميع... فهناك... من يقدم لابنه في مدرسة لغات سواء دولية أوغير دولية ليضمن خدمة تعليمية مميزة... فهذا أحب أن أقول له: طير أنت... كله فنكوش... إلا إذا كنت من هواة الفشخرة والأنعرة والمنظرة... فبصراحة هذه المدارس تجارة وفقط... أو نادي شتوي صباحي... يهتم بالأنشطة والرحلات والدش بارتي والفن داي وحفلات أعياد الميلاد والطرطور والبالطو لزوم حفلات التخرج من كي چي تو... ووو بس!!!
أما الغلابة فأقول لهم : المنازل أفضل لأولادكم من تعليم اللحم المُكَدَّس والألفاظ السوقية والأمراض الأخلاقية...
أما القائمون علي التعليم فأقول لهم: مستحيل تطبيق ما تَنْتَوُون إجراءه من تطوير مزعوم... مادامت الفصول فوق الخمسين تلميذا والتابلت المزعوم سيحتاج لشحنه أكثر من باريزا... (مكان وضع فيشة الشحن)... والمعلمون يشحذون الرغيف!
أنتم تعيشون في وادٍ والجميع في وادٍ... أجروا استفتاءً علي تأجيل الدراسة لأجل غير مسمى ستجدون أفراحا وليالي ملاح... من أولياء الأمور قبل الطلاب... هذه ليست نظرة من خلف نظارة سوداء بل هي نظرة واقعية جدا لمن يريد الحقيقة... وكل عام نقول مثل هذا الكلام ونُوجِد الحلول والمقترحات ولكن نجد آذانا من عجين وأخري من طين... أيها القائمون علي المُسَمَّى تعليما : كيف يتعلم من لا يملك الطموح وبعمله بيت أهله مفتوح؟! كيف يتعلم الذي من أبسط الحقوق محروم؟! لأن جيب أهله ببساطة... مخروم؟! وكيف يقوم بالتعليم من سَهَر الليل في ورديَّة ليكفي بيته شر الحاجة والبليَّةويحلم بحياة وردية؟! وكيف يقوم بالتعليم من كان قائدا لتوكتوكٍ ومن خلفه يركب تلميذه ويقول له علي جنب يا أسطي! أو عاملا في محل أحذية يركع علي ركبتيه مُنْحنيا ليُلْبِس تلميذه حذاءه الجديد! إذا كنتم بحق وبصدق تريدون بناء العقول والأجيال فعليكم أن: تجعلوا الطلاب أولا يذهبون للمدارس... وبعدها اجعلوهم يعودون منها بعقول راقية مثقفة لا بألسنة زلاف حِداد... اجعلوا قدوتهم العلماء والمربين والصالحين... اجعلوا من يتقدم منهم مستقبلا للزواج يُسْأَل من أهل زوجته عن مؤهله وثقافته لا عن ماله وصنعته! اجعلوا من التعليم متعة وسعادة لا غما وكآبة! اجعلوا أساس من يُقْبَل في وظيفة مقدار علمه لا مقدار ما يملك من كروت المحسوبية! اجعلونا نستشعر الفرق في الشارع بين المتعلم والجاهل!
إن قمة التطور تَتَأَتَّى من خلال الاهتمام بالبشر والإحساس بالبشر والإيمان بأنهم فعلا... بشر! ______________________ #بسن_القلم