وغير الضرب.. هناك النصب.. فكثير من مدارسنا الخاصة يبدأ العام الدراسي بالنصب علي أولياء الأمور بطرح قائمة كبيرة من الطلبات. وتبقي قضية التعليم في بلادي هي أم القضايا.. وهمي الأكبر.. فالعلم يا سادة.. هو الحضارة.. والمنارة.. التي تجعل الأمة تتقدم.. وتنطلق إلي المستقبل.. بجرأة.. ووعي.. واتزان.. وبدون العلم والاهتمام به، والعمل علي تجديد الفكر بعلم سليم.. لن ينصلح الحال.. وسنبقي.. في ذيل القائمة.. نحشر العلم حشراً.. في العقول.. حفظا.. وتلقينا.. وغشا.. وتزويرا.. لنصل في النهاية.. لمنتج عقيم.. لا يفكر.. عقل سقيم مريض.. لا يبتكر.. ولا ينتج.. ولا يبدع. وهذا حال مدارسنا.. وجامعاتنا.. نتعلم منذ الصغر.. كيف نحفظ أبيات الشعر لكبار الشعراء.. وجدول الضرب.. والمثلثات.. والتفاضل والتكامل.. والكيمياء والفيزياء.. وكل الأشياء.. ولكن لا نجرب بأنفسنا.. لنتعلم من الأخطاء ندخل الجامعة ونتخرج منها.. وعندما يفتح الله علينا بالعمل.. نجد صاحب العمل.. يقول جملته الشهيرة: إنسي كل اللي اتعلمته في المدرسة والجامعة.. وننسي فعلا.. لأننا وبحق لم نتعلم شيئا.. وكل ما تعلمناه.. نسيناه! وزارة التربية والتعليم تصدر كل عام عدة قرارات.. وتعليمات.. وفرمانات صارمة للمعلمين تقول فيها ممنوع ضرب التلاميذ منعا باتاً لنجد الكثير من المدرسين والمعلمين يشطبون تلك القرارات بأستيكة.. ويمارسون هوايتهم المفضلة وهي الضرب بعنف.. وقسوة.. وقوة.. مع فاصل من الشتائم المحلاة.. بأقبحها.. وأقذرها.. ولا مانع من السب.. واللعن بالأم والأب. وهذا ما حدث ويحدث بالفعل.. ففي إحدي مدارس الاسكندرية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية ولم يمض علي بداية العام الدراسي.. سوي أيام قام أحد المدرسين بضرب تلميذ ضرباً قاسياً مؤلماً.. أدي إلي تكسير في الأيدي والجسد.. ولم يتبق في جسده الضئيل قطعة سليمة.. فما كان من أسرته بعد اسعافه وتجبيس يديه.. إلا أن قامت بعمل محضر مع تقديم الشكاوي في هذا المدرس القاسي القلب.. السليط اللسان.. والسبب ان التلميذ اعترض في البداية علي سب الأستاذ له بأمه.. فكان ما كان.. وجري ما جري.. ومازالت الأزمة مستمرة دون عقاب للمدرس.. ودون علاج للتلميذ.. أو حتي النظر في ملايين الشكاوي التي يتقدم بها أولياء الأمور.. لمديريات التعليم.. التي نسيت عنوانها منذ إنشائها التربية والتعليم.. وعلينا أن نعترف بأن مدارسنا ليس بها لا تربية قويمة سليمة.. ولا تعليم حقيقي حكيم. وغير الضرب.. هناك النصب.. فكثير من مدارسنا الخاصة يبدأ العام الدراسي بالنصب علي أولياء الأمور بطرح قائمة كبيرة من الطلبات.. تتضمن كراسة شروط القبول.. ترتفع نسبتها كل عام.. اشي تمن الكتب.. واشي ملابس.. وباص.. ورسوم.. وهموم.. وكله يصب في خانة النصب والضحك علي الذقون.. والشيء لزم الشيء.. ونسأل يا تري الأولاد.. اتعلموا.. نلاقيهم بلموا.. المهم الشهادة.. وبعدين الدنيا تعلموا.. وهو المطلوب إثباته.. وإذا كنا نحن نريد اصلاحا حقيقيا لمنظومة التعليم علينا أن نعترف بالتقصير في حق انفسنا وحق الاجيال القادمة ونعلن من الآن وليس غدا ان قضية التعليم أمن قومي ويجب أن تكون في مقدمة اهتمامنا وعلي وزارة التربية والتعليم أن تشغل نفسها كالمناهج الفكرية وتطويرها لتلاحق التطور العالمي ويكفي أن نعلم أن بلدا مثل فرنسا قام بتعديل اسلوب تدريس مادة الرياضة مرتين بعد اختراع القنبلة الذرية وعندنا مازالت الطريقة هي نفسها منذ القرن الماضي.. لاننا مازلنا وسنظل نعيش في الماضي بنظرية خالتي فرنسا وليس تعليم فرنسا.. وللحديث بقية.